نشر بتاريخ: 28/05/2015 ( آخر تحديث: 28/05/2015 الساعة: 18:42 )
قلقيلية- خاص معا - بعد صلاة كل جمعة يخرج المئات من أبناء كفر قدوم برفقة عدد قليل من المتضامنين الأجانب ونشطاء سلام إسرائيليين باتجاه الشارع المغلق شرقي البلدة، لكن جيش الاحتلال لا يتيح للمواطنين التعبير عن حقهم المسلوب فيسارع بقمع المسيرة بكل أشكال القمع التي تخالف القوانين الدولية.
معا التقت بمنسق المقاومة الشعبية في بلدة كفر قدوم مراد شتيوي والذي بين لنا ان المقاومة الشعبية بدأت في كفر قدوم عمليا في مطلع تموز عام 2011 انسجاما مع دعوات الرئيس محمود عباس والتزاما بقرارات حركة فتح في المؤتمر السادس على شكل مسيرة سلمية كل يوم جمعة بمشاركة واسعة من أهالي القرية، مطالبة بفتح شارع القرية الذي يربطها بمحيطها الفلسطيني والذي أغلقه الاحتلال عام 2003 خلال انتفاضة الأقصى الثانية، الأمر الذي سبب معاناة كبيرة للسكان سواء في عملية التنقل أو للوصول إلى أراضيهم القريبة من الشارع المغلق.
ما هي أشكال القمع.. التي يستخدمها الاحتلال ضد المشاركين في المسيرة؟أوضح شتيوي قائلا: "تدرج الاحتلال بشكل متسارع من استخدام قنابل الغاز مباشرة وسجلت إصابات خطرة نتيجة لذلك، وأدى الاستخدام المفرط للغاز إلى استشهاد المسن سعيد جاسر مطلع عام 2014،كما أدى استخدام الأعيرة المطاطية إلى فقدان احد الشبان لعينه وإصابة خطيرة في الرأس لأحد الشبان إضافة إلى عدد كبير بإصابات متفرقة ومتدرجة في الصعوبة، كما أصيب 50 شاب بالرصاص الحي من بينهم إصابات في الأجزاء العلوية كما حصل مع المتضامن الايطالي الذي أصيب في الصدر العام الماضي واحد المواطنين الذي أصيب في الظهر وإصابات خطرة في الأطراف أدت إلى حدوث خلل في وظائفها الطبيعية نتيجة تضرر الأعصاب فيها".
واستخدم جيش الاحتلال في سابقة سجلت استنكارا دوليا الكلاب البوليسية التي نهشت يد احد المواطنين وسببت له جروحا خطرة وكذلك الحواجز والمداهمات الليلة والاعتقالات التي طالت 170 شابا والغرامات التي فرضتها محاكم الاحتلال ووصلت إلى ما يزيد عن 250 ألف شيكل وكذلك استهداف المنازل بقنابل الغاز والمياه العادمة، وأخيرا استخدم جنود الاحتلال سلاحا جديدا يدعون انه اقل فتكا من الرصاص الحي و المطاطي لكنه على العكس تماما فهو يسبب ضررا كبيرا خاصة وأنهم يتعمدون إطلاقه من مسافة قريبة جدا لا تتعدى 20 مترا.
ما رضاكم عن انتشار المقاومة الشعبية؟
لم ترتق المقاومة الشعبية حتى هذه اللحظة إلى مستوى الظاهرة التي يجب أن تؤرق الاحتلال، فهي لا زالت تنحصر في عدد قليل من المواقع وللأسف تكاد تتلاشى في بعض المواقع، لذلك نأمل أن تعم هذه الظاهرة كل أرجاء الوطن حتى يدفع الاحتلال ضريبة احتلاله لأرض ليست أرضه.
من المسؤول عن تعميم الفكرة؟
بالدرجة الأولى فصائل العمل الوطني إذ يجب عليهم أن يحشدوا عناصرهم ومؤازريهم في هبة ليست موسمية وإنما مستمرة، وكذلك هيئة مقاومة الجدار والاستيطان يجب أن تلعب دورا محوريا وهاما في نشر المقاومة عبر جولات يجب أن تثمر عن استحداث مناطق احتكاك مع الاحتلال والمستوطنين، وفوق ذلك كله تعزيز صمود المواطنين وإشعارهم بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة الاحتلال عبر تخصيص مشاريع زراعية اقتصادية تسهم في رفع قدرتهم على التصدي للاحتلال بكل الوسائل المتاحة.
قدم الاحتلال عروضا بديلة واهالي البلدة رفضوها، ما طبيعة هذه العروض؟
خلال سنوات المسيرة السابقة عرض علينا من قبل جيش الاحتلال وما يسمى بالادراة المدنية فتح طرق بديلة للاستغناء عن الشارع الاصلي لكننا رفضنا ذلك حتى شهر 11 من عام 2014 حيث كان من المقرر ان يتم فتح الشارع لاستخدام سيارات الاسعاف وسيارات الاجرة تمهيدا لفتحه بشكل نهائي لكن لم يتم تطبيق ذلك عمليا ونحن بدورنا لن نوقف مسيرتنا الا بتحقيق اهدافها كاملة غير منقوصة.
