رام الله - معا - قدر المدير التنفيذي لشركة النبالي والفارس للعقارات، خالد الفارس، أن السوق الفلسطينية بحاجة إلى 40 ألف وحدة سكنية سنوياً خلال السنوات العشر القادمة، في ظل الارتفاع المتزايد على طلب الشقق في فلسطين.
وأضاف الفارس خلال لقاء خاص مع "دوت كوم"، على هامش مرور 15 عاماً على تأسيس شركة النبالي والفارس للعقارات، إن المجتمع الفلسطيني ما يزال بكراً، ويحتاج إلى 400 ألف وحدة سكنية خلال السنوات العشر القادمة.
وتابع، "مع وجود 52٪ من سكان فلسطين هم دون سن 18 عاماً، فهذا يعني أن الطلب على العقارات لأغراض السكن سيتزايد، "وللأسف لدينا نقص في الأراضي المصنفة A في الضفة الغربية، بينما هنالك صعوبات تمويلية في البناء على الأراضي المصنفة ب أو ج".
وبدأت شركة النبالي والفارس للعقارات في عملها، منذ عام 2000، ونجحت خلال السنوات الماضية بتجهيز آلاف الوحدات السكنية والتجارية في مدن الضفة الغربية، بينما تتطلع خلال العام الجاري لتسليم 500 وحدة سكنية وتجارية جديدة.
ورداً على سؤال مراسل دوت كوم، حول وجود عقارات سكنية فارغة في المدن الرئيسية في الضفة الغربية، أشار الفارس إلى أن العقارات السكنية المتبقية هي عقارات فارهة ذات تكلفة عالية، وأسعارها مرتفعة، "وليس بمقدور الفئة المتوسطة في المجتمع الفلسطيني الإقدام على شرائها".
ومضى قائلاً، "نحن نستهدف الفئة االسكانية المتوسطة، الراغبة بشراء السكن بعيداً عن البنوك، بتسهيلات مباشرة بين المالك والمشتري مباشرة عبر الشيكات الشخصية، بفترات سداد تصل لأكثر من 72 شهراً في بعض العروض المقدمة".
وأكد أن الشقق السكنية أو التجارية التي ينفذها النبالي والفارس، "تباع قبل عملية البناء، لأسباب مرتبطة بقدرة شريحة كبيرة من المواطنين على شراء عقاراتنا ذات التكلفة المقبولة، ولاختيارات مكان البناء المناسب وتسهيلات الدفع الميسرة".
وأشار أن سياسة البيع المباشر التي تتخذها "النبالي والفارس للعقارات" في بيع شققها ووحداتها، أثرت على القروض السكنية التي تقدمها المصارف العاملة في فلسطين، حيث تمنح الأخيرة تسهيلات بنكية للراغبين بشراء منزل، بفترات سداد تصل إلى 25 عاماً.
وقال إن البنوك في النهاية لها زبائنها الذين تناسبهم عملية الشراء من خلال البنوك عبر قروض عقارية، ولشركات المقاولات الأخرى، كالنبالي والفارس لها زبائنها الذين يرون في أن سياسة البيع أكثر مناسبة لهم ولأوضاعهم المادية.
إلا أنه نفى أن تكون سياسة البيع المباشر قد أثرت على المكانة المالية للشركة، "طريقة بيعنا المباشر بين المالك والمشتري مباشرة، من خلال الشيكات البنكية، تحملنا مخاطر تعثر عالية، لكن الجيد أن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع ملتزم في السداد، لذا فإن أكثر من 95٪ من عمليات البيع المباشرة هي ناجحة وليست متعثرة".
وبعد مرور 15 عاماً على تأسيس النبالي والفارس، يقول المدير التنفيذي للشركة، إن البداية كانت من مشروع واحد، واليوم يجري العمل على إنشاء 25 مشروعاً في نفس الوقت، والأهم أننا تنوعنا جغرافياً وقطاعياً.
وأشار الفارس إلى مشروع الفلل الأندلسية الذي يجري العمل عليه في الوقت الحالي، والواقع في ضاحية الريحان قرب رام الله، "ولقد قمنا مؤخراً بالإعلان عن إنشاء مشروع البيت الأندلسي ليكون مجاوراً لمشروع الفلل في نفس الضاحية.
ويرى الفارس أن واحداً من النجاحات التي حققتها الشركة خلال السنوات الـ 15 الماضية، هو الخروج من عباءة العقارات السكنية والتجارية إلى صناعة السياحة، من خلال إقامة منتجع ووتر لاند في مدينة أريحا، والذي يضم مرافق ترفيهية للعائلات الفلسطينية.
وتابع، "أيضاً لم يقتصر عملنا في مجال العقارات السكنية والتجارية والسياحة، لقد قمنا مؤخراً بشراء نحو 100 دونم في منطقة الجفتلك، وتم زراعتها بالنخيل، لندخل أيضاً في القطاع الزراعي، تحت مسمى "النبالي والفارس للتطوير الزراعي"".
وأرجع الفارس، أحد أحد أهم ركائز النجاح الذي حققته الشركة خلال السنوات الماضية، هو للمواطن الفلسطيني من عمال وموظفين ومشترين، والمؤسسات الحكومية والخاصة، التي تقاطع عملها مع عمل المؤسسات الشريكة.
وبخصوص الأزمة المالية التي تعرضت لها السلطة الفلسطينية مؤخراً، بحجب إسرائيل لإيرادات المقاصة، قال الفارس "إن حجم التأثير لا يذكر الذي تعرضت له الشركة نتيجة لهذه الأزمة، لكن لحسن الحظ كان الأزمة قصيرة في السوق الفلسطينية، ولم نشهد تعثراً لأي من الدفعات المستحقة على المشترين".
مقابلة: محمد عبد الله