الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاراتيه البنات.. بين الدفاع عن النفس وتقبل المجتمع

نشر بتاريخ: 24/06/2015 ( آخر تحديث: 24/06/2015 الساعة: 14:44 )
كاراتيه البنات.. بين الدفاع عن النفس وتقبل المجتمع
الخليل- معا- لم تعد لعبة الكاراتية مقتصرة على الذكور، ولم تعد هذه الرياضة تعبير عن العنف، ولم يعد مجتمعنا الفلسطيني يرفض ممارسة الفتيات لهذا النوع من الرياضات.

بالإضافة الى الحفاظ على الصحة البدنية واللياقة العالية، تستخدم الكاراتيه في الدفاع عن النفس في حال التعرض للأزمات، وتطبيقا لقول الرسول الكريم "المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف". لذلك تَقَبل مجتمعا فكرة ان تمارس الفتيات هذه اللعبة, بل وراح البعض الى تشجع بناته على تعلمها واتقانها والمشاركة في البطولات المحلية والدولية.

ياسمين ابو عوض ابنه الخامسة عشرة ربيعا من مدينة الخليل، اتقنت الكاراتيه منذ حوالي عامين، وشاركت في بطولتان دوليتان ، الأولى بطولة مرمرة الدولية في تركيا وحصلت خلالها على المركز الخامس ، أما الثانية فكانت بطولة النادي الأهلي الدولية في دبي.

تؤكد ياسمين أن اللعبة لا يوجد فيها عنف، وإنما تحتاج لثقة زائدة، واستخدام الحركات التي يمكن التحكم بها، وضرورة وجود اللياقة البدنية عند اللاعبه.

أما ديانا شلالدة 17 عاما، فقد بدأت بلعبة الكاراتيه منذ ثلاثة اعوام ونصف، وشاركت في العديد من البطولات الداخلية وتتمتع بلياقة بدنية عالية. وتطمح ديانا بدراسة الرياضة تخصص الكاراتيه ، حيث شجعها والدها على ممارسة هذه الرياضة ، في ظل نظرة محبطة من البعض لمثل هذا النوع من الرياضات.

في هذا السياق يذكر برهان محمد البكري 27 عاما، وهو مدرب منتخب فلسطين للكاراتيه ومدير الأكاديمية العصرية للفنون القتالية، ان نظرة المجتمع لهذا النوع من الرياضات وبالتحدي بمشاركة الفتيات فيها قد تغيرت كثيرا في السنوات الاخيرة ،فقد سمح البعض لبناتهم المشاركة في أي لعبة حتى وان كانت قتالية لغاية عمر معين، فيما نظر القسم الآخر لهذه اللعبة من ناحية شرعية، بأن الفتاة لايحق له اممارسة الرياضة أمام الشباب إلا إذاكان المدرب فتاة والصالة مغلقة.

وهذه الفئة من الاهالي تسمح لفتياتها بالمشاركة في حالات خاصة وبشروط معينة، وهناك من يحتج على تدريب الفتيات اللواتي تتجاوز أعمارهن 12 عاما، بحجة احتكاك المدرب بالمتدربة أثناء ممارسة هذه الرياضة.

وفيما يتعلق بالإقبال على اللعبة هناك تقارب كبير في عدد اللاعبين بين الذكور والإناث، وهذا يفسر حالة التطور والقبول عند الأهالي تجاه ممارسة بناتهم هذه اللعبة، أما فيما يخص الفروقات بين الذكور والإناث بهذه اللعبة يقول البكري" الفرق بين الجنسين فقط في المشي وليس لها علاقة بالحركات وأساسيات اللعبة، لكن ترجع إلى العوامل الفسيولوجية وشكل العضلات عند الطرفين، حيث تحتاج الفتاة إلى أربعة أضعاف مجهود الشباب لتصبح في مستواه".

وفي هذا المضمار يجب على الأهل إعادة النظر بموضوع الرياضة بشكل عام، والكاراتيه بشكل خاص لفتياتهم، حتى تكون هدف أساسي في كل بيت لما لها من فوائد عقلية وصحية وجسدية تعود على أبنائهم وبناتهم.

ومن الجدير ذكره أن كل اللاعبين المتفوقين في هذه اللعبة، هم بالأساس متفوقون في دراستهم المدرسية أو الجامعية، لأنها تعتمد بالأساس على الذكاء الفكري، وقد صنفت بأنها من أصعب الألعاب الرياضية التي يمارسها الإنسان على وجه الأرض وهذا من شأنه أن يصنع شخصا ذكيا في كل مجالات الحياة.
جدير بالذكر ان العديد من اللاعبات الفلسطينيات شاركن في بطولات دولية عديدة كنادي ومنتخب، ومن ضمنها الألعاب الآسيوية في الصين، ودورة الألعاب العربية في قطر،وبطولات عديدة في تركيا،وبطولات في تونس ودبي ومصروالأردن وحققن العديد من الجوائز والمداليات.
تقرير: سمر الدبس