الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز القدس الدولي: نتنياهو شكل "حكومة معبد"

نشر بتاريخ: 11/06/2015 ( آخر تحديث: 11/06/2015 الساعة: 13:14 )
القدس- معا- وصف مركز القدس الدولي الهدوء النسبي الذي يبدو مخيما على القدس مقارنة مع الاحداث الساخنة التي تعيشها المنطقة بانه وهم ، ولا يعني أبدا أن أوضاع القدس مستقرة وعلى ما يرام.

وأشار المركز أنه ومن خلال رصد ومتابعة مجريات الاحداث في المدينة المقدسة يتبين أن خلف الوجه الجميل الذي تحاول حكومة الاحتلال أن تظهر به عبر تصريحات مسؤوليها حول التسامح الديني وتمكين بضع عشرات من أهلنا في غزة من الصلاة في الأقصى ، يكمن الوجه الحقيقي والقبيح للاحتلال بكل ما فيه من مخططات وجرائم تستهدف القدس بأهلها ومقدساتها وتاريخها وهويتها.

وبين المركز ان حكومات الاحتلال المتعاقبة تلاقت ضمنيا على ضرورة "التهويد الصامت " للقدس كمسار استراتيجي ميّز سياساتها بعيدا عن المزاودات الاعلامية ، وهو الأمر الذي لا زال ينعكس سلبا على المدينة المقدسة ،ويدفع قدما في اتجاه تحقيق "مشروع الهيكل " على حساب المقدسات الاسلامية والمسيحية .
وقد اتضح للمركز أن حكومة نتنياهو الجديدة ليست مجرد حكومة يمينية فحسب ، بل هي أيضا "حكومة للهيكل " المزعوم بامتياز، فاضافة الى وجود ثلاثة عشر عضو كنيست من متطرفي المعبد ضمن هذه الدورة البرلمانية ،فان الحكومة نفسها ضمت سبعة وزراء من هؤلاء المتطرفين اضافة الى نواب وزراء أيضا ، ويرى مركز القدس الدولي ومن خلال العديد من المعطيات أن هؤلاء الوزراء شرعوا بالفعل في اتخاذ خطوات وتنفيذ مخططات الهدف من ورائها الاسراع في تهيئة الاجواء والظروف اللازمة لولادة "الهيكل" المزعوم على حساب " المسجد الأقصى المبارك" !

فمن خلال متابعات مركز القدس الدولي يبدو وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت منهمك في وضع اللمسات الأخيرة "للهيكل" في عقل ووجدان شريحة واسعة من المجتمع الاسرائيلي ،معتبرا نفسه معنيا بتحقيق هذا الانجاز من خلال وزارته، وكذلك يفعل كل من وزير السياحة والأمن الداخلي بريف ليفين ووزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف اللذان يتفقان على أن همهما الأول تسويق "الهيكل" على المستوى الدولي ، أما وزيرة العدل أيليت شاكيد فتسعى لتمهيد الطريق امام حزمة القوانين التي تستهدف تجريد المسجد الأقصى من هويته كمسجد ،ومن خصوصيته كمقدس اسلامي، ومن تبعيته الادارية ،ومن جزء كبير من ساحاته التي هي جزء لا يتجزأ من مسجديته ، في الوقت الذي يعمل فيه وزير الاستيطان والشؤون الاستراتيجية زئيف الكين على استكمال تهويد ما تبقى من المحيط الجغرافي ،لينسجم مع ميلاد "مشروع الهيكل" ويهييء له الحماية اللازمة والاستقرار المطلوب.

وقال مركز القدس الدولي أنه ومن خلال التقييم المستمر لأوضاع المدينة المقدسة تحت الاحتلال بات يعتقد أن القدس عموما والمسجد الأقصى على وجه الخصوص أصبحا اليوم أكثر من أي وقت مضى في قبضة "ثالوث الهيكل" الذي يتكون (أولا)من "وزراء وحاخامات المعبد " الذين يمتلكون في ايديهم دفة القيادة التنفيذية ، و(ثانيا)من " منظمات الهيكل" التي باتت تحاصر الأقصى بمقارها وبؤرها ،والتي من خلالها يتم حشد الامكانيات والجهود غير الحكومية لاقامة "الهيكل" المزعوم على أنقاض الأقصى ،وقوتها في تصاعد وعددها في ازدياد ، و(ثالثا) من "دولة الاحتلال" التي أصبحت تتباهى أنها تشكل الراعي والحامي لهذه القوى من اجل تجسيد حلم الصهيونية العالمية في جعل القدس عاصمة لمشروعها ،وجعل الهيكل رمزا لوجودها .

وأضاف أن القراءة التفصيلية للمشهد باتت تؤكد أن القدس اليوم تواجه قوى صهيونية عاتية ومتحدة، جمعت بين الدولة الرسمية ،والشخصيات الحزبية والدينية، والمنظمات غير الحكومية ، وأن كلا منها له رؤيته ومخططاته وامكانياته وموارده ، وفي مقابل هذا المعسكر يقف المواطنون المقدسيون ،الذين يواجهون ذلك كله ،برباطهم المفتوح ،وارادتهم الصلبة ،ولكن دون خطط واضحة ،ودون امكانيات مادية أو ميزانيات تذكر .

واكد المركز أن "معركة القدس "اليوم محتدمة وعلى اشدها ،فانه في الوقت نفسه يحذر من ان استمرار التجاهل العربي والاسلامي والدولي لما تتعرض له القدس ، من شأنه ان يؤدي الى سقوط تام وفعلي للمدينة المقدسة في دوامة التهويد ،ليس على المستوى الجغرافي فحسب وانما على كافة المستويات الدينية والثقافية والتاريخية".