نشر بتاريخ: 22/06/2015 ( آخر تحديث: 22/06/2015 الساعة: 18:38 )
غزة- معا- لم تحلم يوما أن تكون مُصلحة اجتماعية وان يطلق عليها أصدقاؤها وأقاربها لقب "مختارة" بشكل مجازي عندما نجحت عدة مرات في حل بعض القضايا والمشكلات بشكل عفوي.
درست وتخرجت من كلية التربية في جامعة القدس المفتوحة وخاضت طريقها باتجاه "المخترة"، لم تكن طريقها سهلة وواجهت سخرية من النساء أنفسهن ولكنها آمنت بحقوق المرأة وأنها نصف المجتمع، فأخذت على عاتقها أن تحل قضاياها من قاعدة أن النساء أجدر بحل قضاياهن.
فاتن حرب أول مختارة في قطاع غزة عملت في مجال الإصلاح منذ ثلاث سنوات ولا زالت، قادتها شخصيتها القوية ورؤيتها الثاقبة إلى حل العديد من مشكلات النساء.
وفيما يلي نص المقابلة التي اجرتها معا مع "مختارة" غزة
متى بدأت العمل كمختارة وكيف كانت البدايات؟
منذ ثلاث سنوات تم تدريبنا على العمل كمختارة ومنذ عامين فقط خضت تجربة العمل الميداني المجتمعي..حصلت على لق مختارة بشكل مجازي عندما نجحت في حل بعض القضايا والمشكلات لصديقاتي في الجامعة حيث كنت اكبر منهن سنا فكن يتوجهن لي للحصول على بعض الحلول بالإضافة إلى إنني كنت أتمتع برأي ثاقب ورؤيا وضاحة في حل بعض المشكلات العائلية فحينها فقط أصبح البعض يقول لي :"انت عاملة زي المختارة".
بعد فترة شعرنا ان المجتمع بحاجة إلى مختارات في حل قضايا نسوية حيث ان مشاكل النساء في الفترة الأخيرة كانت تطفوا على السطح بسبب الانقسام والحصار والحروب المتتالية فقد كانت المرأة المتضرر الأكبر ومشاكلها زادت فأردنا أن تساعدها سيدة وتلجأ لها في حل مشاكلها كون المختار الرجل يميل إلى الرجل في حل بعض القضايا ويهضم حق المرأة في كثير من القضايا بسبب العادات والتقاليد السلبية او بسبب الخجل وعدم بوحها للأسباب الحقيقة للمشكلة بالإضافة إلى أن المرأة تخاف من نظرة المجتمع كونها طالبت بحقها.
كم عدد "المختارت"في قطاع غزة وما هي معايير المخترة؟عددنا تقريبا خمس مختارات ولكن يتم تدريب عدد اخر ولكن تبقى شخصية المختارة ومعاييرها القوية ومن تجد في نفسها القدرة والكفاءة لخوض العمل كونه ليس هينا لأنها ستتقبل نظرة المجتمع السلبية والساخرة لها في عملها كمختارة لان المتعارف عليه أن الرجل هو المختار حتى بعض السيادات اللاتي لا يتمتعن بقدرتهن على صنع القرار يستهجن وجود مختارات.
هل خصوصية قطاع غزة يحتاج لوجود نساء مختارات؟
صحيح لان المجتمع الغزي يختلف عن باقي الدول المجاورة لنا خصوصية الاحتلال والحصار والحروب ونحن كمجتمع غزي نحاول لملمة النسيج الاجتماعي وعدم تشرذمه والحفاظ على الترابط الأسري فلا نلجأ إلى القضاء الشرعي مباشرة لحل القضايا خوفا على الترابط الاجتماعي والأسري خاصة المرأة دائما تخشى على أسرتها وأطفالها لأنها تشعر أن لجوؤها إلى القضاء قد يزيد الشرخ بينها وبين رب الأسرة وعائلتها وتحاول لملمة مشكلتها بطريقة ، فلماذا لا نقف إلى جانبها ونساعدها طالما أنها تحب الحفاظ على أسرتها نحن وجدنا من اجل الوقوف إلى جانبها ومساعدتها على الحفاظ على منزلها ولملمة بيتها.
ما هي ابرز الصعوبات التي واجهتك خلال فترة عملك؟السخرية كانت كيف تكون المختارة امرأة وان هذه المهنة هي حكرا على الرجال بالإضافة إلى أن المخاتير أنفسهم لا يريدون منافستهم في اللقب فهم يتقبلون عملنا في الميدان كمصلحات مجتمعيات ولكن استهجنوا اللقب ونحن وضحنا مرارا أن هذا اللقب مجازي لراحة النفس عند المرأة وتشعر أن هناك امختارة توازي عمل المختار في حل القضايا النسوية فقط وليس في قضايا متعلقة بالدم أو العشائر أو المنازعات العائلية.
كما نواجه الاستهزاء من بعض السيدات أنفسهم اللاتي تعودن ان يكون الحل من خلال الرجل سواء من خلال التنشئة أو لأنها ليست صاحبة قرار في حياتها الاجتماعية واستعجب من بعض السيدات اللاتي يرفضن هذه الفكرة علما ان الشريحة الأكبر من السيدات تقبلن هذا الموضوع ووجدن فيها طوق نجاة في عدد من القضايا التي كانت تخجل من البوح بها للمخاتير للرجال لخصوصية الموضوع او خوفا من نظرة الناس لها او سواء من ناحية العادات والتقاليد السلبية فكانت بالنسبة الهم وهي الشريحة الأكبر في المجتمع توجهن إلينا لحل قضياهم.
هل هناك تعاون مشترك مع المخاتير؟
نعم كثير من المشكلات والقضايا تم التعاون والتبادل في حلها فكنت إذا عجزت أو وجدت صعوبة في حل مشكلة ما ألجا إلى المختار لحلها وحين يكون في طرف المشكلة رجل كذلك بالنسبة للمختار يلجا إلينا في حل بعض المشكلات فنحن نشكل حلقة وصل للتعاون في حل القضايا المجتمعية.
كيف تبدئين في حل مشكلة النساء اللاتي يقصدنك؟
لا يوجد لدينا عصا سحرية في حل المشكلة نبحث عن تفاصيل المشكلة والأطرف ونبدأ بلملمة خيوط المشكلة وطرف الحل يكون بالذهاب إلى الأطرف المعنية والعمل على الوساطة بحل قريب يرضى به الطرفين في حل مشكلتهم حتى نجد الحل المناسب سواء كانت في الحضانة او في الخلافات الزوجية أو بين الحماة والكنة.
هل تشجعي النساء التوجه للعمل كمختارات لحل مشكلات النساء؟
لا أشجعها أن تكون مختارة ولكن أشجعها على المطالبة بحقوقها التي أوصلتنا لهذا المجال وان تبتعد عن الصمت السلبي الذي اوجد المختارة ...لا أطالبها أن تكون مختارة حتى لا يقال أني أريد أن اقلب المجتمع رأسا على عقب.. المطالبة بحقوقها ... كفاها الصمت السلبي الذي أضاع حقوقها ...أن تكون صاحبة قرار... أن تعمل على تنشئة أبنائها اجتماعيا على المساواة بين البنت والولد وعدم التحيز دائما أن يكون لسان حالها أبيها وأخوها وزوجها.
مقابلة: هدية الغول