غزة- خاص معا- تعيش حركة فتح وضعا لا تحسد عليه في قطاع غزة, تتمثل في ملاحقات ومضايقات نظيرتها حماس التي تسيطر على القطاع اضافة الى مشاكل فتح الداخلية .
معا اجرت مقابلة مع متحدث باسم فتح في غزة فايز ابو عيطة لكنه اجاب بتحفظ على كثير من القضايا التي لها علاقة بمفاوضات حماس واسرائيل وجهوزية فتح في غزة لعقد انتخابات عامة اضافة الى قضايا اخرى نستعرضها في المقابلة التالية.
كيف تصف واقع حركة فتح في قطاع غزة ؟
حركة فتح تعمل بدون مكاتب ومقرات وتتعرض قياداتها لكثير من المضايقات والملاحقات وبالتالي عمل الحركة في القطاع والانقسام أثر على الحركة بالإضافة إلى المشاكل الكبيرة المطروحة أمام الهيئة القيادية العليا التي تؤثر على طبيعة عملها.
انتخابات الاقاليم هدفها التحضير للمؤتمر السابع وهي جزء منه ولابد من اجراء انتخابات الاقاليم حتى يتم تحديد ممثلي الحركة في القطاع للمشاركة كأعضاء في المؤتمر.
وبدأت الهيئة القيادية وتحديدا اللجنة التنظيمية في الهيئة بمتابعة هذا الأمر وشكلت لجان للإشراف على الانتخابات وتم اجراء الانتخابات في عدد من الاقاليم وهناك اقليمين تم اجراء الانتخابات فيهما بشكل كامل من أصل سبعة ولم تستكمل الانتخابات بسبب بعض الاشكاليات الداخلية، لكن هناك حرص شديد على تذليل العقبات والاشكاليات التي تواجه عمل الهيئة القيادية من أجل استئناف عملية الانتخابات.
قبل أيام فقط كانت لجنة من المجلس الاستشاري في الحركة مكلفة من الرئيس محمود عباس في القطاع للاستماع للهيئة القيادية العليا حول المعيقات التي تعيق عملها واستقصاء أوضاع الحركة في غزة والاستماع الى كوادر الحركة حتى يتم وضع الحلول المناسبة.
هل تم تحديد موعد للمؤتمر السابع ؟
تم تحديد اكثر من موعد للمؤتمر واللجنة التحضيرية تعمل والمأمول ان يتم عقد المؤتمر حتى نهاية العام الحالي.
هل قدمت الهيئة القيادية العليا للحركة بغزة استقالتها للرئيس ؟
الهيئة لا زالت على راس عملها يقودها الاغا وهي تحاول أن تخلق واقع تنظيمي أفضل وقامت الهيئة وعلى راسها الدكتور زكريا الاغا مفوض الحركة حريصة على أن يكون هناك عمل تنظيمي يليق بالحركة ولديهم بعض التحفظات على بعض القضايا وتم رفعها إلى اللجنة المركزية .
من يعيق عمل الهيئة القيادية ؟
هناك اشكاليات داخلية ولن اتحدث بالتفصيل فيها وهنالك قضايا لها علاقة بمشاكل القطاع مثل تفريغات 2005 وعلاوة الاشراف والموظفين المدنيين وعلاوة القيادة للموظفين العسكريين.
لماذا قيادة فتح لم تستجيب لمطالب الهيئة القيادية؟
في قضايا تم حلها مثل أهالي شهداء حرب 2008 عددها حوالي 1500 شهيد ولكن بقيت مشاكل عالقة مثل تفريغات 2005 شباب مناضلين ويستحق الموضوع أن يتم حله بشكل نهائي وتم وضع حلول جزئية ولم يحل بشكل نهائي لكن هناك جهود واصرار من الحركة على إنهاء الملف سيما أن قيادة الحركة تعلم أن هؤلاء الشباب لم يقصروا منذ أن تم استيعابهم في الأجهزة الأمنية وأبدوا التزامهم بالشرعية وبقوانين وقرارات السلطة الوطنية الفلسطينية وبالتالي ليس هناك أي مبرر حرمانهم من حقوقهم الوطنية.
هل ترى هناك تمييز في الرعاية الرسمية بين غزة والضفة ؟
الواقع الخاص بالقطاع بسبب ظروف الانقسام والحصار والاشكالات التي تواجه قيادة التنظيم فالحركة بحاجة إلى اهتمام أكبر من الرئيس واللجنة المركزية حتى يكون وضع تنظيمي أفضل في القطاع.
عدد من المشاكل موضوعة أمام الهيئة القيادية بغزة تحتاج من قيادة الحركة أن تولي اهتماما أكبر بالقطاع حتى يتم حل هذه المشاكل ويكون لدينا تنظيم قوى وقادر على قيادة المرحلة.
لماذا فتح تعلق اجتماعاتها في لجنة القوى ؟
نعم, بسبب عدم الكشف عن منفذي التفجيرات التي جرت صباح الثامن من نوفمبر من العام الماضي في القطاع ومنذ البداية طالبنا أن يكون للفصائل موقف والذي تمثل بضرورة الكشف عن منفذي التفجيرات التي طالت منازل قيادات وكوادر فتح واستهداف منصة الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس عرفات وحتى اللحظة حماس لم تتعامل بجدية مع هذا الامر ولم تخبر عن مشبوه واحد له علاقة بهذه التفجيرات.
