بيت لحم- معا- تناول خبراء ومستشرقون إسرائيليون في أبحاث ودراسات الشرق الأوسط عبر مقابلات مقتضبة نشرها اليوم الاربعاء موقع " nrg " بإسهاب المفاوضات غير المباشرة الجارية ين حماس وإسرائيل من ناحية والدفء البطيء والمؤقت الذي بدا يدب في أوصال العلاقات المتوترة السائدة بين حماس والنظام الجديد في مصر مدعين بان هذه التطورات توتر أجواء السلطة الفلسطينية وتضعها في حالة من الضغط كون هذه التطورات ستعمل بطريقة غير مباشرة على تقويض نظام حكم الرئيس أبو مازن .
وبين خبراء ومختصون في شؤون الشرق الأوسط للموقع الالكتروني المذكور كيف تؤثر المفاوضات والاتصالات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل على علاقة الأخيرة مع السلطة الفلسطينية محاولين الإجابة على سؤال مهم هو هل بإمكان هذه المفاوضات أن تؤدي في نهاية المطاف إلى سيادة الهدوء في قطاع غزة أم لا؟
وأعرب " البروفيسور ايال سيزار" رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا وعميد كلية العلوم الإنسانية في جامعة تل أبيب عن اعتقاده بان المفاوضات الجارية مع حماس هي تعبير عن مصالح محلية دون أن يكون لها أبعاد وتأثيرات سياسية جوهرية أو ذات مغزى .
" يدور الحديث عن مفاوضات جاءت نتيجة لتلاقي مصالح محلية بين إسرائيل وحماس ومصر حيث تفضل كافة الأطراف حماس على إمكانية ظهور داعش في قطاع غزة شبه جزيرة سيناء ولهذا السبب تجري المفاوضات بين الأطراف المذكورة " قال سيزار .
وأضاف " يجب ان لا نبالغ بمغزى وأهمية هذه المفاوضات وحتى لو تشابهت الظروف لكانت إسرائيل وحزب الله في ذات الجانب حيث هناك مصلحة مشتركة بين إسرائيل وحزب الله تقضي بعدم خوض نزاع والحفاظ على الهدوء في منطقة الحدود فهل هذا يؤشر إلى سخونة ودفء في العلاقات بين الطرفين؟ من الواضح أن الجواب هو "لا" لذلك فان هذه المفاوضات الجارية مع حماس لن تؤثر على أبو مازن والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لكننا ملزمين للتحدث مع جهة ما في قطاع غزة وحماس هي العنوان ولا يوجد علاقة وارتباط حقيقي بين الأطراف ".
وأيد المستشرق د. " اودي بلنغا" من جامعة بار ايلان الموقف السابق وأعرب عن اعتقاده بعدم وجود تغير جوهري في الموقف الإسرائيلي قائلا " سيظهر السيد المسيح قبل أن يدب الدفء الحقيقي في العلاقات بين الطرفين".
واضاف ضاحكا " صحيح ان مصر صادقت يوم امس على حكم الاعدام الصادر بحق الرئيس السابق محمد مرسي ما يعكس مدى احتقار وكره الدولة المصرية للاخوان المسلمين التي تعتبر حماس ذراعهم في المنطقة لكن لا يوجد خيار أخر فحماس هي صاحبة السيادة في غزة وهي من تحارب داعش ولهذا السبب تلاقت مصالح إسرائيل ومصر مع حماس واخذوا يتحدثون عن هدنة لمدة خمسة سنوات ولكن من الواضح بان مواجهة أخرى ستقع في المستقبل وان حماس ستواصل تسلحها والقضية أن الجميع معنيون بالهدوء في هذه اللحظة ليس إلا ".
ومع ذلك اوضح " بلنغا" بان المفاوضات مع حماس تضعف ابو مازن فعلا وقال " اتضح مرة أخرى ان ابو مازن والسلطة الفلسطينية وبكل بساطة طرفا غير ذي صلة وغير واقعي فيما يتعلق بالقضايا الحقيقية في المنطقة وصحيح ان إسرائيل تفضل السلطة على حماس لذلك تساعدها في الضفة الغربية لكن السلطة في غزة ليست طرفا ما اظهر السلطة مرة أخرى كجسم غير ذي قيمة وفي الواقع عمل ابو مازن خلال السنة الماضية كثيرا على الساحة السياسية للأضرار بإسرائيل دون أن ينجح بتحقيق شيء لذلك عادت الأطراف جميعا إلى تجاهله".
وقال " بلنغا" فيما يتعلق باستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية " إسرائيل تريد العودة لكن السؤال هل يريد ابو مازن هذه العودة؟ .
يدور منذ عام 1991 نقاشا بين المستشرقين حول الإجابة على السؤال هل يريد ابو مازن ومن قبله عرفات فعلا التوصل إلى اتفاق حقيقي مع إسرائيل ؟ في كل مرة اقترحت إسرائيل مزيدا من الأشياء وصولا إلى اقتراح اولمرت الانسحاب من 98% من الضفة الغربية والتوصل إلى حل وسط حول الأماكن المقدسة لكن أبو مازن رفض ذلك ويبدو أن الفلسطينيين يفضلون مقاطعة العالم لإسرائيل ح ويضغط عليها حتى يحصلوا على كل شيء دون أن يقدموا شيئا لكن عمليا وفي الواقع هذا الأمر لم ينجح لكن هذا الشيء ظل يعبر عن نية السلطة لهذا لا تجري مفاوضات مع إسرائيل ".
بدوره قال البروفيسور" افريم عوفر"رئيس مركز " السادات- بيغن" للأبحاث الإستراتيجية في جامعة بار ايلان بان المفاوضات التي تجريها إسرائيل مع إسرائيل هي مفاوضات الضرورة المفروضة بحكم الواقع .
" يدور الحديث عن منظمة تريد إبادة إسرائيل وتدميرها لكن إسرائيل سبق لها ان تحدثت مع مصر عبد الناصر وسوريا لانك دائما تتحدث مع المسيطر على الأرض وصاحب السيادة عليها وتتوصل معه لتفاهمات وتوفر الكثير من الأرواح وإمكانية وقوع سوء فهم خطير لذلك لا يوجد أي خيار سوى الحديث مع حماس .
وعلى فكرة ن حين تتحدث حماس أو أي منظمة إسلامية أخرى مع إسرائيل فهذا اعتراف واقعي من قبل الطرف الثاني بان إسرائيل قائمة وموجودة ولهذا السبب كان إسرائيل تتطلع دوما للمفاوضات المباشرة " قال " عوفر عنبر.
وفيما يتعلق بتأثير هذه المفاوضات على أبو مازن " من يضعف ابو مازن هو ابو مازن نفسه الذي حكم غزة وفقد السيطرة عليها لذلك لم يبقى أمامنا خيار سوى الحديث مع من يسيطر على الأرض علما بانه ليس من الواضح فيما اذا كان ابو مازن يرغب فعلا بالعودة لحكم غزة لان إسرائيل عرضت عليه بعد عملية " الجرف الصامد" شيئا من هذا القبيل لكنه لا يريد العودة الى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية ومهما كان الأمر فالحقيقة هي ان السلطة الفلسطينية ضعيفة وتتمتع إسرائيل بأفضلية نابعة من انفصال الضفة على غزة سمحت لها بطرح بإظهار أبو مازن أمام العالم بحجمه وضعفه الطبيعي " ادعى " عوفر عنبر" في ختام تصريحه.