الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رحاب كنعان تصدر كتابها "مجازر الفلسطينيين في لبنان"

نشر بتاريخ: 09/06/2015 ( آخر تحديث: 09/06/2015 الساعة: 11:36 )

غزة- معا نظمت الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي تحت رعاية مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، حفل توقيع كتاب الشاعرة والكاتبة رحاب كنعان "مجازر الفلسطينيين في لبنان" في قاعة مركز عبد الله الحوراني، بحضور حشد كبير من الكتاب والباحثين والأدباء والوجهاء والمخاتير والأكاديميين والسياسيين والمهتمين بالشأن الثقافي.

وقدم الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني ورئيس الرابطة الدولية للإبداع، قراءة في الكتاب، مرحبا في البداية بالكاتبة رحاب كنعان والحضور، ومن ثم قراءة الفاتحة على روح المناضل عبد الله الحوراني وعلى أرواح شهداء فلسطين. وقال: إن الحديث عن مجازر التطهير العرقي التي ارتكبتها إسرائيل ومنظماتها الإرهابية المسلحة عام 1948، حديث ذو شجون مؤلمة وقاسية، فهي مذابح من أجل إشباع شهوة القتل، وطرد السكان من بيوتهم، وخير دليل على ذلك ما قاله مناحيم بيغن في مذكراته "لولا مذبحة دير ياسين ما قامت دولة إسرائيل"، إذن إسرائيل قامت على أشلاء الضحايا من أبناء الفلسطينيين. وأضاف بان إسرائيل ارتكبت عام 48 ما يزيد عن خمسين مذبحة، توزعت جغرافيا على مساحة الوطن الفلسطيني، وكان من نتائجها تهجير نحو مليون فلسطيني من أراضيهم وديارهم إلى المنافي والشتات، وتحولوا إلى لاجئين، تحتويهم مخيمات البؤس والشقاء في البلدان العربية. وأكد أن إسرائيل واصلت قتل الفلسطينيين ولاحقتهم في المخيمات والمدن الفلسطينية لكي تواصل إشباع رغبتها في القتل والتدمير.

وذكر الباحث ناهض زقوت، أن المذبحة لا تأخذ مسماها من عدد الضحايا، بل من الكيفية التي جرت بها المذبحة، مما يعني قتل مواطن مسالم بشكل متعمد وبدم بارد، هو مذبحة. فالمذبحة هي قتل المدنيين عن عمد.

ويأتي كتاب الكاتبة والشاعرة رحاب كنعان "مجازر الفلسطينيين في لبنان"، كما يقول الكاتب زقوت شهادة ووثيقة من قلب النار على ما ارتكبته إسرائيل وأعوانها من جرائم قتل ضد الفلسطينيين في مخيمات لبنان. فقد ارتكبت قوات الكتائب بدعم إسرائيلي، هذا الدعم الذي اعترف به "اسحق رابين" بعد عملية سافوي، بأن في لبنان جهات وأطرافا تسمح له بالثأر من عملية سافوي.

وأشار مدير عام مركز الحوراني أن المؤامرة على الوجود الفلسطيني في لبنان بدأت منذ عام 1973، حين حاولت قوات الجيش اللبناني اقتحام المخيمات واعتقال قادة المقاومة، بهدف ضرب الثورة الفلسطينية وجرّها إلى مواجهة دموية عسكرية وخلق أجواء رعب لجماهير اللاجئين وإبعاد تلاحمها مع المقاومة الفلسطينية، وبعد أن فشلت القوى اللبنانية الفاشية وهم مليشيات الكتائب ونمور الأحرار وحراس الأرز في ضرب الثورة الفلسطينية، اتجهت إلى ضرب اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم، لدفعهم إلى الرحيل من لبنان، تطبيقا للأهداف الإسرائيلية.

وقد سرد الباحث ناهض زقوت في مداخلته المجازر التي ارتكبتها قوات الكتائب وإسرائيل ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، خاصة خلال الحرب الأهلية اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي للبنان، فقال: كانت أولى المجازر التي ارتكبتها تلك المليشيات: "مجزرة الكحالة" في 4/4/1970، و"مجزرة السبت الأسود" في 6/12/1975، و"مجزرة عيـن الرمّـانـَـة" في 13/4/1975، والتي كانت سببا في اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، و"مجزرة الكرانتينا المسلخ" في تموز 1975، و"مجزرة مخيم ضبية" في 14/1/1976، و"مجازر حاجز البربارة" في عام 1976، و"مجازر مخيم تل الزعتر" في عام 1976، والتي أدت إلى تدمير المخيم بالكامل وترحيل ما تبقى من اللاجئين إلى المخيمات الأخرى، والمجازر التي ارتكبت خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، و"مذبحة صبرا وشاتيلا" التي بدأت ليلة 15/9/1982، وتواصلت المذبحةُ لمدة ما يقارب أربعين 40 ساعة متواصلة، تحت أنوارِ القذائف الإسرائيلية، كما أنَّ إسرائيل كانت مُجهِّزةً جرافاتٍ للحفرِ من أجل المقابرِ الجماعية. وقد وصل عدد الشهداء ما يقارب 3500 شهيد.

وتحدثت الكاتبة والشاعرة رحاب كنعان موضحة الأسباب التي دفعتها لكتابة هذا الكتاب، فقالت: إن دوافعي هي التوثيق لتاريخ بقي مجهولا وغير معروف للعديد من أبناء شعبنا، وكان من واجبي بصفتي ابنة هذه المخيمات في لبنان وعانيت وتشردت وقتل أهلي في هذه المذابح أن اكتب عنها لكي أقدم رسالتي إلى العالم بان شعبي قتل أمام أنظار العالمين العربي والأوروبي دون أن يحرك ساكنا. وأضافت بالنسبة للصعوبات التي واجهتني هي عدم وجود مصادر لتلك المجازر في المراجع الفلسطينية، إلا ما تناثر في الصحف والمجلات، كذلك عملية الحصول على الوثائق والمواد الإعلامية من مصادرها لذلك اتصلت كثيرا على لبنان من اجل الحصول على المعلومات. وفي ختام حديثها وجهت الشكر والتقدير للأستاذ ناهض زقوت ومركز عبد الله الحوراني على مساعدتها في انجاز الكتاب، وللرابطة الدولية للإبداع على تبنيها تنظيم حفل التوقيع.