نشر بتاريخ: 14/06/2015 ( آخر تحديث: 15/06/2015 الساعة: 00:26 )
رام الله - تقرير معا - روى المواطن نبيل عبد الكريم، شاهد العيان على جريمة "اعدام" الشاب عبد الله غنيمات تفاصيل وظروف الجريمة التي نفذها الاحتلال الاسرائيلي بقوله " ان عبد الله إياد غنيمات (22 عاماً) اصيب برصاصة في ظهره، بينما كان متوجهاً نحو عمله في مزرعة لتربية الدواجن، وحين أصيب حاول الفرار نحو منزله القريب الذي لم يكن قد خرج منه منذ وقت طويل في قرية كفر مالك شرق رام الله، فلاحقه جيب عسكري إسرائيلي وقام بدهسه، وجره نحو جدار استنادي انهار أمام قوة الاصطدام، لينقلب فوق جثمان الشهيد.
"وبعد أن انقلب الجيب العسكري فوق الشاب غنيمات، ترجل الجنود من الجيب، فيما حضرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال إلى المكان، وتأكدت من سلامة الجنود، في حين ابقت الشهيد غنيمات تحت الجيب العسكري بعد أن قسم ظهره، وبتر قدمه بشكل تام" قال عبد الكريم.
واضاف ان قوات الاحتلال لم تكتف بإصابة غنيمات الحرجة، سواء بالرصاص أو بالصدم، بل تركته لمدة تزيد عن 3 ساعات وهو يأن ويصرخ من شدة الألم، فيما زيوت الجيب العسكري والوقود ينهمر على جسده، عوضاً عن اطنان يزنها الجيب المصفح.
لأكثر من ثلاث ساعات وقوات الاحتلال تمنع المواطنين من الوصول إلى الشاب غنيمات، لمحاولة إنقاذه، وجراء استمرار أصوات أنين الألم الصادرة من الشاب، خرج المواطنون عن صمتهم، فهاجموا قوات الاحتلال بأيديهم، وبالعصي، وبالأحذية، وقام أحد سكان قرية بجلب رافعة لرفع الجيب العسكري، ولكن كان الاوان قد فات وارتقى عبدالله شهيداً.
وعلى الفور، نقل الشبان جثمان الشهيد إلى سيارة إسعاف فلسطينية كانت تتواجد في المكان، منعها جنود الاحتلال من الوصول إلى جثمان الشهيد، وهددوا طاقمها بالسلاح.
ونقل جثمان الشهيد إلى مجمع فلسطين الطبي، قبل أن يتم تشييع جثمانه لاحقاً إلى مثواه الأخير في مقبرة البلدة، حيث انطلق موكب التشييع من مجمع فلسطين الطبي بجنازة عسكرية، قبل أن تنطلق مسيرة محمولة بالسيارات نحو القرية.
وعند مدخل قرية كفر مالك، كان المئات من أهالي القرية في انتظار وصول جثمان الشهيد عبد الله، حيث كان جثمانه الطاهر مسجى في سيارة إسعاف فلسطينية، وصولاً إلى منزل عائلة الشهيد، وهناك كان المنظر مهولاً فعشرات النسوة استقبلن الجثمان بالبكاء والزغاريد وبالتكبيرات.
أما والدته التي انهارت وخضعت لعلاج طبي في منزلها، فلم تستطع الحديث طويلاً، إلا أنها أكدت أن قوات الاحتلال أعدمت فلذة كبدها وابنها البكر عبد الله بدم بارد.
وبعد أن ألقت العائلة النظرة الأخيرة على جثمان الشهيد عبد الله، حمل على أكتاف أصدقائه، وسط التكبيرات، والبكاء المرير، وتوجه الموكب نحو مسجد القرية، حيث أدى الالاف الصلاة على جثمانه، ومن هناك حمل ليوارى الثرى أخيراً في المقبرة.
وردد المشاركون في التشييع الهتافات الداعية إلى الانتقام والثأر لدم الشهيد عبد الله غنيمات، ولكل شهداء فلسطين، وأكدوا أن الانتقام سيكون قريباً.
ونعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الشهيد الأسير المحرر عبد الله، والذي تحرر قبل 6 أشهر تقريباً، بعد اعتقال دام عامين، كما نعته محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، وأكدت أن جرائم الاحتلال مستمرة ومتواصلة بحق شعب فلسطين، ولكن هذه الجرائم لن تثن شعب فلسطين عن المطالبة بالحرية والاستقلال.
كما نعت حركة فتح ومنظمة الشبيبة الطلابية الشهيد، الذي كان أحد أعضاءها في محافظة رام الله والبيرة، وكان أحد النشطاء في حركة فتح في موقع كفر مالك.
متابعة فراس طنينة