نشر بتاريخ: 11/06/2015 ( آخر تحديث: 11/06/2015 الساعة: 13:10 )
رام الله- معا أقامت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية سرادق عزاء للشهيد طارق عزيز، في قاعة سليم أفندي بالبيرة/ رام الله، حضره رئيس الوزراء أ. د. رامي الحمد الله، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، والأمناء العامون لفصائل العمل الوطني، وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والوزراء، وأعضاء المجلس التشريعي، ومحافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام. واتحاد المرأة الفلسطينية، والأطر النسوية، ورؤساء المنظمات الرسمية والأهلية والشعبية.
وشهد السرادق حشدًا جماهيريًا كبيرًا، من كوادر وأعضاء الحزب والجبهة، والساسة وقادة الفكر والنقابيين الذين أموا السرادق من مدن الضفة وقراها كافة.
لأهمية المناسبة لدى الفلسطينيين، وللمكانة العالية التي يحتلها الشهيد طارق عزيز في نفوسهم، كان هناك حشد كبير من المتحدثين، في طليعتهم: الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة، وعزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وقيس أبو ليلى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبسام الصالحي أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، ود. واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. كما أرسل توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح برقية تعزية. بالإضافة إلى عدد كبير من المتحدثين.
أشاد المتحدثون بمناقب الشهيد طارق عزيز، ووقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية، قلبًا وقالبًا، وما كان يتمتع به من سعة الصدر والقدرة العالية على إدارة دفة الدبلوماسية؛ وهو متيقظ للمحافظة على كرامة بلده وكبريائه في المحافل الدولية. كما استذكروا المواقف الشجاعة والإقدام التي تمتع بها الشهيد "أبو زياد"، أثناء حواراته مع القادة الأمريكان وغيرهم، ومع الدبلوماسية الدولية؛ عندما رفض لغة التهديدات التي كان يتلفظ بها الأمريكان ضد العراق، بخاصة لقاءه الشهير مع جيمس بيكر/ وزير الخارجية الأمريكية في حينه، عندما أبلغه الشهيد "طارق عزيز" بوضوح، وبلغة مشددة رفضه التهديدات والإملاءات الأمريكية أيًا كان الثمن. وقد شهد له بذلك الأعداء قبل الأصدقاء.
كما أشادوا بالمبدئية العالية التي كان يتعامل بها الشهيد فيما يخص القضية الفلسطينية، وممارساته العملية التي كانت تؤكد أنه كان فلسطيني المشاعر والشعور، في نقل الواقع الفلسطيني للقيادة العراقية بقيادة الشهيد صدام حسين. حيث أنه كان يصغي للهموم الفلسطينية، ويتعامل معها باعتبارها هموم بلده العراق، حتى أن عراق صدام حسين، كانت تمد القيادة الفلسطينية بالمال والسلاح والعتاد، بشتى الطرق، عبر الأعوام التي حكم فيها حزب البعث العربي الاشتراكي العراق؛ وذلك بفعل توصيات الشهيد "طارق عزيز"، الذي كان يتمتع بقدرة فائقة، مشبعة بالإيمان والصدق والإخلاص، من أجل إيصال الصوت الفلسطيني إلى القيادة العراقية.
واختتم السرادق بكلمة أمين عام جبهة التحرير العربية راكاد سالم، الذي أشار إلى تجربته الشخصية مع الشهيد "طارق عزيز"، الذي كان يحرص على الاستماع إلى الهموم الفلسطينية، ويعمل على متابعتها، حتى في أدق تفاصيلها، رغم الظروف القاسية التي كان يتعرض لها القطر العراقي. وليس أدل على ذلك من مكرمة الشهيد صدام حسين، خلال انتفاضة الأقصى، التي شملت الشهداء والجرحى، والبيوت التي دمرها الاحتلال، والتي أمر الشهيد "صدام" بإعادة بنائها فورًا من موازنة العراق المحاصر من كل حدب وصوب.
وفي إشارة منه إلى عمق العلاقة المبدئية والمصيرية بين فلسطين والعراق، التي نسجها الرئيسان الشهيدان: صدام حسين وياسر عرفات، استحضر راكاد سالم ما حدث معه في العام 1982؛ أثناء حصار طرابلس، حيث استدعاه الشهيد ياسر عرفات، وطلب منه إبلاغ الرئيس الشهيد صدام حسين، بحاجة القيادة الفلسطينية (المحاصرة) للسلاح والعتاد، فنفذ الطلب فورًا، ثم عاد في اليوم التالي؛ ليبلغ الشهيد عرفات بذلك، فوجده قد اتصل (بطريقته) بالشهيد صدام، الذي وعده أن يمده بالاحتياجات المطلوبة كافة. وهذا ما تحقق بالفعل في حينه، رغم الحصار.
وذكر راكاد سالم أن الشهيد "طارق عزيز"، ورغم اعتلال صحته، كان يتحدى سجانيه ويصر على تمسكه بمبادئه، وبإخلاصه لقائده الشهيد صدام حسين. وأشار إلى أن عزاءنا في الشهيد "طارق عزيز"، أنه عاش ليشهد على الصفحة الأولى لإنجاز الحزب في طرد الأمريكان من العراق، وأنه شاهد جيل الحزبيين القادرين على مواجهة المشروع الصفوي في العراق؛ الهادف إلى استلاب كرامة العراق وسيادته.
واختتم أمين عام جبهة التحرير العربية بالقول: إيماننا كبير بالبعث وشبابه، في العراق، وفي أرجاء الأمة كافة، أن يهزموا المحتلين من التحالف الصهيو-أمريكي ومن الفرس المجوس، وأن يعيدوا للأمة مجدها وحضورها بين الأمم.