الملعب البيتي انجاز هام وتاريخي
نشر بتاريخ: 07/06/2015 ( آخر تحديث: 07/06/2015 الساعة: 17:06 )
كتب : أسامة فلفل
أزمة جديدة تحتل المشهد الرياضي الفلسطيني هذه الأيام بعد قرار نقل مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم إلى السعودية ، حيث أثار هذا القرار ردود فعل كبيرة في الوسط الرياضي والشعبي واعتبره الرياضيون بالقرار الصعب والخاطئ سيكون له تداعيات كبيرة على مسار الرياضة الفلسطينية.
أمام هذا المشهد نستذكر في هذه اللحظات التاريخية الفارقة من تاريخ شعبنا ومنظومته الرياضية الانجاز الوطني الكبير الذي حققه الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم والقيادة الرياضية الوطنية بانتزاع الملعب البيتي رغم حجم التحديات والمعيقات وصدى هذا الانجاز الذي حول مسار الحركة الرياضية الفلسطينية وأعادلها عزتها وكرامتها المسلوبة منذ عقود طويلة.
نستذكر موقف رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام في التاسع من مارس عام 2011م ودعوته القوية لجميع المؤسسات الرياضية العربية والآسيوية للعب على الملاعب الفلسطينية في الاستحقاقات البيتية، معتبرا أن المشاركة الرياضية في فلسطين "ليست تطبيعا".وحث جميع الاتحادات المنضوية في الاتحاد الآسيوي على اللعب في فلسطين، معتبرا هذا الموقف الوطني هو دعم للشعب الفلسطيني الصامد وللرياضيين الفلسطينيين.
نستذكر في هذه المحطة المهمة أيضا مباراة منتخب الأولمبي الفلسطيني ضد نظيره التايلندي في التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد لندن 2012م حيث كانت هذه المباراة بالنسبة للفلسطينيين حدثا تاريخيا له خصوصية خاصة منذ عقود طويلة وكونها الأولى على الأرض الفلسطينية منذ العام 1934م.
نستذكر حركة النضال والكفاح الطويلة والشاقة التي خاضها الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم والقيادة الوطنية التاريخية في معركة انتزاع الملعب البيتي ,ونستذكر رفض القيادة الرياضية والاتحاد الوطني الفلسطيني في كل المؤتمرات والمنابر العربية والآسيوية والدولية بقاء اللاعبين والرياضيين الفلسطينيين أسرى مكبلين بالقيود الاحتلالية داخل ملاعبهم الفلسطينية.
في الوقت نفسه نستذكر الموقف النضالي الوطني الذي أكده الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم بقيادته التاريخية في كل المحافل والمنابر الإقليمية والدولية بأن للفلسطينيين حق مشروع بممارسة الرياضة على ملاعبهم أسوة بدول العالم ويجب رفع الحصار الظالم عن الرياضة الفلسطينية التي عانت عقود طويلة من الإجراءات الاحتلالية التي استهدفت تعطيل مسارها وحرمان اللاعبين من اللعب على ملاعبهم وإنهاء معاناة الرياضيين.
للتاريخ لقد شكلت أول مباراة بيتيه تنافسية بكرة القدم انطلاقة جديدة قلبت موازين ومعادلات إقليمية وأعطت زخما وقوة طرد مركزية وبارقة أمل للشعب الفلسطيني ومنظومته الرياضية في الاستقلال ودحر وكنس الاحتلال وأضافت بعدا تاريخيا يحمل مضمونا وطنيا ورياضيا وإنسانيا.
المدهش والغريب في الأمر أن فلسطين بقراها ومدنها ومخيماتها ومحافظاتها الصامدة توشحت وتزينت لاستقبال المنتخب السعودي الشقيق الذي كان سيلعب على الأرض الفلسطينية السمراء ولأول مرة في تاريخه ضمن التصفيات الأسيوية المؤهلة لكأس العالم وكأس أسيا، في ذات السياق أعلن الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم حالة النفير العام وانتشرت لجانه وكوادره وقياداته ترسم وتخطط وفي إطار إستراتيجية علمية لتحقيق أعلى مستوى من النجاح لهذا اللقاء التاريخي الذي يجسد عري الأخوة والمحبة ويعزز من قواعد صمود الرياضيين ولاسيما في ظل الهجمة البربرية على الرياضة الفلسطينية من قبل الاحتلال الصهيوني وعلى القيادة الرياضية، فبعد حالة التوحد الرياضية الفلسطينية الرائعة التي انصهرت فيها كل الجهود لإنجاح الحدث الرياضي الكبير نفاجئ بنقل مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم إلى المملكة العربية السعودية بقرار سياسي.
الجميع يعلم بأن هناك حالة من التناغم بين القيادة الرياضية والسياسية هدفه الأساس توحيد الجهود الكفاحية والنضالية لتكون الرياضة الفلسطينية جزء مهم وأصيل من الجهد يصب في قنوات المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وكافة مكونات الرياضة الفلسطينية لتحقيق الأهداف الوطنية والوصول إلى مستوى الطموح الفلسطيني المنشود.
أعتقد أن هذا القرار يجب إعادة دراسته بعمق ومسؤولية وطنية عالية لأننا نخشى أن يكون له تداعياته على قوة وحجم المشاركة للفرق والمنتخبات العربية على الأراضي الفلسطينية" الملعب البيتي " كما سيكون سابقة غير محمودة في اعتذار المنتخبات للحضور واللعب في فلسطين وبالتالي يصبح الانجاز التاريخي للملعب البيتي في خطر.