الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
إصابة 3 مستوطنين في عملية إطلاق نار استهدفت حافلة قرب سلفيت شمال الضفة

المطران حنا: "نحن شعب فلسطيني واحد "

نشر بتاريخ: 23/06/2015 ( آخر تحديث: 23/06/2015 الساعة: 20:08 )
القدس - معا- قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا لن نستسلم للتطرف والعنف والكراهية والعنصرية التي يسعى البعض لإدخالها الى مجتماعاتنا العربية وعلينا ان نتصدى معا وسويا مسيحيين ومسلمين لمظاهر التعصب والكراهية والعنف التي تسيء الى تاريخنا المشترك واخوتنا الوطنية ، كما انها تشوه صورة مشرقنا الذي تميز دوما بوحدة ابناءه واخاءهم الديني والوطني .

وقال: ان هنالك جهات مشبوهة نعرف من يمولها ويدفعها ويوجهها وهي التي تسعى لتشويه صورة الدين الذي لم يكن في يوم من الايام جدارا يفصل الانسان عن اخيه الانسان .

واضاف: ان من يقتلون ويذبحون ويدمرون بإسم الدين الدين منهم براء لا بل كل القيم الاخلاقية والانسانية والحضارية .

وقال: ان هذه المظاهر التي بدأنا نلحظها في محيطنا العربي علينا ان نتصدى لها بالوعي والحكمة والمسؤولية ، والحوار والتواصل الاسلامي المسيحي هو ضرورة ملحة لسحب البساط من تحت ارجل المتآمرين على أمتنا وادياننا ووحدتنا الوطنية والانسانية .

وتابع : اننا مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى كمرجعيات دينية اسلامية ومسيحية الى تكثيف لقاءاتنا وتعاوننا انطلاقا من القواسم المشتركة التي توحدنا خدمة لقضايا الانسانية وقضايا الامة العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين .

وقال: ان قضية فلسطين وقلبها النابض القدس انما هي قضية توحدنا جميعا مسيحيين ومسلمين ومن يسعى لتفريقنا وتمزيق مجتماعاتنا انما لا يريد الخير لفلسطين وللقدس . فوحدتنا هي قوة لنا في التصدي لمن يتآمرون علينا وعلى قضايانا الوطنية ، ان وحدتنا هي قوة لنا في الدفاع عن القدس والحفاظ على مقدساتها وانسانها ووجهها العربي الفلسطيني الاسلامي المسيحي .

وقال: لن نستسلم امام من يريدون تفكيك مجتماعتنا وتدمير اوطاننا وتصفية قضيتنا الفلسطينية ، ومعا وسويا مسيحيين ومسلمين سنتصدى للتطرف والتكفير والارهاب والعنف ، وسنتصدى للاحتلال المستفيد الحقيقي من الفتن والتصدعات وسواها من التحديات التي تمر بها امتنا العربية .

تميزت فلسطين بالاخاء الديني والوحدة الوطنية الاسلامية والمسيحية وعلينا ان نحافظ على هذا النموذج وان نحصن مجتماعاتنا بالوعي والكلمة الطيبة والخطاب الديني الوطني بعيدا عن التحريض والاساءة للاخر .

نحن شعب فلسطيني واحد لا يقبل القسمة على اثنين .

والمسيحيون في بلادنا كما في سائر انحاء مشرقنا العربي ليسوا بضاعة مستوردة من هناك وهناك وليسوا من مخلفات الحملات الصليبية وليسوا اناسا غريبين او دخلاء على هذه المنطقة، بل ان تاريخهم ابتدأ من هنا وانجيلهم كتب هنا ورسالة مخلصهم وفادي البشرية انما انطلقت من هذه الديار ، لسنا اقلية او جالية في اوطاننا بل نحن جزء اساسي من مكونات هذه الامة وهذا الشعب المناضل من اجل حريته وكرامته .

ولن يكتمل جمال وبهاء فلسطين الا من خلال هذا الحضور المشترك الاسلامي المسيحي فأجراس كنائسنا وتكبيرات مآذن مساجدنا انما تعبر عن تاريخنا المشترك وهويتنا الوطنية واصالتنا التاريخية والحضارية .

وقد هنأ المسلمين بشهر رمضان المبارك مؤكدا على ان كنائس القدس ومسيحيي فلسطين هم أناس يحبون بلدهم وهم مسالمون يريدون الخير لشعبهم وهم حريصون على حرية وكرامة هذا الشعب الذي ينتمون اليه ويدافعون عن قضيته .

وقد جاءت كلمات المطران هذه لدى استقباله وفدا من الاوقاف الاسلامية في القدس .