الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة بتتكلم فرنسي

نشر بتاريخ: 20/06/2015 ( آخر تحديث: 20/06/2015 الساعة: 11:49 )
غزة بتتكلم فرنسي
غزة- خاص معا - ازداد في الآونة الأخيرة تدريس اللغة الفرنسية في قطاع غزة.. البداية جاءت عبر تدريسها في عدد من المدارس الخاصة لتنافس بذلك اللغة الانجليزية التي تتربع على عرش اللغات الأجنبية في القطاع قبل أن تتسع دائرة تعليم اللغة عندما بدأت بعض الجامعات بمنح درجة البكالوريوس للطلاب في اللغة الفرنسية.

"معا" رصدت تطور دراسة اللغة الفرنسية في القطاع.

بدأ تطبيق برنامج تعليم اللغة الفرنسية في المدراس الريادية بقطاع غزة منذ 1995م حتى يومنا هذا، وذلك بالاتفاق بين وزارة التربية والتعليم مع القنصلية الفرنسية بالقدس، وفي عام 1997م تم اقرار عمل امتحان الدلف (DELF) الدولي وذلك لتحديد مستوى الطلبة اللغوي.

لأول مرة منذ 20 عاما

وحقق طلبة المدارس الريادية الحكومية الذين يدرسون اللغة الفرنسية أعلى نسبة نجاح في امتحان الدلف الدولي هذا العام بحصولهم على نسبة نجاح 91.9% وذلك لأول مرة منذ تطبيق برنامج اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية قبل عشرين عاماً.

ويبلغ عدد المدارس الحكومية والتي تسمى “بالريادية” ويتم فيها تدريس اللغة الفرنسية للطلبة من الصفوف السابع وحتى العاشر بشكل اختياري 30 مدرسة حكومية حيث يدرسون منهاج خاص في اللغة الفرنسية بواسطة مجموعة من المعلمين والمشرفين المتميزين في هذا المجال بينما تفرض بعض المدارس الخاصة دراسة هذه اللغة من الصف الاول الاساسي.

عقبات

سوزان عكيلة وهي خريجة لغة انجليزية وفرنسية من كلية الآداب في جامعة الازهر ظنت أنها إذا درست هذا التخصص فسيزيد من فرصها في العمل إلا أن واقع قطاع غزة قلل من تطور هذه اللغة إلا من خلال مراكز ثقافية تكاد تكون معدومة وتقتصر على المركز الثقافي الفرنسي التابع للقنصلية الفرنسية.

تقول عكيلة إن حصولها على هذه اللغة ساعدها في تعليم ابنتها اللغة الفرنسية التي باتت منتشرة في معظم مدارس قطاع غزة وتقول:"من يدرس اللغة الفرنسية يشعر بانه قريب من العالم الخارجي خاصة أننا ندرس اللغة من خلال الآداب وليس فقط كلغة ونتعرف على ثقافة العالم التي كانت تدرس هذه اللغة وتاثرت بها".

وعلى الرغم من ان هذه اللغة معتمدة فقط في جامعتي الأقصى والأزهر بغزة فقط الا أن عددا كبيرا من المدارس توجهت لتدريسها بين الطلاب فيصطدم الطالب بعدم قدرته على تطوير اللغة فيما بعد لشح المراكز الثقافية وقلة الجامعات التي تدرس هذه اللغة بالإضافة إلى قلة عدد المدرسيين الأجانب الذي يدرسون اللغة حيث الاعتماد الكبير يكون على الطالب الذي تخرج وأصبح معيدا بنظام الساعات وبالتالي من يتعلم اللغة لن يأخذها بأسسها السليمة.

وتؤكد عكيلة أن عدم الاختلاط بأصحاب اللغة من الفرنسيين وعدم القدرة على السفر لتطوير اللغة تحد من القدرة على الاستمرار في ممارسة هذه اللغة الا من خلال التدريس مؤكدة انه لا يمكن تطويرها من خلال الانترنت كالانجليزية.

وعن المراكز الثقافية ترى عكيلة أنها تزيد من الأعباء المادية على الطالب الذي يحتاج إلى توفير أقساط الجامعة وكونها لغة غريبة وليس لها مجال كبير في قطاع غزة فيتم استغلال حاجة الطالب للمراكز الثقافية ورفع أسعار رسوم التدريب ودورات اللغات.

وتؤكد عكيلة أن هذه اللغة تبقى ضعيفة في قطاع غزة لأنه ليس هناك وسائل لتطويرها ولا يوجد نوادي لنشر هذه اللغة.

