إننا نعرفهم أكثر منكم، يوعدون ويخلفون
نشر بتاريخ: 24/05/2015 ( آخر تحديث: 24/05/2015 الساعة: 17:51 )
كتب : عمرو حنون
مباراة من أجل السلام، ووعودٌ بتسيير تنقل اللاعبين، ولاعب لم يتجاوز ال23 عاماً يمنع من السفر بحجج واهية أقبح من كافة الذنوب السابقة، التي دفعت سلطات الاحتلال لاعتقاله بتاريخ 28 من نيسان/إبريل العام الماضي استمر ل8 أشهر، ومنعٍ من السفر لمتابعة الفدائي في نهائيات كأس آسيا كمشجع حرم من المشاركة بسبب الاعتقال، وبالأمس ينتج الاحتلال حلقة جديدة من مسلسل أصبح مستهلكاً وبحبكةٍ تقليدية، فما كان من المخرج إلا أن "فركش" التصوير وألغى الحلقة، التي أحرجت رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر بعد قرابة ال24 ساعة على زيارته لفلسطين، ولعل أبرز ما تردد بصدى رأسه عند سماع الخبر مقولة اللواء الرجوب في المؤتمر الصحفي: "إننا نعرفهم أكثر منكم، يوعدون ويخلفون"، فاضطر للتدخل على نحو السرعة ولربما تخطى اتصاله حدود الدبلوماسية مع سلطات الاحتلال التي أسقطت ورقة التوت سريعاً قبل 7 أيام على التصويت على قرار تعليق عضوية اتحادها في كونجرس الفيفا بمدينة زيورخ السويسرية.
حسن النوايا لا يقتصر فقط على طلب إقامة مباراة من أجل السلام، في "كلاكيت" لعشرات المرات، يقابله عدم اعتراف بالاتحاد الوطني الرياضي الفلسطيني، علاوةً على التناقضات بتقديم رسائل تبدو في ظاهرها بيضاء ورومانسية لتطوير كرة القدم الفلسطينية لكن من خلال الاتحاد الإسرائيلي فقط، لإلغاء كيان رياضي فلسطيني حقق نجاحات لا تزال تمثل شوكةً في حلق الاحتلال، وبعد اليأس من محاولة تدميره بدأ العمل نفسياً على إعاقة وصول الوفود ليس من خلال منع أحد الأفراد وإنما التأخير المتعمد، لذلك فإن فريق الدفاع الذي سيتجه للكونجرس سيدعي أنه سهل دخول مهمة بعثات الجزيرة الأردني والشرطة العراقي والحد البحريني في كأس الاتحاد الآسيوي مؤخراً، لكن بإصدار التصاريح قبل أقل من 48 ساعة على المباراة وإجراءات معقدة علماً أن المسافة بين مطار الملكة علياء الدولي ومدينة أريحا لا تتعد 60 كيلومتراً.
ولإثبات حسن النوايا قام رئيس حكومة الاحتلال بتعيين وزيرة للرياضة، وقد يلقى هذا التعيين تصفيق العالم لاهتمام الإسرائيليين بالإناث ووضعهم في أعلى الهرم الرياضي، لكن لا يتناسب بتاتاً مع حملات الفيفا والاتحاد الأوروبي والتي كلفتهم مئات الملايين الدولارات واليوروهات على نبذ العنصرية، وشارك بها أهم اللاعبين حول العالم من كافة الأعراق، فيكفي أن ينقر المتابع والمهتم للرياضة على اسم الوزيرة " ميري ريجيف" ليرى بأم عينيه الكم الهائل من التصريحات العنصرية التي على شاكلة: " طرد الفرق العربية خارج الدوري الإسرائيلي وإنزال أشد العقوبات عليهم، ووصفها للعرب بالسرطان الذي يجب بتره للتخلص منه"، فيما يتم اتباع أسلوب "أذن من طين وأذن من عجين" والكيل بمكياليين مع شعارات بيتار القدس والمتحورة ضد النبي محمد عليه السلام والعرب، وبعد أن سؤل بلاتر عن هذه التصريحات، اكتفى بعدم الرد من باب "قلة الرد رد".
170 ساعة تفصل أعضاء الجمعية العمومية عن التصويت على قرار تعليق العضوية، وهذه المرة إسرائيل في قفص الاتهام، وتبحث عن ورقة مماطلة جديدة، واستعانة بالرئيس الأسبق شمعون بيريز لاستغلال علاقاته حول العالم لمنع هذه الكارثة من الحدوث، وتجنيد لكافة السفارات بتجميد كافة الأنشطة والعمل على هذا الملف في محاولة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تقع الفاس بالراس.