نتنياهو: الفلسطينيون كعادتهم يتهربون من المفاوضات
نشر بتاريخ: 08/06/2015 ( آخر تحديث: 09/06/2015 الساعة: 09:36 )
القدس- معا- خاطب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر نظام الاتصال المرئي، المؤتمر السنوي لصحيفة "جيروزاليم بوست" الذي أقيم أمس في نيويورك، حيث أكد أن هناك خلافات مع البيت الأبيض "ولكنها قد تقع بين الأصدقاء"، مدعيا أن "الفلسطينيين - كعادتهم - يتهربون من المفاوضات".
وقال نتنياهو: "إنني أبعث التهاني الحارة إلى المشاركين في المؤتمر السنوي لصحيفة "جيروزاليم بوست" في نيويورك من القدس عاصمة دولة إسرائيل المعاصرة منذ 67 عاماً، والعاصمة الموحَّدة لإسرائيل منذ 48 عاماً، وعاصمة الشعب اليهودي منذ 3 آلاف عام.
ولا صديق أفضل لإسرائيل من الولايات المتحدة، فيما لا يوجد صديق أفضل للولايات المتحدة من إسرائيل. وأرجو تقديم الشكر للرئيس أوباما وللكونغرس وللشعب الأميركي على كل ما فعلوه من أجل أمن إسرائيل. غير أن الخلافات الدائرة حول قضايا تتعلق بالأمن القومي قد تقع حتى بين أقرب الأصدقاء، ومن هذه القضايا لا يوجد ما هو أهمّ من التهديد الكامن في البرنامج النووي الإيراني بالنسبة لإسرائيل والاستقرار في الشرق الأوسط والسلم العالمي. إن حرمان إيران من قدرة إنتاج السلاح النووي يمثل التحدي الرئيسي في عصرنا. ويجب علينا أن ندرك أن إيران لا تهدد بإبادة إسرائيل فحسب بل إنها تحتلّ مناطق شاسعة من الشرق الأوسط في الوقت الذي تصدِّر ثورتها الإسلامية إلى أرجاء المعمورة.
وقد أصبحت الحملة العدوانية الإيرانية تلتهم حالياً الشرق الأوسط بأسره لتطال كلاً من اليمن والعراق ولبنان وغزة وسوريا وليبيا وغيرها. كما صارت إيران ترعى الإرهاب العالمي في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا والأميركيتيْن الشمالية والجنوبية. وأخذت إيران تكدّس الأسلحة التقليدية من قبيل الطائرات بدون طيار والقذائف والأقمار الصناعية والغواصات والصواريخ الموجَّهة وما إلى ذلك من أصناف الأسلحة الفتاكة. وبدأت إيران خلال الأشهر الأخيرة بنقل أسلحة تزداد تطوراً إلى وكلائها وهم حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي والحوثيين في اليمن وغيرهم. كما باتت إيران تمارس هجمات تستهدف إسرائيل وجاراتها العربية والغرب عبر الفضاء الإلكتروني.
وتقوم إيران بهذه الممارسات مجتمعة في الوقت الذي لا تملك فيه السلاح النووي. تخيَّلوا ماذا كانت إيران ستفعله لو كانت تملك السلاح النووي!
ويؤسفنا القول إن اتفاق الإطار في لوزان [بين الدول الكبرى وإيران حول البرنامج النووي الإيراني] إنما يمهّد طريق إيران نحو إنتاج كميات كبيرة من اليورانيوم المخصَّب تكفي لامتلاك ترسانة من القنابل النووية. وستصبح هذه النتيجة حتمية إذا التزمت إيران بالاتفاق. أما إذا قررت خرق الاتفاق فسوف تصل إلى السلاح النووي بسرعة أكبر.
ويمنح الاتفاق إيران أيضاً عشرات المليارات من الدولارات فوراً زيادةً على مئات المليارات من الدولارات في السنوات المقبلة [بفضل رفع نظام العقوبات الدولية عن طهران]. وسيتم استخدام هذه المبالغ الطائلة لغرض دعم الإرهاب العالمي ولتمويل العدوان الإيراني في المنطقة ولتكديس الأسلحة التقليدية. وعليه فإن الهرولة نحو طي ملف هذا الاتفاق السيئ ستنطوي على خطأ تأريخي.
إن المطلوب منا حالياً هو الصبر والعزيمة بانتظار اتفاق أفضل، اتفاق يعترض طريق إيران نحو السلاح النووي، اتفاق يربط بين رفع القيود عن البرنامج النووي الإيراني وبين التغييرات المطلوبة في النهج الإيراني. وما زال الاتفاق الأفضل ممكناً ولم يصبح الوقت متأخراً.
أيها الأصدقاء، لقد شهد الأسبوعان الأخيران محاولة لإبعاد إسرائيل عن (الفيفا) [الاتحاد الدولي لكرة القدم]، فيما صوّت اتحاد الطلاب الجامعيين في بريطانيا لصالح [مشروع قرار] يؤيد مقاطعة إسرائيل، في حين أدلى مدير عام شركة اتصالات فرنسية بتصريح حول نيته إنهاء معاملات الشركة مع إسرائيل، علماً بأن الكلمات المليئة بالتقدير التي وجهها إلى إسرائيل فيما بعد لا تتماشى مع تصريحاته المعادية القاطعة في القاهرة.
وبالتالي أصبحنا نواجه حملة عالمية لنزع شرعية إسرائيل. أما الأمر الأشدّ عبثية فهو كالآتي: إن الفلسطينيين هم الذين يتهرّبون من المفاوضات السلمية. إنهم كانوا قد تهرّبوا من [إيهود] باراك ثم من [أريئيل] شارون ثم من [إيهود] أولمرت، فيما أنهم صاروا يتهرّبون مني الآن. ويدير الفلسطينيون ظهرهم للمفاوضت السلمية المباشرة مراراً وتكراراً ثم يدعون إلى فرض عقوبات على إسرائيل لغياب محادثات السلام. ويؤسفنا القول إن هناك جهات دولية كثيرة تتعاون مع هذه المسرحية العبثية.
يجب محاربة المساعي لنزع شرعية إسرائيل. إذ لا يتعلق الأمر بهذه السياسة أم تلك التي تنتهجها إسرائيل بل بمجرد حقنا في العيش هنا كشعب حرّ وحقنا في الدفاع عن أنفسنا وفي تحديد مستقبلنا. إن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الأكثر تعرضاً للهجمات في العالم. وما أعظم نظامنا الديمقراطي، حيث إنه راسخ ونابض بالحياة ويشتمل على مجلس الكنيست الذي يلجأ أحياناً إلى المزايدات (وأستطيع أن أشهد على ذلك بنفسي..)، وكذلك على جهاز قضائي مستقلّ تماماً (وسيبقى حاله على ما هو عليه) بالإضافة إلى إعلام حرّ (سيبقى أيضاً كما عو عليه). إن إسرائيل هي دولة ديمقراطية تصون حقوق كافة مواطنيها دون استثناء.
وترغب هذه الدولة الديمقراطية- إسرائيل- في السلام الحقيقي مع جيراننا الفلسطينيين، في الوقت الذي نحارب فيه القوى الهمجية للإرهاب والتشدد في المناطق المحيطة بنا. إن أقوى سلاح نملك عند مكافحة المحاولات لنزع شرعيتنا ما هو إلا الحقيقة. يجب أن نقول الحقيقة بصوت عالٍ وبصورة واضحة وأن نتغنّى بها. هذا هو التصرف المطلوب منا جميعا" - الى هنا نص الخطاب.