الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

معمر رفح ...عاش قرنا من الزمان

نشر بتاريخ: 02/06/2015 ( آخر تحديث: 02/06/2015 الساعة: 17:58 )
معمر رفح ...عاش قرنا من الزمان
غزة - خاص معا - في منطقة صغيرة بمدينة رفح تسمى "خربة العدس" يعيش المعمر محمد عودة حسن النحال، الذي تجاوز الـ 100 عام... حكايته تختصر جزءًا من تاريخ المدينة ونشأة المخيم وحياة السكان هناك.

بالرغم من كبر سنه وقدم الأحداث التي عاشها أبو أحمد، إلا أنه يتمتع بذاكرة قوية حيث استطاع استرجاع العديد من تفاصيل حياته، وذلك من خلال حديثه ل(معا) قائلاً :"ولا عمري بنسى لحظة بكاء أمي لما الانتداب البريطاني اعتقلني وحاولت تحميني، أمسكت لهم الفأس بس أخذوني بالقوة وحبسوني 10 أيام".

عايش ابو احمد حقبا كثيرة من حكم الانتداب البريطاني، والمصري ،والإسرائيلي، وعهد السلطة، وحكم حماس.

يقول الحاج محمد:" ولدت عام 1916 بمخيم رفح في خربة العدس تزوجت 3 نساء، أول مرة كانت عام 1943 وخلفت 7 أبناء، بينهم بنتين، وتزوجت عام 2001 وآخر مرة تزوجت فيها عام 2003".

وأردف :" لدي 38 حفيداً من أولادي وبناتي وحافظ أسمائهم و ابني البكر أحمد لديه أحفاد ".

عمل أحمد يعمل بالمزارع والبيارات من خلال مد خطوط للمياه، وعمل في إسرائيل سنين طويلة، ولكن عاش ومازال يقطن مدينة رفح.

ذكرياته

يسرد أبو أحمد ل (معا) ذكرياته وأبرز محطات حياته، حيث كان يدرس ويعمل مع والده بالزراعة بنفس الوقت. تزوج وعاش في بيت العائلة، حيث أردف مازحاً:"كنا نفطر ونتغدى ونتعشى مع بعض،مش زي اليوم الشب لما يتزوج والد العروسة بيقلو أول اشي بدي بيت خاص لبنتي، أي والله ما في أحلى من العيشة مع أهلك وأخوتك".

واستطرد:" الناس زمان كانوا بيخافوا على بعض وبيحبوا بعض، والله لمّا كان حدا يتوفى أيام زمان وعنا في فرح نأجله 40 يوم وأكتر مش زي هالأيام الفرح والترح جنب بعض".

ممارسته للرياضة

يلتزم الحاج محمد باداء الصلوات ولا سيما صلاة الفجر في المسجد، ويحافظ على صحته وطعامه, فيقول: " لما يطلع النهار لازم امشي 200 متر وبعدها بشرب كاس زيت زيتون، وبعد العصر اعمل بالفأس شوية كنوع من الرياضة وبعد المغرب بشرب كمان كاسة زيت زيتون وبأكل بيض مسلوق".

واختتم كلامه ضاحكاً: " أي أكلة فيها فايدة للجسم لازم اكلها".

ويتمنى الرجل أن تتوقف الحروب، وأن يعيش أبناءه وأحفاده حياة أفضل من حياته، بعيداً عن الاحتلال والحصار.