كيف ترون دعم الحكومة للقرية؟
طلبت من رئيس المجلس القروي أن يزودني بعدد وطبيعة المشاريع التي قدمتها الحكومة للقرية على مدى سنوات انطلاق المسيرة، فكم كانت الصدمة كبيرة عندما كان كتابه بان الحكومة لم تقدم أي شيء لقرية كفر قدوم طيلة أربع سنوات فهل هذا معقول يتساءل شتيوي؟
بالطبع نحن لا نستجدي أي إنسان وإنما نطالب بحقنا في تعزيز صمود أهل القرية ومؤسساتها فعلى سبيل المثال لدي معلومات أن المجلس القروي منذ سنوات وهو ينتظر موافقة الجانب الإسرائيلي على تجديد شبكة المياه الممول من (أنيرا) التي تشترط ترخيص إسرائيلي،لكن من الممكن أن تنفذ هذا المشروع الحكومة الفلسطينية فلماذا مثلا لا تبادر جهة الاختصاص في الحكومة لتنفيذ هذا المشروع كنوع من تعزيز الصمود؟
بصراحة تامة لم نشعر أن الحكومة الفلسطينية منذ أربع سنوات تنظر إلى كفر قدوم بعين الاهتمام.
كيف تقيم التضامن الدولي؟
كل الشكر لكل المنظمات الدولية ولكل المتضامنين من كل أنحاء العالم الذين يشاركوننا مسيرتنا الأسبوعية والذين ساهموا في نشر قضيتنا الإنسانية في كل دول العالم.
يشاركنا عدد قليل من الأجانب والإسرائيليين والكم الأكبر هم من سكان القرية على عكس بعض المواقع التي وللأسف تطغى عليها صورة التضامن الأجنبي الذي قد يفوق في بعض الأحيان عدد الفلسطينيين المشاركين.
ما حجم المشاركة وطبيعة المواجهة؟
ضرب أهالي القرية مثلا رائعا في حجم المشاركة رغم كل أشكال القمع ورغم مرور 4 سنوات على انطلاق المسيرة إلا أنها حافظت على زخم المشاركة بعكس القرى الأخرى التي تناقص عدد المشاركين فيها بشكل ملحوظ كما أن طبيعة المواجهة التي يخوضها الشبان مع جيش الاحتلال تختلف كليا من حيث القوة والشجاعة والاحتكاك وكذلك من جهة أخرى في طريقة قمع الاحتلال للمسيرة،فنحن نؤمن بنهج الانتفاضة الأولى في المواجهة مع انضباط عال بمسؤولية من قبل جميع المشاركين،وهذا النهج جعل كفر قدوم متميزة جدا ومحط أنظار وسائل الإعلام التي تحدثت عن القرية في أكثر من مناسبة.
جرحى بالعشرات ماذا تقولون؟
هذا موضوع مؤرق لنا ومتعب جدا يذهب الجريح إلى المستشفيات الحكومية في نابلس أو قلقيلية ويتلقى علاجه ليوم أو يومين ثم يغادر وبعد ذلك تبدأ رحلة المعاناة التهاب الجرح أو مضاعفة الإصابة وغير ذلك.
ما أود أن أقوله من باب أن نشعر أن وزارة الصحة كجزء من الحكومة ماذا مثلا لو تم تحويل بعض الحالات إلى مشاف خاصة لاستكمال العلاج؟ مع تقديرنا إلى ما يتم إجراؤه من علاج لهم في المشافي الحكومية، السنا نتحدث عن تعزيز صمود المواطن؟ أليس هذا الشاب الذي أصيب العصب في رجله مثلا يستحق لرعاية خاصة لكي يشعر أن هناك من يهتم بشأنه؟ ألا يستحق هذا الشاب الذي أصيب خلال مقاومته للاحتلال معاملة طيبة من قبل الطبيب المعالج؟ أليس من واجب الحكومة أن تولي هذا الملف رعاية خاصة؟
كلمة أخيرة؟
على الحكومة الفلسطينية أن تعزز من نهج المقاومة الشعبية عبر مشاريع تنموية في كل المواقع تلامس احتياجات الناس وعليها أيضا أن تولي ملف الجرحى أهمية خاصة والى هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عليها أن تجد خطط سريعة لتعميم فكرة المقاومة الشعبية وتوحد عمل جميع اللجان تحت إطارها كما علينا جميعا أن نكون في قمة الوعي لأية أجندات قد تحرف المقاومة الشعبية عن هدفها الأساسي فنحن أبناء الأرض وحراسها ونحن من يدرك طبيعة المقاومة كيف ستكون ولا ننتظر من منظمة أهلية هنا أو هناك تتلقى دعما من دولة أجنبية أن ترسم لنا خريطة المقاومة.
الشكر موصول لكافة وسائل الإعلام التي رافقت مسيرتنا ولا زالت حتى اللحظة وكذلك لفرق الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والخدمات الطبية والدفاع المدني الذين يشكلون رافدا أساسيا لدعم صمودنا.
مقابلة: رائد عمر