الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 26/05/2015 ( آخر تحديث: 26/05/2015 الساعة: 14:53 )
محطات من دورينا
بقلم : صادق الخضور
أسبوع حاسم، أهم من كل الألقاب، وأكثر إثارة من كل الدوريات، هو أسبوع الحسم في الفيفا، ومحاولة إعادة الحرية للرياضيين الفلسطينيين، فقد طال الانتظار، وحان الوقت ليستعيد رياضيونا جزءا من حقهم المسلوب ولا نقول من كبريائهم لأن الكبرياء باق لم يفارق طموح رياضيينا، والأسرة الفلسطينية عموما والرياضية تحديدا منها، فقد نجح اللواء جبريل الرجوب في إيصال القضية إلى أعلى معترك رياضي، وتفاعلات القضية لا زالت تتفاعل على كل صعيد.

اللجوء للفيفا، أعاد للأذهان كلمات شاعرنا العربي الكبير محمود درويش:" أنا لا أكره الناس.....ولا أسطو على أحد... لكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي"
إذاً، هو الرد بمحاولة التأكيد على أن التوجّه للفيفا لم يكن هو الفعل بل يندرج في نطاق ردّ الفعل الطبيعي والمنطقي.

كثيرة هي المشاهد التي أكدّت مرارا وتكرارا أن الرياضة كانت رهينة للإرادة السياسية للاحتلال الإسرائيلي، فكم من لاعب غزيّ حُرم من الالتحاق بناديه في الضفة؟ وكم من طابة لأطفال فلسطين تهادت خلف الجدار فتوارت وما عادت، وكم؟ وكم؟

كثيرة هي الحالات، وأكثر منها المحاولات التي توالت أملا في رأب الصدع، ومحاولة منح رياضيينا فرصة ممارسة الرياضة بحرية وبأريحيّة.

المحاولات التي يقودها اللواء الرجوب مشكورا تستهدف إعادة الاعتبار لحق الرياضيين في ممارسة الرياضة، بعيدا عن ويلات الاحتلال، فالرياضة تستحق أن تظل بمنأى عن أية تعقيدات سياسية، وها هي الرياضة تقدّم أنموذجا من نماذج المقاومة الشعبية، بل وأكثر من ذلك أنموذجا رائدا للإرادة السياسية، وقد حان الوقت لترد السياسة التحية للرياضة، فكثيرا ما خدمت الرياضة السياسة وقد حان الوقت لتقدّم السياسة جزءا من واجبها تجاه الرياضة.

نسأل، والتساؤل حقّ مشروع: أين وقفات القوى السياسية من الموقف المساند لجهود اللواء الرجوب؟
وهل ارتقى حجم التفاعل إلى حجم القضية؟
اللحظات الحاسمة تقترب، وسواء أكان التصويت في الفيفا لصالحنا أم لا، فمجرد أخذ القضية هذا الحجم من التفاعل على المستوى الدولي دلالة على أن الجهد الذي بذل يستحق أن يكون قصة نجاح حتى وإنْ لم يحالفنا النجاح، فالنجاح هنا كامن في المبادرة وفي الإرادة.
الفيفا... ومواقف على المحك.......... وما أشبه الموقف بما صدح به معين بسيسو قبل سنوات وسنوات:

" فأنت إنْ صمت متّ، وأنت إن نطقت متّ، قلها ومت"
أملا في رياضة تنطلق بحريّة، وسعيا لتحقيق حلم بسيط عادي في أن يتنقّل لاعبونا ورياضيونا بحرية، تأتي الحملة، فهل هذا الحلم كثير؟ ولماذا تتسع الدنيا كل الدنيا لأحلام الرياضيين لكنها تضيق برياضيينا؟! وما جدوى الحديث عن الرغبة في السلام العادل والشامل وأبسط الحقوق مغيّب وهو حق رياضيينا في التنقل.

السؤال مطروح وقبل أن يكون على مائدة الفيفا على مائدة الهيئات الحقوقية، فمتى يتواجه بطلا الدوري في الضفة وغزة هنا أو هناك؟ ومتى تكون هناك ضمانات بألا يتكرر مشهد إعاقة منتخبنا من السفر؟

بانتظار الحسم، وكل التقدير للجهد النوعي للواء الرجوب، وهو ما ينتظر أن يكون محطّ تقدير الكل الفسطيني بلا استثناء لأن الموقف الفلسطيني حتى اللحظة في هذه القضية هو الاستثناء بعينه، وهو يتطلب الإسناد.