السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

حراس الاقصى... خط الدفاع الأول في وجه التهويد

نشر بتاريخ: 23/06/2015 ( آخر تحديث: 23/06/2015 الساعة: 19:38 )
حراس الاقصى... خط الدفاع الأول في وجه التهويد

القدس- تقرير معا - خدمة المسجد الأقصى وحمايته مهمة تشريف تحمل أسمى معاني العطاء.. فهو عمل يقوم بالأساس على مبدأ الحفاظ على حرمة وقدسية أولى القبلتين في أرض الرباط، وهي مسؤولية يتحملها من يعمل فيه ليجمع ما بين العمل والعبادة.

حراس المسجد الأقصى الذين يشرفون على حماية المسجد والدفاع عنه وخدمة المصلين، يتحملون مسؤولية كبيرة خاصة في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المسجد من قبل المستوطنين والشرطة الاسرائيلية ومن خلفهم حكومات يمينية متطرفة هدفها تغيير الامر الواقع والسيطرة عليه.

وفي شهر رمضان المبارك، حيث تزداد أعداد الوافدين الى المسجد الأقصى يقوم حراس وحارسات المسجد بمهمة الحفاظ على أمن المصلين ومساعدتهم، ومعالجة الظواهر السلبية والمخالفات البسيطة.

مدير المسجد: 235 حارسا
من جهته أوضح الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى لوكالة معا أن عدد حراس المسجد يبلغ 235 حارسا بينهم 8 حارسات نساء، والعمل في حراسة المسجد يتم حسب نظام "المناوبة" الفترة الصباحية وبعد الظهر والمسائية، حيث تكون حراسة المسجد على مدار الساعة، والعدد الأكبر للحراس يكون خلال الفترة الصباحية ويبلغ 80 حارسا.



وأوضح الشيخ الكسواني ان الحراس يتوزعون على جميع أبواب المسجد الأقصى، وعلى أبواب مساجده الداخلية، وفي باحاته، إضافة الى دوريات خاصة عند باب المغاربة، والحراس يقومون بالتواجد بشكل خاص في محيط المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى لصد أي تجاوزات يقومون بها.

وقال الشيخ الكسواني :"أن وظيفة الحراس بالشكل الأساسي هي توفير الأمن للمصلين وللمسجد الأقصى بكافة مساجده وباحاته وأروقته، إضافة إلى مساعدة المصلين وتذليل أي صعوبات قد تواجههم أثناء تواجدهم داخل المسجد."

وأوضح الشيخ الكسواني ان عدد موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية (ومن ضمنهم الحراس) يبلغ حوالي 780 موظفا يتقاضون رواتبهم من الحكومة الأردنية.

ولفت الى انه تم زيادة أعداد حراس المسجد الأقصى أواخر العام الماضي، بسبب المضايقات الإسرائيلية في المسجد وازدياد أعداد المستوطنين المقتحمين له، حيث رأت دائرة الاوقاف ضرورة زيادة اعداد الحراس، وقام مدير عام الأوقاف وشؤون المسجد الاقصى المبارك الشيخ عزام الخطيب بطلب زيادة عدد الحراس من الحكومة الاردنية، وبالفعل تم اضافة 70 حارسا من الشبان و8 حارسات نساء (كدفعة أولى)، وسيتم تعيين دفعة جديدة من الحراس لاحقاً.

وعن الحارسات أوضح الشيخ الكسواني انهن يعملن داخل مسجد قبة الصخرة والمصلى القديم، ويتم تنظيم عملهن من خلال "نظام المناوبة"، وقد تم توظيف حارسات للمسجد الاقصى للتواجد في المسجدين لتأمين كافة سبل الراحة للنساء الوافدات الى المسجد الأقصى.

وأشاد الشيخ الكسواني بعمل الحارسات، وقال :"تمكنت الحارسات من إنهاء الظواهر السلبية التي كانت تحدث في بعض الاحيان خاصة ظاهرة التسول في المساجد والسرقات، لافتا ان معظم المساجد الكبيرة (المسجد النبوي والكعبة) من الممكن ان تحدث فيهم بعض الظواهر السلبية، وعليه قامت دائرة الاوقاف وحرصا منها على أمن المصليات بتوظيف حارسات، حيث تهدف الدائرة لزيادة أعداد الوافدين الى المسجد الأقصى من جميع الأماكن وعدم تعرضهم لأي خطر خلال الصلاة والتعبد في المسجد".


