نشر بتاريخ: 06/06/2015 ( آخر تحديث: 07/06/2015 الساعة: 09:55 )
بيت لحم- خاص معا- ينتظر بدو الضفة الغربية مخطط إسرائيلي للتهجير، يقوم على تجميعهم في ثلاث مناطق قرب أريحا وشرقي القدس المحتلة.
المخطط "التوطيني" مضى عليه عقدان من الزمان، وهو شبيه بالمخطط الامريكي للتعامل مع الهنود الحمر من خلال تجميعهم في مناطق محددة، أما إسرائيل فتنوي تجميع البدو في ثلاث مناطق هي: فصايل شمال أريحا، والنويعمة شمال غرب أريحا، ومنطقة خلة الراهب المعروفة ببوابة القدس قرب بلدة العيزرية.
مدير وحدة مراقبة الاستيطان بمعهد "أريج" سهيل خليلية قال لـ معا إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تهجير البدو وحصرهم في ثلاث تجمعات مع التركيز على النويعمة التي ينوي إقامة تجمع للبدو تحت مسمى "رامات نويعمة" على مساحة 1800 دونم، ولكن هذا المخطط ما يزال بحاجة إلى موافقة الإدارة المدنية للاحتلال.
ويعيش بدو الضفة الغربية في أكثر من 90 تجمعا تضم حوالي 50 ألف نسمة يتركزون حول القدس وأريحا وبيت لحم والخليل، ويقسمون إلى قسمين، الاول: البدو الرحل الذين يعتمدون على الرعي، والبدو المزارعين ويتركزون في تجمعات بالأغوار.
وأوضح خليلية أن البدو الرحل واجهوا منذ عقدين سياسة تهجير إسرائيلية تقوم على مصادرة أراضي الرعي والمياه لأغراض عسكرية الأمر الذي ساهم في تراجع الثروة الحيوانية بشكل كبير خلال هذه الفترة، ليسهل بالتالي على الاسرائيليين طردهم من مناطقهم.
ويعاني البدو بشكل عام من انعدام الخدمات والبنية التحتية ويتعذر على الكثير منهم الوصول إلى المناطق التي تتوفر فيها الخدمات كالصحة والتعليم بسبب ارتفاع تكاليف المواصلات والتنقل.
ومن أبرز التجمعات البدوية القائمة هذه الأيام: الجهالين وأبو داهوك والعزازمة والكعابنة والرشايدة وأبو نوار والرماضين ومسافر يطا ومسافربني نعيم، وكذلك التجمعات الاكبر هي للعائلات المزارعة في مناطق أريحا والعوجا والبيضة وكردلة وبردلا والمالح والزبيدات والنصرية وغروش بيت دجن والحديدية والجفتلك ومرج نعجة ومرج غزال وعين الديوك الفوقا والتحتا ومنطقة النويعمة.
وأضاف خليلية أن سابقتين سجلهما الاحتلال على صعيد تهجير البدو، الاولى كانت أوائل الثمانينيات عندما هجر البدو من منطقة الخليل إلى أريحا والقدس، والثانية في العام 1997 عندما رحل الاحتلال 250 عائلة من المناطق الحيطة بالقدس.
ومن أخطر آثار مخطط التهجير القادم، يؤكد خليلية أن المخطط سيضرب مشروع الدولة الفلسطينية لأن تهجير البدو سيقابله توسع استيطاني وتحديدا المشاريع الاستيطانية العالقة مثل "E1" شرقي القدس، واستكمال بناء الجدار وضم تكتل "معاليه أدوميم" للسيطرة الاسرائيلية، بالإضافة إلى ذلك فإن مشروع التهجير سيقسم الضفة الغربية إلى جزئين شمال وجنوبي وسيؤثر على الفلسطينيين بشكل عام ويقوض كل أشكال التواصل الاقتصادي والاجتماعي والحركي بين شمال الضفة وجنوبها.
ويعاني من البدو من التهميش، وقال خليلية إن التجمعات البدوية غير مصنفة في وزارة الحكم المحلي واغلبها غير مسلجة بالميزانيات وهذا كان عائقا للدعم الرسمي، وعلى الرغم من ذلك تحاول السلطة دعم تلك التجمعات من خلال توجيه الناشطين والمانحين لتنفيذ مشاريع في تلك المناطق وايضا تشجيع المؤسسات المحلية للاستثمار وبالفعل نفذت مشاريع طاقة وتكرير مياه وغيرها.
ولكن خليلية رأى أن بمقدرو السلطة أن تعمل اكثر ويجب ان يكون تركيز على دعم المناطق البدوية، محذرا من أن نمط الحياة البدوية قد يتلاشى في فلسطين تحت تأثير شح الموارد والمياه والمناطق الرعوية وغياب الدعم والاهتمام الرسمي، متوقعا في ظل ذات الظروف الحالية أن تصبح الحياة البدوية في غضون عقدين نادرة ومحصورة في مناطق قليلة.
وغالبية البدو لاجئون هجروا من النقب في عامي 1948 و1967، وتحول جزء منهم إلى منطقة غزة وجزء للضفة الغربية وجزء آخر إلى سيناء والعريش وجزء للاردن.
إعداد: كريم عساكرة