كرة القدم الفلسطينية مكاسب عديدة
نشر بتاريخ: 22/06/2015 ( آخر تحديث: 22/06/2015 الساعة: 14:33 )
بقلم : رائد عابد
لم يكن الفوز الذي حققه المنتخب الفلسطيني على مضيفه الماليزي 6/0 , ضمن تصفيات القارة الأسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس اسيا في الامارات ونهائيات كأس العالم القادمة في روسيا عام 2018م , مجرد صدفة أو ضربة حظ , لأن هذا المنتخب كاد أن يتعادل مع نظيره السعودي يوم 11/6 في الدمام , حيث كان خاسرا بهدفين وتمكن من العودة وعادل النتيجة قبل النهاية بدقيقتين إلا انه خسر بالهدف السعودي الثالث الذي جاء في آخر أنفاس اللقاء .
ليغادر المنتخب من الدمام إلى ماليزيا وهناك قدم نفسه وأكد على ما أظهره في اللقاء الأول , وفاز بنتيجة كبيرة على صاحب الأرض وهي سداسية تاريخية تحمل رسالة قوية للمنافسين وتعلن أن هناك منتخب قوي في هذه المجموعة إلى المرشحين السعودية والإمارات , لقاء الخميس 11/6 كان من المفترض أن يقام على استاد فيصل الحسيني في فلسطين , لكن ضغوط سياسية عليا على المستضيف نقلت اللقاء إلى الدمام , هذه الضغوط كانت محل تساؤلات عديدة من قبل مسؤولي الفيفا , اللذين طلبوا صراحة من الاتحاد الفلسطيني تحديد الأسباب التي نقلت اللقاء الى الدمام ؟
وبعد مفاوضات عديدة مع الفيفا والاتحاد السعودي تم التواصل إلى صيغة أخرى وهي تبادل المواعيد والمواقع , حيث تقام مباراة الذهاب في السعودية والإياب في فلسطين يوم 13/10 لأن هناك ملعب بيتي معترف به دوليا وقد قامت عدة منتخبات أسيوية باللعب في فلسطين .
الفيفا يرفض التدخل الحكومي وكان من الممكن تجميد عضوية الاتحاد الفلسطيني إذا استمر الأمر على تلك الصورة التي كانت وهي لعب الذهاب والاياب في السعودية , كان من الواضح جدا أن الموافقة الرئاسية على نقل اللقاء تمت دون استشارة الاتحاد الفلسطيني الذي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه .
قبل سنوات لم يكن أحد يسمع عن كرة القدم الفلسطينية أو أي رياضات أخرى لعدم وجود الاهتمام والدعم والشخص المناسب , لكن منذ أن تولى اللواء جبريل الرجوب قائد الأمن الوقائي سابقا , مهام الرياضة الفلسطينية تغيرت الصورة تماما , رغم أن الكثيرين رسموا العديد من علامات الاستفهام , حول تعيين الرجل العسكري في المجال الرياضي ؟ .
الرجل القوي في السلطة الفلسطينية ترك الناس يتسألون ويكتبون وينتقدون ويسخرون أيضا , وخلال سبع سنوات تم بناء العديد من الملاعب وفق المعايير الدولية , وكذلك الصالات الخاصة بالسلة والطائرة واليد وغيرها , وهناك أكاديمية بلاتر التي تعمل على تنشئة جيل جديد وفق مفاهيم علمية حديثة .
رسخ اللواء الرجوب مفاهيم النظام والقانون والالتزام حيث أصبحت مسابقة الدوري الفلسطيني منتظمة منذ سنوات وفق معايير الاتحاديين الأسيوي والدولي , وهناك عدة منتخبات في الفئات العمرية ذكورا واناث .
ومن خلال نشاطاته وعلاقاته القوية بالاتحاد الدولي تمكن من بناء مقر على احدث طراز للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي أصبح هيئة إدارية متطورة , تعتمد على مجموعة من الخبرات وتشارك في مختلف المحافل الدولية بهدف توصيل الصورة الفلسطينية الحقيقية بعيدا عن ادعاءات وسائل الاعلام الصهيوني .
اليوم تحقق الرياضة الفلسطينية انجازات عديدة لعلى أبرزها القرار الخاص بمنح حرية الحركة والتنقل وحماية الرياضين وتطوير اللعبة و وقف بناء أندية في المناطق المحتلة , القرار الذي حصل على اجماع غير مسبوق وصل إلى 90 في المئة من اصوات الحاضرين في كونغرس الفيفا ال 65 , وقد تم تشكيل لجنة قانونية من قبل الفيفا برئاسة الجنوب افريقي طوكيو سكسويل الذي يعرف المعاناة الفلسطينية من خلال نضاله مع الراحل نيلسون مانديل وزيارته العديدة لفلسطين .
اليوم يجب أن تتحمل الرياضة العربية المسؤولية التاريخية لدعم نظيرتها الفلسطينية , من خلال دعم وتشجيع الفرق والمنتخبات العربية على السفر إلى هناك , من أجل اللعب واقامة المعسكرات التدريبية , حيث الملاعب والفنادق وكل وسائل الراحة الممكنة , لابد من فلسطين وان طال السفر .