وقال الشيخ الكسواني:" ان الحراس هم خط الدفاع الأول عن الأقصى، وهم يمثلون الوجه الأول للمسجد وتحرص دائرة الاوقاف ان يعمل الحراس بهمة ونشاط، ويتم تقديم الدعم المعنوي لهم باستمرار إضافة الى إشراكهم في دورات بين الحين والأخر ومنها دورات التنمية البشرية".

وأضاف الشيخ الكسواني :"ان دائرة الأوقاف الإسلامية مستهدفة بكل موظفيها ومسئوليها لاسيما الحراس، باعتبار عملهم ووجودهم الدائم في ساحات الأقصى يعرضهم للكثير من المضايقات المتمثلة بالاعتقال والاعتداء بالضرب والابعاد عن الأقصى"، لافتا أن تلك الاعتداءات انخفضت كثيراً خلال الآونة الأخيرة بعد احتجاج وتدخل الحكومة والسفارة الأردنية ودائرة الأوقاف الإسلامية، مشيراً ان الحارس أيوب أبو هدوان هو الحارس الوحيد حالياً مبعد عن الاقصى لمدة 4 أشهر.

ولفت أن بعض حراس المسجد الاقصى هم من حاملي هوية الضفة الغربية، لا يحصلون على تصاريح للدخول الى الاقصى في بعض الأحيان لمزاولة عملهم، وقد تتأخر التصاريح لمدة شهر، علما ان تصاريح الحراس تصدر لمدة 6 أشهر.

واعتبر الشيخ الكسواني أن كل مصلٍ هو حارس في الاقصى وأن الحراسة ليست مسمى وظيفي للحراس فقط انما لكل مسلم يصل الى المسجد.

رئيس قسم الحراسة: جهاز الحراسة يقوم بعمل جبار لحماية المسجد

التقت مراسلة وكالة معا برئيس حراس المسجد الأقصى ماهر القيسي "68 عاما" الذي يعمل في الأقصى منذ 33 عاما حيث قال :"الاقصى هو جزء من حياتي... والحراسة في الاقصى هي مسؤولية وأمانة خاصة في ظل ما يتعرض له المسجد من اجراءات لمحاولة المس بقدسيته، اضافة الى الاقتحامات والانتهاكات الاسرائيلية".


وأضاف ان جهاز الحراسة في الاقصى يقوم بعمل جبار لحماية هذا المسجد وخدمة المصلين، وقال :"أنا افتخر بعملي في الأقصى لما له الخير والثواب".

وعن عمله وارتباطه بالأقصى قال القيسي:" المسجد الاقصى يعتبر المتنفس الوحيد لاهالي القدس القديمة، خاصة لاطفاله الذين يأتون اليه بشكل دائم، وأنا ارتبطت بالاقصى منذ طفولتي، وعندما اردت العمل وجدت ان الاقصى هو من أنسب الأماكن التي يمكن أن اعمل بها".

الحارسات: العمل في الاقصى تشريف وطمأنينة

ولأول مرة تم تعيين حارسات للمسجد الأقصى..حيث قالت زينات أبو صبيح رئيسية شعبة الحارسات في الاقصى :"عملنا داخل المسجد الأقصى شرف لنا لما فيه الأجر والثواب، فالشعور في الأقصى والعمل في مساجده لخدمة المصلين يبعث بالنفس راحة وطمأنينة لا مثيل لها".

وأوضحت انها بدأت عملها في الاقصى أواخر العام الماضي، لافتة انها كانت من المرابطات المتواجدات في الاقصى بشكل يومي، وتم عرض العمل عليها ووجدت التشجيع من المحيطين بها للعمل في الاقصى، واعتبرت عملها في المسجد عمل "تشريف".


ولفتت الى ان الحارسات يتعرضن في بعض الاحيان للمضايقات من قبل الشرطة المتواجدة على الأبواب بالتضيق دخولهن الى الاقصى.

وعن عمل الحارسات قالت :"تمكنا من انهاء الظاهر السلبية التي كانت تحدث في مسجد قبة الصخرة، ونقوم دائما بتقديم النصيحة الدائمة والارشادات للحفاظ على قدسية المكان".

تقرير : ميسة ابو غزالة