إلى متى....
نشر بتاريخ: 11/06/2015 ( آخر تحديث: 11/06/2015 الساعة: 17:52 )
بقلم : ضرغام عبد العزيز الأمين العام للاتحاد الفلسطيني للكراتيه
آثرت متابعة المشهد دون أن أكون لاعباً أساسيا فيه ، ولكني توقفت وفكرت وتأملت ، فوجدت أني انا أيضا لست عابر سبيل ، فأنا من أهل البيت وممن شيدوا دعائمه منذ البدايات أم البدايات في الداخل الفلسطيني قبل قيام سلطتنا الوطنية الفلسطينية، تماما مثل كل الأخوة الذين عملوا في محطات الشتات، لتتلاقح إنجازات الداخل والشتات من أجل النهوض بهذا الاتحاد حتى يبقى علما ساطعاً في كل المحافل الوطنية والعربية والإقليمية والدولية.
فأنا مثل غيري حريص على استمرار هذا الاتحاد وبقائه وتقدمه تماماً مثل حرصي على بقائي في هذا الوجود، عشرات المكالمات الهاتفية هلت علي كمطر غزير مصحوب برعد وبرق وبرد وصعقات كهربائية اثر التطام الشحنات الموجبة بالسالبة.... بعضهم مندهشا مستغرباً مستوضحاً متسائلاً.... المشكلة مع مين؟؟؟ هل أنت طرف؟؟؟؟ رئيس الاتحاد ؟ ما الذي يجري فهمنا؟؟؟؟ ظانين أنني أعرف كل شيء أو بعض ولا أريد الحديث فيه..، تداخلت بعض الأمور...بل كلُ الأمور تداخَلت.... وتشابكت ثم تَنازعت، وعقلي هو ساحة القِتال! رغم أنني لست لاعبا أساسياً فيه.
ولكني جزء من هذه المنظومة التي عليها أحرص وأغار. فالمصلحة العامة هي شعارنا جميعاً واللجنة الأولمبية هي مرجعيتنا والنظام الداخلي هو دستورنا والجمعية العمومية هي قاعدتنا التي إليها نحتكم ، إذا لزم الأمر ، استنادا للنظام الداخلي. لم أعُدْ أدْري كيف تشابكتِ الأمور؛ لتصلَ إلى هذا الحدِّ المفزِع مِن النزاع الداخليِّ ، بين أبناء البيت الواحد. سيقول لي البعض هذه اختلافات في وجهات النظر وهذا جزء من حرية التعبير ...إلخ ولكني أقول ما هكذا تحل الأمور ، فأنا أعي جيدا ما أخط من كلمات ، ولماذا آثرت الكتابة ولو متأخراً.
إنه حرصي على المصلحة العامة، هو الذي دفعني أن أكتب كي نلمْلِم الأمور المُتشابِكة أمرًا أمرًا؛ ونعيدَ ترتيب أمور اتحادنا، ونعيد صياغةَ أفكارنا؛ لتتواءمَ مع ما نريد. لَم أعُد قادرًا على احتمال مشاهدة العراك والصِّراعات بين الأطرف، لقدْ وعيت جيدًا معنَى أن تكون مُتذبذبًا كبندول الساعة، لا إلى هذا ولا إلى ذاك، إنَّما أنت تسيرُ بمركب بلا مجداف وسط بحرٍ، الموجُ وحْدَه هو من يُحدِّد اتجاهك!!!!!! فنحن أسرة واحدة٬ ومع مرور الأيام ٬ علمتني هذه الأسرة معنى الصداقة سلبياتها وإيجابياتها٬ تعلمت الثقة بالنفس٬ وتعلمت معنى الحياة والتأقلم مع الناس والعالم من حولي٬ تعلمت المحافظة على الصداقة ، فأنا في سن الستين بحاجة إلى أن أكسب صديقا لا أن أخسر صديقاً، فالصداقة لها معان براقة ٬ ودلالات متلألئة ،فهي علاقة جميلة تربط بين شخصين او أكثر يتفقان في معظم وجهات النظر ٬ ويشتركان في الاهتمامات الفكرية٬ وفي الميول والاتجاهات ٬ وقد يشتركان في نوع المشاعر ٬ بمعنى الاتفاق في مسالة معينة٬ الوقوف معها أو ضدها ٬ ولكن هذا التعريف لا يصمد أمام المناقشة ٬ فكم من صديقين متحابين متآزرين مع بعضهما البعض وهما مختلفان في التوجهات الفكرية ٬ وكم من علاقة جميلة لمسناها في حياتنا تربط بين شخص عصبي منفعل يثور لأتفه الأسباب وآخر هادىء عقلاني لا يغضب إلا نادرا إن الاختلاف في وجهات النظر أو آلية العمل لا يفسد في الود قضية٬ فلا يجوز أن تقلب الصداقة إلى قطيعة وخاصة أنها كانت تعد أغلى من الذهب٬ وأثمن من الماس٬ وأسمى ما في الوجود٬ يسكنها الصفاء والنقاء٬ دليلها الاخلاص وهي جسر لا يمكن عبوره إلا بالثقة. سيتحفني بعضهم بقوله" العلاقة الشخصية شكل والعمل شكل ويجب أن لا يؤثر العمل على العلاقة الشخصية أو بالعكس" ، وأنا أؤكد وأقول هذا صحيح ولكن ليس عندنا بل في المدينة الفاضلة فهذه مثاليات ونحن لا نعيش في مجتمع مثالي.
فعلينا تجاوز المحنات فما زال بريق الأمل والتفاؤل وروح الحياة الجميلة يشع بيننا٬ فأنا أتمنى من كل قلبي لكل الاصدقاء الفرح والسعادة و الوئام والمحبة والتعاون والاتحاد والتكاتف من أجل وطنا وحياة ملؤها الاخلاص والوفاء والتضحية فالتحديات جسام والمشوار طويل ونحن في بداية الطريق ٬ فلنتكاتف جميعاً من أجل تحقيق أهدافنا المنشودة على الصعيد الوطني والرياضي ، فعلينا كأصدقاء ان نشد أيدينا مع بعض من خلال العلم والمعرفة والحب والاخلاص والوفاء على مر الحياة ، وستبقى هذه العلاقة العظيمة تنمو بأبنائها ، بكم جميعاً٬ وسنبقى على هذا العهد ما دمنا نعيش على وجه الأرض.
و بصفتي أمينا عاماً للاتحاد أدعو الجميع للجلوس على طاولة واحدة لحل الخلافات ومن حق الجميع الاستيضاح عن أي أمر فالاتحاد ليس ملكا لأحد ولا حكراً على أحد فرئيس اليوم قد لا يكون رئيسا غداً.
و فقنا الله وإياكم في خدمة هذا الوطن