لا تطلبوا المستحيل
نشر بتاريخ: 01/06/2015 ( آخر تحديث: 01/06/2015 الساعة: 15:43 )
بقلم : محمد الأخرس
في هذا العالم لا يوجد شيء اسمه المستحيل لطالما انك قادر على فعل ما هو أصعب من المستحيل من اجل تحقيقه، لكن عندما يتعلق الأمر بصراع دائر ومستمر على مر السنين بين شعب يضحي من اجل قضية أمام محتل ومغتصب لأرضه؛ فالمسألة تحتاج منا لدراسة وفهم لاستراتيجيات وتحليل لماذا لا نطلب المستحيل أمام هذا المحتل؟.
فإذا نظرنا إلى الواقع السياسي الذي نعيشه والصراع الدائم على مر السنين بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل أرضنا، سنعرف جيدا أن ما نحصل عليه في أي اتفاقية تصب في مصلحتنا على أي من الأصعدة سنكون نحن المنتصرين في النهاية أمام أكبر قوة موجودة على الأرض وتحظى بدعم من أكبر قوى على هذه الأرض.
المكان مدينة زيورخ السويسرية، الحدث اجتماع الجمعية العمومية الـ65 للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) "الكونجرس" من ممثلي 206 اتحادات وطنية، من أجل انتخاب رئيسا للاتحاد، ولكن هذا ليس هو الحدث المنتظر من قبل الشارع الفلسطيني بالكامل، بل هو تقديم مشروع بتعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي ورفع الكارت الأحمر في وجههم، والجميع ترقب أن يكون هذا الاجتماع هو نهاية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بانتصار اخبر والضربة القاضية كما يتخيل البعض والكثير.
ولكن؛ لم يضع أحدا أمام عينه أن مثل هذه الخطوة لن تكون بالخطوة السليمة التي ستذهب بنا إلى بر الأمان وإنهاء كل الصعوبات والعقبات التي تضعها إسرائيل في وجه الرياضة الفلسطينية، فمثل هذا القرار اتخاذه يعني بالخطوة التي لن يعرف مصيرها، وإذا سارت الأمور عكس ما توقعه الكثير من المتابعين، ستزيد من ويلات الغطرسة الصهيونية لنا إذا ما حققنا ما يصبو إليه الجميع بتعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي الفيفا.
وإذا تطرقنا لحالة الحراك الكبيرة التي قام بها الشارع الرياضي من دعم ومساندة لتوجه القيادة الرياضية في الفيفا، بقيادة اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية، من اجل تجميد عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي الفيفا، فهذا هو الدور الوطني الذي ننتظره من الجميع لان الهدف واحد هو الدفاع عن قضية وطن يبحث عن متنفس للحياة من بوابة الرياضة.
الشارع الرياضي الفلسطيني، انتظر بترقب وشغف كلمة اللواء جبريل الرجوب، من أجل سماع قراره وما ذهب من أجله، لكن جاء عكس ما توقعه الكثير بان يؤكد على مطلب فلسطين وتقديم مشروع تجميد عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي الفيفا، ولكن حدث عكس ما كان منتظرا بسحب الطلب، القرار الذي استقبل بغضب عارم وحزن، دون دراسة لأسباب اتخاذ هذا القرار.
اللواء الرجوب، اتخذ هذا القرار بعد ضغوط كبيرة مورست عليه من أكثر من دولة من اجل تفادي مقترحه الذي سيضر بمصلحة الرياضة الفلسطينية، ما بين ضغوط أوروبية وعربية وإرهاب تنذر بخطورة هذا القرار والعمل على الاتجاه نحو خطوة من اجل حل يصب في صالح الرياضة الفلسطينية، وهذا ما تحقق بالفعل وخرجنا وربما سبب معاناتنا هو كيفية إزالة كل العقبات أمام رياضتنا.
سحب القرار سيجني ثمار التضحية من اجل نيل ابسط الحقوق، في ظل الوعود التي وعد بها الاتحاد الدولي برئاسة جوزيف بلاتر بتنفيذ كل المطالب الفلسطينية التي وضعها اللواء الرجوب، بتشكيل لجنة من الاتحادات الوطنية، لمتابعة الملف وتنفيذ هذه المطالب، والتي تكمن في تسهيل حركة الرياضيين الفلسطينيين ودخول المعدات الرياضية دون قيود، و النظر في قضية الأندية الخمسة التابعة للمستوطنات الإسرائيلية والتي تشارك في الدوري الإسرائيلي.
أخيرا.. اللواء الرجوب لم يذهب إلى كونجرس الفيفا من أجل الظهور أمام الشاشات، بل من أجل الدفاع عن حقوق شعب بأكمله، وسعى بقوة لتلك الأهداف، وما تعرض له من موقف وان يتحدى قوة مثل إسرائيل وأمام العالم اجمع وان يفضحهم أمام الملأ ادخل في قلوبهم الخوف والذعر من أجل قبول أي مقترح آخر غير تعليق العضوية، وهذا ما حصل عليه، ليخرج بانتصار سيشهد له التاريخ، بأنه نال وحصد ما زرعه من اجل الرياضة الفلسطينية.