القدس -معا - دعا وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني الاعلام الامريكي الى التحرر من الهيمنة الاسرائيلية الصهيونية وتحمل مسؤولياته واستخدام نفوذ السلطة الرابعة وممارسة دورها في الرأي العام الامريكي الرسمي والشعبي للضغط على حكومة الاحتلال الاسرائيلي من أجل ردعها عن انتهاكاتها السافرة والمنافية لحقوق الانسان والشرعية الدولية في مدينة القدس خاصة واراضي دولة فلسطين المحتلة عامة .
وكان الحسيني قد وضع وفدا اعلاميا امريكيا يزور فلسطين حاليا بدعوة من ملتقى ابناء رام الله واستقبله صباح امس الاحد في مدينة القدس بصورة السياسات العنصرية الاسرائيلية في المدينة المقدسة والتي تصاعدت وتيرتها اثر انسداد أفق عملية السلام وتضاؤل ألآمال في تحقيق حل الدولتين في اعقاب وصول غلاة المتطرفين الاسرائيلين الى سدة الحكم في اسرائيل بعيد الانتخابات الاخيرة والتي فاز بها بنيامين نتنياهو الذي يؤثر التوسع الاستيطاني وابتلاع الاراضي الفلسطينية وادارة ظهره للدعوات الدولية والعربية الجانحة للسلام .
وأوضح ان السياسات الاسرائيلية المتبعة في القدس تهدف الى تحقيق أغلبية ديموغرافية يهودية وهو ما لم ينجح حتى اللحظة خاصة في الشطر الشرقي من المدينة التي أكد العالم أجمع على وضعها القانوني من حيث انها اراضي محتلة منذ العام 1967 والعاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، وفشل الاحتلال بكل جبروته وآلته الحربية ببسط سيطرته على القدس الشرقية وادراتها مشيرا الى ان الاحصائيات الرسمية تشير الى وجود أكثر 303 آلاف نسمة من الفلسطينيين بما نسبته 36 بالمئة من مجموع سكان المدينة بشطريها الشرقي والغربي .
واستعرض بعضا من الاجراءات العنصرية للحكومة الاسرائيلية في مدينة القدس ومنها سحب بطاقات الهوية المقدسية والتي هي بالاساس تصاريح اقامة دائمة وليست مواطنة ، منوها الى انه ومنذ الضم غير القانوني الاسرائيلي للمدينة المقدسة جرى مصادرة أكثر من 4500 بطاقة هوية من الفلسطينيين المقدسيين ، اضافة الى عدم مراعاة النمو الطبيعي للمقدسيين والحد من التوسع العمراني ما دفع بالبعض الى الهجرة اما الى الضفة الغربية او خارج البلاد خاصة المسيحيين الذين كانوا يشكلون في العام 1967 اربعين بالمئة من سكان القدس ، فيما لا تتجاوز نسبتهم الان الواحد بالمئة ، هذا غير الاكتظاظ السكاني الغير مسبوق وارتفاع اسعار الايجارات بما لا يتناسب ودخل الفرد المقدسي ويثقل كاهله بالاعباء المادية .
كما دفع البعض الى البناء غير المرخص ما يعرض منازلهم الى خطر الهدم وتشريد العائلات حيث تشير الاحصائيات الى هدم اكثر من اربعة آلاف منزل منذ العام 1967 من بينها أحياء تاريخية واماكن دينية كحي المغاربة وحارة الشرف وتهجير سكانها .
وأكد ان العقبة الكأداء التي تقف امام استمرار عملية السلام وحل الدولتين هي المخططات الاستيطانية في مدينة القدس وحولها حيث وضعت الحكومة الاسرائيلية يدها على ما نسبته 35 بالمئة من مساحة القدس للتوسع الاستيطاني وأعلنت عن 30 بالمئة منها مناطق تنظيمية و22 بالمئة منها مناطق خضراء لا يسمح البناء فيها والابقاء على ما نسبته 13 بالمئة لاستخدام المقدسيين ، ما رفع نسبة المستوطنين الى أكثر من 203 آلاف نسمة ، ناهيك عن النشاطات الاستيطانية في البلدة القديمة وخاصة في محيط المسجد الاقصى المبارك والاهداف المبيتة له بهدمه لاقامة الهيكل المزعوم على انقاضه ، حيث يلاحظ الشروع بتقسيمه زمنيا دون الافصاح العلني تمهيدا لتقسيمه مكانيا وبالتالي اشعال فتيل صراع ديني في المنطقة برمتها .
كما واستعرض جانبا من الاثار السلبية الاقتصادية والاجتماعية التي خلقها الاغلاق العسكري الذي تفرضه سلطات الاحتلال على مدينة القدس والحصار المحكم من خلال جدار الفصل العنصري ، في انتهاك فاضح لكافة الاعراف والقيم الانسانية التي تنادي بها الشعوب الغربية وقفز عن جميع القوانين والشرائع الدولية التي سنتها الامم المتحدة والاعتداء على الحريات خاصة حرية العبادة للمسيحيين والمسلمين سواء .
واكد ان ما باشرت به سلطات الاحتلال مؤخرا من اعمال البناء لصالح التوسع الاستيطاني ونقل التجمعات البدوية الموجودة على اراضي مصادرة لدواعي امنية تعود ملكيتها لفلسطينين، والتي ستؤدي الى تهجير اكثر من 1500 نسمة كخطوة اولى اضافة الى تهجير اكثر من 12 الف نسمة من البدو الى منطقة النويعمة في محافظة اريحا منوها الى ان هذا المشروع كان قد تم البدء به عام 1997 حيث جرى حينه ترحيل مئات العائلات البدوية المحيطة بمستوطنة معاليه ادوميم بهدف توسيعها ونقلت الى الاراضي الشرقية من بلدة ابو ديس جنوب شرق القدس، ولم تكف سلطات الاحتلال منذ ذلك الوقت عن سعيها في التوسع الاستيطاني ، ما يعني الشروع بمشروع ( اي1) الاستيطاني الذي تقريبا استكملت البنية التحتية له واعلن عن عطاء لبناء اربعة آلاف وحدة سكنية استيطانية ومصادرة نحو 12 الف دونم والذي سيقسم الاراضي الفلسطينية ويحول دون اقامة دولة مترابطة جغرافيا انما كانتونات معزولة عن بعضها البعض وخنق السكان الفلسطينيين.