الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دمعت العيون وخفقت القلوب في لياليه

نشر بتاريخ: 20/06/2015 ( آخر تحديث: 20/06/2015 الساعة: 12:43 )
كتب / أسامة فلفل

ﺷﻬﺮ رمضان شهر ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ وﺍﻟﻌﺘﻖ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ شهرة القرآن والانتصارات العظيمة ،شهر المحبة والتسامح والتكافل والتضامن والوحدة ،شهر رمضان ﻣﻀﻤﺎﺭﺍً ﻳﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻮﻥ ،وميدانا يتسابق ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ،ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻛُﻒٍّ ﺿﺎﺭﻋﺔٍ ﺭُﻓﻌﺖ ! ودموع ساخنة ﺫُﺭِﻓﺖ ! ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻣﻮﺳﻢِ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ.

اليوم نحن معشر الرياضيين مدعوين في هذا الشهر المبارك لغرس نهج التضامن والتكافل الاجتماعي وروح التسامح والمحبة والعمل على تمتين وحدتنا الوطنية والرياضية.

فالانتماء الوطني الأصيل هو العمل المخلص الجاد الذي جعل من هذا الوطن المفدى مثالا يحتذى به بالعطاء الموفور والتفرد رغم المعاناة والحصار والتحديات والمعيقات.

في رمضان تبتهج قلوب الرياضيين محبة وسرور وتستبشر خيرا بقدومه حيث يحلو السهر مع الأجواء الروحانية ورائحة المساء المعطر بصلاة التراويح وأصوات المساجد تعلوا في كل مكان.

في رمضان نستذكر كل عام من رحلوا عنا من رفاق الدرب والمسيرة من الأحبة والإخوة والرفاق من الرياضيين الذين أوجعنا فراقهم ورحيلهم، حيث كنا نحيي معهم الأمسيات الجميلة ونسعد بلقائهم ونطرب لسماع حكاياتهم.

نعم رمضان إن رحل سوف يعود ويعيشه من كتب له العيش إلى رمضان ولكن؟ نحن إن رحلنا ليس لنا عودة إلا عندما يبعث الله من في القبور.

رمضان أيامه وساعاته روحانيات، قلوب تقية وجمعات ولقاءات قل ما نجتمع فيها بالأيام العادية ،فالعام المنصرم قدم رمضان والحزن يلف شعبنا والأسرة الرياضية حيث الحرب المجنونة ورائحة الموت والدمار تنتشر في كل مكان.

دموع الرياضيين ذرفت بغزارة وألم على رحيل الشهداء وسقوط الجرحى وقتل الأبرياء واستباحة دماء شعبنا الأعزل واستهداف الرياضيين وملاعبهم وصالاتهم وأنديتهم الرياضية.

العام المنصرم ابتهلنا إلى الله أن يبلغنا إياه بعد الخوف والفزع والموت الأسود الذي كان ينتشر في كل مكان بسبب العدوان الصهيوني والقصف الجوي والبحري والبري.

في رمضان العام المنصرم دمعت العيون وخفقت في لياليه القلوب وتضرعت الأيادي إلي رب العزة بالدعاء والرجاء أن يكتب لها السلامة من صواريخ وطائرات الاحتلال ودباباته التي لم ترحم أحد ولم تشفع لرضيع أو شيخ طاعن في السن.

حقيقية هول الدمار والركام في رمضان من العام الماضي أفقد البصير بصيرته حيث الجثث المتحللة وأعمد الكهرباء الملقاة بالشوارع وأسلاك التليفون المقطعة وخطوط المياه المدمرة، ففي كل مكان كانت مظاهر الركام والقصف العشوائي تتصدر مشاهد الدمار الكبير.

ختاما...

نبتهل إلى الله رب العزة في هذا الشهر المبارك أن يجمع شمل شعبنا ويوحد صفوفنا ويقوي من شوكتنا ويسدد خطانا على طريق الحق والخير والبركة وأن يحقق لنا أمانينا وطموحاتنا وكل ما نتطلع إليه من رفعة وتقدم .