رام الله- معا - قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله "إن القيادة والحكومة الفلسطينية على استعداد لحل قضية موظفي قطاع غزة، ولكن بشكل متواز مع تسلم الحكومة لمعابر القطاع"، مبدياً استعداده للذهاب إلى غزة فورا في حال تلقي ردود ايجابية، مؤكدا على رسالة الرئيس محمود عباس ان لا وطن بدون غزة كما القدس الشرقية والاغوار.
وأضاف الحمد الله: "الحكومة وبتوجيهات من الرئيس محمود عباس مصممة على حفظ ونشر رسالة الامن والأمان في محافظة نابلس وكافة المحافظات، ولن يتم السماح بعودة حالة الفلتان الأمني".
جاء ذلك خلال كلمته في حفل تخريج الفوج الخامس والثلاثين من جامعة النجاح الوطنية، اليوم الأربعاء، بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة صبيح المصري، والقائم باعمال رئيس الجامعة ماهر النتشة، ومجلس الأمناء، وعمداء وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، ومحافظ محافظة نابلس اكرم الرجوب، وعدد من الوزراء والمسؤولين.
قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "لقد اثبتت جامعة النجاح الوطنية على مدار الاعوام السابقة جدارتها بالتميز على المستوى العربي والدولي، حيث حافظت على مكانتها خلال العشر سنوات الأخيرة، ضمن العشر جامعات الأولى على الوطن العربي، وضمن 25% من بين عشرين ألف جامعة عالميا، وحصدت برامجها المعتمدة واعضاء هيئتها التدريسية وطلبتها العديد من الجوائز الدولية على صعيد البحث والإنتاج العلمي".
ونقل الحمد الله مباركة الرئيس محمود عباس بحفل التخريج وبمناسبة قرب حلول شهر رمضان الكريم، وإشادته بخريجي الفوج، وبجامعة النجاح، واعتبارها نموذجا على العبقرية الفلسطينية، وصورة من صور العطاء الفلسطيني المتجدد على هذه الأرض.
وأضاف الحمد الله: "جامعة النجاح مرتكز أساسي من مرتكزات التعليم في فلسطين، وهي الجامعة الأكبر بعدد طلابها وبرامجها وإنجازاتها وخريجيها، حيث استطاعت رغم قلة الإمكانات والظروف الصعبة أن تنافس عالمياً ويصل طلابها في أدق التخصصات، مثل تخصص الطب إلى المستويات العالمية ويكملون دراستهم في أرقى الجامعات العالمية".
وأستطرد رئيس الوزراء: "اسمحوا لي ان اشيد بمستشفى النجاح الوطني، الذي أصبح معلماً طبياً بارزاً في فلسطين، يقدم خدماته الطبية المميزة في مختلف المجالات، والأهم من ذلك أنه يدار بكفاءات ومهارات طبية فلسطينية، استطاعت أن تؤكد أن العقل الفلسطيني المبدع قادر على العطاء والتميز رغم كل الظروف والمعوقات".
وتابع الحمد الله: "إن دور جامعة النجاح لا يقتصر فقط على الجانب الأكاديمي، وإنما ترفد الوطن بكثير من الخدمات والمشاريع التي تدعم جهود الحكومة في التطوير والإنماء".
وأوضح الحمد الله ان الحكومة عملت على تحفيز الجامعات المختلفة والمؤسسات التعليمية على الاهتمام بالبحث العلمي، واعطاء الاولوية للتخصصات العلمية والصناعية في إطار توجيه مخرجات التعليم للتوافق مع سوق العمل الفلسطينية، للحد من نسبة البطالة، ورفد السوق بالكفاءات المناسبة والمتنوعة.
وجدد رئيس الوزراء تأكيده على ان حكومة الوفاق الوطني تسعى بشكل حثيث على نقل انجازاتها على صعيد قطاع التعليم إلى غزة، في إطار الجهود المبذولة لتوحيد مؤسسات الدولة الفلسطينية وتعزيز المصالحة وتكريس اسس الدولة.
وتابع الحمد الله: "عملنا في هذا السياق على إطلاق امتحانات الثانوية العامة في الضفة الغربية بالتزامن مع اطلاقها في قطاع غزة، كخطوة على طريق تعزيز الوحدة"، مشددا على اهمية البناء على هذه الخطوة، وأي خطوة من شأنها تكريس الوحدة وإزالة اثار الانقسام.
وقال الحمد الله لفوج الخريجين: "أنتم اليوم تخرجون من بوابة الجامعة الى بوابة العمل والحياة، فكونوا على قدر المسؤولية التي أوكلت اليكم، واعملوا دائما على أن تكونوا عوناً لوطنكم وعنواناً له في كل مكان تحلون فيه أو ترتحلون اليه، لأنكم سفراؤنا في أماكن تواجدكم، تستطيعون من خلال حسن العمل والالتزام أن تُعطوا صورةً ايجابيةً لفلسطين، وثقتنا بكم عاليةٌ، وستكونونَ رسلَ خير ومحبة من فلسطين للعالم من حولكم".
ووجه رئيس الوزراء الشكر لرئيس مجلس الأمناء صبيح المصري، وأعضاء المجلس على جهودهم المتواصلة في الحفاظ على الجامعة، وحرصهم على تقدمها وازدهارها، مستطردا: "اسمحوا لي ان اعبّر عن تقديري لدور المؤسسين الاوائل الذين أرسوا القواعد الاولى لهذه الجامعة، السادة: حكمت المصري وعبد الغني عنبتاوي وصلاح المصري وغيرهم من الذين وضعوا حجر الأساس لهذا الصرح العلمي الشامخ".
وشكر الحمد الله جميع العاملين في الجامعة من أكاديميين واداريين، مترحما على روح الدكتور نافذ أبو بكر الذي وافته المنية قبل ايام بعد مسيرة طويلة من العطاء، وعلى أرواح جميع العاملين الذين غابوا ورحلوا عن هذه الجامعة.