بقلم : بدر مكي
في مثل هذه الأوقات،وفي شهر رمضان المبارك،كعادته دوماً يصوم رمضان منذ كان غضاً طرياً،ويداوم على صلاة الظهر والعصر من الشهر الفضيل في المكان المحبب الى نفسه..في المسجد الأقصى..هكذا يمضي أحمد البخاري شهر رمضان متعبداً في الشهرالكريم..ولكنه في هذا العام..وبسبب المرض اللعين..لن يتواجد أبوحسام في أحب بقعة الى نفسه في الظروف الحالية.
صديقي أحمد..تعرفه شوارع القدس وأزقتها..وخاصة الشارع الممتد من أمام مكتبه في جمعية الشبان المسيحية بالقدس..حيث مقر مؤسسة خطوات التي تساهم في تعليم الناشئين حب الرياضة واكتشاف المواهب في طول الوطن وعرضه مروراً بالشارع المحاذي للمحكمة وشارع صلاح الدين والسلطان سليمان..وتأخذه أفكاره الى حيث مطعم أبومياله وأكاديمية الموهوبين أو مكتب مفيد جبر صديق الجميع..والى مقر تجمع قدسنا...
ولكن صديقي أحمد..في هذا العام أمامه مهمة يعاونه فيها الكريم سبحانه وتعالى للقضاء على آخر جحافل المرض الخبيث..هذا البخاري لم يترك فرحاً أو ترحاً في القدس..إلا و أدى مهمته تجاه الأصدقاء والزملاء..في القدس..يعرفون البخاري بأنه الإعلامي اللامع مؤسس أول موقع إلكتروني رياضي في فلسطين..ليهتم بأخبار الرياضة المقدسية أولاً..تماماً كما صديقي منير الغول..الذي يفرد صفحات لرياضة القدس التي تحتاج الى وقفة.وهو في الجانب الإعلامي يؤدي دوره على أكمل وجه.
رحلة البخاري اليومية في القدس..جعلته على معرفة بكل شاردة وواردة فيها..ولهذا أسس تجمع قدسنا..مع عديد من أقرانه الذين نحبهم..غرابلي،مسك،هاكوب،مفيد،أبوعصب،الشريف،حجازي فتيحة،أبوارميلة،أبوصبيح،الياس..والصياد.
يحاولون بلا كلل خدمة الرياضة المقدسية..نالوا ثقة الجميع في القدس،لتواجدهم في كل المواقع والميادين..كلما توجهت الى القدس..أجده صدفه أمامي..وكأنه يحرسني..وفي المناكفة يشنون هجوماً على هذا القادم من "الشتاحيم"..من الضفة..هكذا يستقبلني أحمد مازحاً و أود ان يظل الحال على ما هو عليه.
حفر البخاري بالصخر..وكان له اليد الطولى في تكريم العديد من المؤسسات والأفراد..وشارك في العديد من الإحتفالات والمحافل..البخاري..بانتظاره أشهر قليلة للعودة لممارسة عمله الطبيعي والريادي في القدس..أتمنى أن أراه في الأيام القليلة يؤدي واجبه الذي اعتدناه منه في رمضان..متجولاً في شوارع القدس وأزقة البلدة القديمة..متمنياً له مديد العمر في كنف أسرته الكريمة وأصدقائه الكثر..ومبروك الحفيد الأول.