الفضول قادها لتدريس اللغة

فضول سلمى ابو ضاحي قادها لان تصبح من مدرسات اللغة الفرنسية في جامعة الازهر بعد ان تخرجت من ذات القسم وحصلت على درجة الماجستير، التحقت سلمى في العام 2005 بقسم اللغة الفرنسية والانجلزية ولم تكن في حينها تعرف أي كلمة من الفرنسية بينما تتقن الانجليزية بشكل ممتاز.

اقترن تعليم سلمى للغة الفرنسية بدروس واضبت عليها في المركز الثقافي الفرنسي في غزة لاقتناعها أن مناهج التدريس ليست بالعمق الذي يسمح لها بتطوير لغتها.

وتقول سلمى :" ارتبط حبي لهذه اللغة كونها جميلة على مستوى السمع ورقيقة ومرتبطة بالأدب والموسيقى أحببت أن أتعلمها وكان يدفعني فضولي لمعرف كل شي عنها".

وتتابع: "الفرنسي في غزة له مجتمعه الضيف ولأني بدأت في دراسة مفردات من الصفر وانا في سن كبيرة كان لا بد أن ابحث عن وسائل تعليمية أطور فيها قدرتي في متابعة اللغة"مشددة:" اذا لم تعتمدي على مجهودك الشخصي لاكتساب اللغة لن تتعلميها بشكل صحيح".

وتؤكد ابو ضاحي أن خرجي اللغة الفرنسية في غزة بحاجة لزيادة المناهج وزيادة عمق المادة والاختلاط باشخاص من أصحاب هذه اللغة اكتر واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في تطوير اللغة من أفلام ومحاضرات.

وعن الإقبال لتعلم الفرنسية في الجامعات تؤكد أبو ضاحي انه هناك اقبال كبير لتعلم اللغة ولكنها لا تستطيع تفسيره هل هو إقبال ايجابي أم سلبي وتقول:"يأتون باتجاه هذه اللغة على أمل أنهم يريدون شي مختلف يفتح لهم أفق لبلد اخر وحلم بانهم سيسافرون على فرنسا في يوم من الأيام".

مراكز ريادية لتعليم الفرنسية

في شهر إبريل من كل عام يتم عقد امتحان لهؤلاء الطلبة يسمى امتحان “الدلف” وهو امتحان دولي تحت إشراف وزارة التعليم والقنصلية الفرنسية بالقدس و بتنفيذ المعهد الفرنسي بغزة حيث تصحح أوراق الإجابات في القنصلية بالقدس ومن ثم ترسل النتائج إلى الوزارة وبعد فترة ترسل الشهادات الرسمية لتوزيعها على الناجحين وهي شهادات صادرة من وزارة التربية والتعليم بفرنسا.

د. محمد صيام مدير عام التعليم العام بوزارة التربية والتعليم العالي، اكد ان وزارته تولي اهتماما كبيرا لتدريس اللغة الفرنسية في قطاع غزة والترويج لها كثاني اكبر لغة بعد الانجليزية والعربية وذلك بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي.

وأشار صيام إلى أن أعداد الملتحقين يزيد عن الف طالب تقريبا في 30 مركز تعليمي في قطاع غزة مبينا أنهم حققوا أعلى نسبة نجاح منذ بداية تطبيق تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية بنسبة 91.8% في امتحانات الدلف وهذا يؤكد على مدى الدعم الكبير لدى الوزارة لتعليم اللغة الفرنسية وانتشارها في المدارس الحكومية.

وأشار صيام أن من يدرس اللغة في مدارس القطاع مدرسون حصلوا على شهادات البكالوريوس في اللغة الفرنسية ولهم قدرة عالية على تحقيق هذه اللغة لدى الطلبة الفلسطينيين في قطاع غزة وامتحان الدلف الأخير دليل واضح على كفاءة المدرسين الذين يقومون بتدريس اللغة الفرنسية.

وحول اذا كانت تتجه الوزارة لاجبار الطلبة على دراسة هذه اللغة كما الانجليزية قال صيام:"حتى الآن لم نقرر أن تكون لغة إجبارية وستبقى لغة اختيارية"مبينا انه يتم تطبيق المنهاج الفرنسي ضمن آليات وأدوات وزارة التربية في الإشراف والتمكين التربوي بوسائل تعليمية وطرق تدريس خاصة.

تقرير: هدية الغول