ما الذي يعيق استئناف جهود المصالحة مع حركة حماس ؟
رفض وتلكؤ حماس المتواصل للاستجابة للحلول التي تطرحها حكومة الوفاق واستمرارها في تعطيل عمل الحكومة في غزة. فحماس تعيق تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وهي التي تتحمل مسؤولة تعطيل واعاقة عمل الحكومة
نحن في حركة فتح ننظر إلى اتفاق الشاطئ بانه انعكاس لاتفاق القاهرة ومشكل من شقين رئيسين تشكيل حكومة الوفاق والثاني اجراء الانتخابات.
الحكومة شكلت وحماس تعيق عملها والانتخابات لم تجرى لأنه يجب التحضير لها من قبل الحكومة التي ليس لها وجود في القطاع .
كما لا نستطيع ان نقول هناك ملف محدد يعيق جهود المصالحة مع تأكيدنا أن ملف الموظفين مهم والحكومة قدمت مبادرات عديدة بما في ذلك المبادرة الدولية الورقة السويسرية وتبنتها الحكومة ولن تجد استجابة من حماس.
هل فتح جاهزة للانتخابات ؟
تسعى الحركة لان تكون جاهزة للانتخابات لكن ذلك يتطلب جهد من اللجنة المركزية وكل الهيئات لتجهيز الحركة للانتخابات ويجب عليها ان تذهب وهي في احسن احوالها حتى تحصد النتائج التي تستحق والتي تليق بتاريخ ونضال الحركة.
فتح بحاجة للتحضير وتجهيز نفسها بشكل افضل للانتخابات لكن في كل الاحوال هي مع الانتخابات وتعتبر الانتخابات مسألة وطنية والجهوزية مسألة داخلية في الحركة وتستطيع حركة فتح معالجتها وتسعي لان تكون جاهزة
الحركة مع اجراء الانتخابات والكرة في ملعب حركة حماس عليها ان تبدي موافقتها بجدية للجنة الانتخابات المركزية على اجراء الانتخابات وليس هناك أي مبرر لتعطيل الانتخابات واذا كانت حماس جادة في المصالحة عليها ان تثبت ذلك من خلال ازالة المعوقات التي تضعها امام اجراء الانتخابات.
هل أنتم راضون عن عمل حكومة التوافق ؟
الحكومة ليس لها وجوود في غزة ولا نستطيع أن نحملها المسؤوليات طالما لم تستلم السلطة بغزة ولا نستطيع ان نحاسبها طالما لم تتمكن من العمل وطالبنا اكثر من مرة حركة حماس بتمكين الحكومة من العمل ومنحها الفرصة لتنفيذ برامجها ومقترحاتها ومبادراتها وفيما بعد نحكم عليها .
كيف يمكن حل ازمة معبر رفح واعادة فتحه؟
الجهود الجدية تكمن في استجابة حماس لمطالب حركة فتح والحكومة والشعب الفلسطيني ومصر بتسليم المعبر للسلطة وهذا شرط مصر ونحن نظرا لظروف الناس في القطاع ممكن ان نتغاضى لكن مصر تريد جهة شرعيه تتعامل معها على المعبر ولا ترى أي جهة شرعية سوى حكومة التوافق ونحن جهودنا توجيه مناشدات احيانا وهناك جهود تبذل من الرئيس والسفارة لفتح المعبر استثنائيا وهذا غير كافي ولكن .
ما هي معلوماتكم عن مفاوضات حماس واسرائيل؟
هناك عروض على حركة حماس عبر وسطاء دوليين وقيادات حماس لم ينفوا بشكل مباشر , خاصة ان اسرائيل تبحث عن شريك آخر غير الرئيس والسلطة وهنا تكمن الخطورة بأن تنجح اسرائيل في ايجاد شريك وهذا ما سيهدد وحدة الشعب الفلسطيني الجغرافية والسياسية...ونحن لن نسمح به .
نحن نرى ان هناك مخطط اسرائيلي لسلخ غزة عن أراضي الدولة الفلسطينية ويبقى القطاع منفصل وهذا مخطط قديم جديد والاسرائيليين عرضوه على الرئيس الراحل عرفات اثناء حصاره ولا يمكن ان ينجح هذا المشروع ونحذر حماس من مغبة الانجرار وراء العروض ونعتقد ان عملية سلخ القطاع هدف اسرائيلي وتقوم فيه بجهد مضاعف لأنها تريد ان تلتف على جهود القيادة للاعتراف بدولة فلسطين.
اسرائيل تريد أن توجه ضربة للقيادة الفلسطينية بحكم ان اسرائيل تعتبر الرئيس ذهب لخطوات أحادية الجانب بما في ذلك طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية والذهاب لمحكمة الجنايات الدولية .
كيف يمكن البدء بعملية اعمار حقيقية بغزة ؟
هناك خطوتين الاولى تسليم المعابر وثانيا تمكين حكومة التوافق من العمل بالقطاع وهذه ليست اشتراطات من السلطة أو الرئيس أو فتح هذه اشتراطات من المانحين ودون ذلك لا نعتقد ان عملية الاعمار ستسير بطريقة سريعة ومرضية وللأسف سيضاعف من معاناة المهجرين والمنكوبين والمتضررين والمشتتين الذين لازالوا يعانوا نتائج العدوان الاسرائيلي الاخير على القطاع.
من خليفة الرئيس عباس؟
الرئيس أعلن أكثر من مرة أنه لن يرشح نفسه للانتخابات ومؤسسات الحركة قادرة على اختيار مرشح الحركة، ولكن الرئيس هو مرشح حركة فتح.