الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

هكذا تبني إسرائيل السفن الحربية

نشر بتاريخ: 25/05/2015 ( آخر تحديث: 28/05/2015 الساعة: 14:29 )
هكذا تبني إسرائيل السفن الحربية

بيت لحم- معا - من المعروف أن إسرائيل تشتري الوسائل القتالية عموما والسفن الحربية خصوصا "عارية" دون أي تجهيزات خاصة، حتى تتمكن من "كسائها" بتجهيزات ومنظومات قتالية خاصة تضفي عليها قوة ومنعة وتحفظ الكثير من أسرارها حسب تعبير موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني الذي نشر اليوم الاثنين تقريرا مفصلا ومعززا بالصور حول طريقة عمل سلاح البحرية الإسرائيلي في مجال تجهيز السفن الحربية بالأنظمة والمنظومات القتالية بعد أن يستلمها "عارية" من كل شيء.

"بعد خمس دقائق فقط من رسو السفينة أو الغواصة الجديدة على رصيف ميناء حيفا العسكري تتعرض "لهجوم" واسع من مئات الخبراء الذين يعملون على تجهيزها بالأنظمة والمعدات وملايين القطع الأخرى في سباق من الزمن قبل ان تدخل الخدمة القتالية والمناوبة الحربية".


ومن المتوقع أن تصل أولى السفن الأربع التي تعاقدت عليها إسرائيل مع ألمانيا لاستخدامها في حراسة وحماية منصات وأبار الغاز في عرض البحر بعد خمس سنوات من الان لكنها ستتحول إلى السفينة الحربية الأولى والأكبر التي يحصل عليها سلاح البحرية الإسرائيلي منذ ستينيات القرن الماضي.


وشكل "حفل توقيع بروتوكول" السفن الجديدة الذي جرى في مقر قيادة الجيش الإسرائيلي "هكرياه" وسط تل أبيب طلقة البداية لعملية طويلة ومعقدة.

بعد ساعات معدودة من نهاية حفل التوقيع اجتمعت طواقم العمل الإسرائيلية والألمانية لإجراء نقاش أولي حول إنتاج السفن وملاءمتها لاحتياجات سلاح البحرية الإسرائيلي.

يبلغ وزن كل سفينة من بين السفن الأربع المتعاقد عليها 2000 طن بما يزيد عن وزن سفينة الصواريخ "ساعر 5" بـ 700 طن.



وستكون هذه السفن اكبر طولا وأكثر اتساعا من "ساعر 5" لذلك تشكل عملية "كسائها" بالتجهيزات والأنظمة القتالية تحديا فنيا ولوجيستيا وتقينا وتنفيذيا لم يشهد سلاح البحرية الإسرائيلية مثيلا له سابقا.

ويقدر سلاح البحرية أن الخبراء بحاجة إلى عام كامل تقريبا منذ دخول السفينة الأولى رصيف الميناء لاستكمال تجهيزها بالسوائل والمنظومات التكنولوجية والقتالية وان أكثر من 200 جندي ومدني من ضمن "المدنيين العاملين لصالح الجيش" من مختلف التخصصات، مهندسين، تقنيين، كهربائيين، وعمال لحام وغيرها من التخصصات سيعملون على مدار الساعة لتجهيز السفن بعد أن ينهوا تدريباتهم في احد المصانع الألمانية أو في حوض صناعة السفن التابع للبحرية الإسرائيلية الكائن في ميناء حيفا.



وتم تحديد وزن السفينة بطريقة مدروسة ولم يكن الأمر صدفة بل وفقا لأقصى قدرات وإمكانيات هذه السفينة التي ستحمل في جوفها زوارق وسفن صغيرة يتم رفعها بواسطة مصعد خاص من إنتاج شركة "روز رايس" حسب أقوال ضابط رفيع في البحرية الإسرائيلية.

وأضاف الضابط "نحاول منذ 13 عاما شراء سفن جديدة معتمدين مقولة سفن رخيصة نسبيا لكنها ممتازة وتحتاج إلى جهد بسيط لموائمتها مع احتياجاتنا ووضعنا سقفا لهذه الغاية لا يتجاوز 100 مليون دولار للسفينة الواحدة في حال تم تمويلها إسرائيليا بالكامل وفي النهاية اشترينا سفن بمبلغ 88 مليون دولار حيث اخترنا الطراز K-130 الموثوق والمجرب والمعروف أيضا وهذا العامل خفض من التكلفة".

"احد مميزات وميزات طريقة "الكساء" الإسرائيلية التي تجري على سفينة "عارية" تكمن في موضوع الحصار والمقاطعة حين تحتاج هذه السفن لأعمال الصيانة حيث تقوم ألمانيا فقط بأعمال بناء الهيكل المعدني للسفينة وتنفيذ الإعمال الكهربائية واجهزة تبريد الهوا المكيفات" فيما تقوم اسرائيل بتركيب بقية التجهيزات الالكترونية التي تشكل القاعدة الخاصة بتركيب بقية المنظومات القتالية وأجهزة الرادار الضخمة وهي من إنتاج الصناعات الجوية الإسرائيلية ما يعني أن الحصار والمقاطعة لن تؤثر على صيانة هذه السفن مستقبلا.

ويقوم خبراء إسرائيل أيضا بتركيب اجهزة الحرب الالكترونية الخاصة بأعمال التشويش الالكتروني وأعمال المراقبة وتوجيه الصواريخ ومنظومة الاتصالات ووسائل القتال الهجومي الأخرى مثل الرشاشات ذات المديات القصيرة وأجهزة الدفاع الجوي والصواريخ المضادة للصواريخ من طراز "باراك 8" المتطورة الذي يعتبر ردا إسرائيليا على صواريخ ساحل –بحر التي يمتلكها حزب الله من طراز "ياخونت".

وتصف مصادر البحرية الإسرائيلية كل ما سبق ذكره بالعمل السهل نسبيا رغم انه سيستمر لأشهر عديدة لان التحدي الحقيقي، وفقا لأقوال ضابط كبير في البحرية يتمثل في عملية الدمج والتكامل بين جميع المنظومات على متن السفينة والتأكد من قدرتها على العمل لذلك ستجري عليها عشرات التجارب والاختبارات غالبيتها في عرض البحر.