نشر بتاريخ: 23/06/2015 ( آخر تحديث: 23/06/2015 الساعة: 12:48 )
غزة- تقرير معا - مدينة غزة واحدة من أقدم المدن الفلسطينية مرت بالحقب التاريخية التي تركت آثارها في هذه المدينة العتيقة، وازدهرت وكان لها الدور السياسي والحضاري والاجتماعي وهي الحضارة الاسلامية التي تركت الكثير من المساجد التي تعد من الاثار الإسلامية الباقية في غزة.
قرابة 13 مسجدا وجامعا أغلبها يعود للعصر المملوكي كمسجد ابن عثمان ومسجد الشيخ خالد والشيخ زكريا والاييكي الذي يعود للفترة الأيوبية وكالجامع العمري الكبير ويعود أقدم جزء في المسجد الى الفترة المملوكية، كما هناك مسجد المحكمة الذي دمر في الحرب الإسرائيلية ومسجد السيد هاشم في حي الدرج ومسجد ابن مروان في حي التفاح وكاتب ولاية هذه المساجد جميعها تعود للعصر المملوكي ما عدا مسجد السيد هاشم الذي يعود للعصر العثماني.
"معا" تسلط الضوء على مسجد السيد هاشم في حي الدرج بغزة الذي نسب الى هاشم بن عبد مناف وهو الجد الأعلى للرسول الكريم الذي توفي اثناء رحلة تجارية ما بين الجزيرة العربية وفلسطين وما ذكره القران الكريم رحلة الشتاء والصيف.
يقول عبد اللطيف أبو هاشم مدير دائرة التوثيق والمخطوطات بوزارة الأوقاف الفلسطينية عن قدوم هاشم بن عبد مناف جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم :" عندما حدثت مجاعة في مكة جاء لإحضار الطعام من الشام ومر بغزة ومات ودفن فيها ونسبت المدينة اليه وتشرفت بالنسب لجد الرسول الأعظم".
ويضيف مدير دائرة التوثيق والمخطوطات بوزارة الأوقاف لـ معا "أن مسجد السيد هاشم أهم مسجد في غزة رغم وجود مساجد أقدم منه وذلك تكريما للرسول وللربط بين مكانة مكة وفلسطين حتى قبل الاسلام، مشيرا إلى أن السيد هاشم بن عبد مناف كان تاجرا صدوقا اعتاد أن يمر بمدينة غزة في رحلاته للتجارية إلى الشام، في ذهابه وإيابه، فيقيم فيها أياما وليالي وفي إحدى الرحلات مرض السيد هاشم وهو في غزة ثم توفِّي فيها، وعمره 25 عاماً.
من جهتها تقول هيام البيطار رئيس قسم المتاحف في وزارة السياحة والآثار :" في فترة ازدهار بناء العمارة الاسلامية التي تختص ببناء الأضرحة للأولياء والصالحين تم بناء مسجد السيد هاشم في عام 1850 في مسعى من نقيب الأحناف السيد أحمد الحسيني الذي تقدم بطلب للدولة العثمانية ببناء مسجد وتم صرف مبلغ من المال من خزينة الدولة العثمانية لبناء هذا المسجد".
ويعتبر مسجد السيد هاشم من المعالم البارزة التي تميز البلدة القديمة في حي الدرج حيث بني المسجد من حجارة كانت تستخدم في بناء مباني كانت قائمة ثم اندثرت وتم اعادة استخدامها لبناء المسجد.
وتضيف البيطار في حديث لمراسل "معا" تم بناء المسجد على الطراز المملوكي فيما يخص بيت الصلاة ولكن الساحة الخارجية التي تضم الاروقة الخارجية هي على الطراز العثماني ومساحته 2300 متر قبل عملية التطوير والتوسيع التي كانت عام 2010".
واستخدمت في المسجد أعمدة رخامية تم جلبها من المساجد المندثرة وبعض الاعمدة تم جلبها من موقع البلاخية الاثري ويضم صحن المسجد الخارجي لبيت الصلاة مجموعة الاروقة أعمدتها رخامية.
ويعتبر بيت الصلاة في المسجد صغير بالمقارنة مع المساجد الكبيرة كمسجد ابن عثمان والمسجد العمري لكنة ينقسم إلى ثلاثة أروقة، حيث يوجد في الرواق الأوسط به جدار القبلة إلى جانب المحراب في الحائط الغربي لبيت الصلاة دكة المبلغ ثم تشرف الأروقة الداخلية على غرفة داخلية كانت تستخدم للتدريس والعلم وتم فتحها لتوسيع بيت الصلاة وتكبير مساحته الداخلية وفق البيطار.
وتتحدث رئيس قسم المتاحف في وزارة السياحة والآثار عن الإيوانات الأربعة من الخارج كانت مغطاة بقباب حيث قبة بيت الصلاة كبيرة الحجم وهذا الطراز المعمول به في العمارة الإسلامية العثمانية.
ويوجد قبر السيد هاشم الواقع في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد حيث توجد غرفة الضريح التي كانت عبارة عن مغارة وأصبحت مزارا لبعض الناس الذين كانوا يضيئون الشموع ويذهبون إلى السيد هاشم الذي توفي وثنيا قبل البعثة المحمدية بالتالي كان في الاسلام غير مطلوب التعبد أو التوجه إلى هذه الأماكن كمزار ديني ولكن بني كنوع من الذكرى.
وتشير البيطار إلى الدور الحضاري والتاريخي لمسجد السيد هاشم حيث غرف التدريس وعلوم القران والحديث الشريف بالإضافة إلى أن المسجد يضم مكتبة كبيرة كان تحتوي على العديد من المخطوطات ودمرت خلال الحرب العالمية الاولي.
ويؤم المسجد عامة الناس وتقام كل الصلوات فيه وكل من يقوم بزيارة البلدة القديمة يزور المسجد.
تقرير: أيمن أبو شنب