الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الرضاعة الطبيعية" والصيام

نشر بتاريخ: 24/06/2015 ( آخر تحديث: 24/06/2015 الساعة: 13:25 )
"الرضاعة الطبيعية" والصيام

رام الله - معا - تقدم نقابة الاطباء ضمن نشراتها الطبية اليومية خلال شهر رمضان، نصائح حول "الرضاعة الطبيعية" والصيام، اعدها الدكتور رأفت ابراهيم الشلالدة اختصاصي اطفال وحديثي الولادة -مستشفى الخليل الحكومي.

وجاءت النشرة الطبية كما يلي: إن حلول شهر رمضان المبارك خلال فترة الرضاعة الطبيعية يطرح على الأم العديد من التساؤلات عن تأثير صيامها على المحتوى الغذائي للحليب الذي يصل لطفلها، وهل هناك تأثيرات إيجابية يمكن أن يستفيدها الطفل من خلال صيام الأم المرضعة، ومتى يكون من الضروري الامتناع عن الصيام من أجل سلامة الأم والطفل.


في هذا المقال سوف نأخذ جولة نحاول فيها أن نلقي الضوء على كافة التساؤلات التي تشغل بال الأمهات المرضعات بشأن صيام رمضان المبارك.

مزايا الرضاعة الطبيعية في رمضان:
الرضاعة الطبيعية دوما هي أفضل وسيلة لتغذية الطفل في الشهور الستة الأولى من عمره، لا سيما في الدول العربية بما فيها من معدلات مرتفعة للتلوث واحتمالات لا يمكن التحكم بها لإصابة الطفل بالعديد من أنواع البكتريا والميكروبات من خلال الأغذية الصناعية، ومزايا الرضاعة الطبيعية في رمضان لا تختلف كثيرًا حيث تشمل:

1) تزامن رمضان مع فصل الصيف وما يرتبط به من زيادة احتمالات حدوث عدوى الجهاز الهضمي والإسهال للأطفال، كل ذلك يعزز أهمية الرضاعة الطبيعية في رمضان؛ حيث يقلل احتمالات تعرض الطفل لأغذية صناعية قد تكون ملوثة بالميكروبات بشكل أو بآخر.

2) استمرار الرضاعة الطبيعية المنتظمة في رمضان يحمي الأم من المشكلات الصحية المرتبطة بتراكم الحليب في الثدي دون تفريغه بانتظام وما ينتج عنه من التهابات وألم في الثدي.

3) استمرار الرضاعة الطبيعية المنتظمة في رمضان يساعد الأم على استئناف الرضاعة دون مشكلات بعد انتهاء الشهر الكريم.

4) انتظام الرضاعة الطبيعية في رمضان يساعد في الحفاظ على وسيلة منع الحمل الطبيعية خلال الأشهر الأولى بعد الولادة.

5) انتظام الرضاعة الطبيعية في رمضان يساعد في تخفيف العبء المادي الخاص بتكاليف الألبان الصناعية الجيدة.

6) انتظام الرضاعة الطبيعية في رمضان خاصة في حديثي الولادة خلال الشهر الأول يضمن الحفاظ على الرابطة العاطفية بين المولود وبين الأم.
.jpg?_mhk=2e4a053f4b14258be2dd22ada775a307563368c15e853153f1a94dfac6d174d030aa35e3c3db7ccb6ee0d26101b327a5' align='center' />
337780
aa0000">نصائح غذائية للرضاعة الطبيعية في رمضان:
هناك العديد من المبادئ التي يضمن اتباعها خلال شهر رمضان سلامة الأم المرضع وطفلها الرضيع وتشمل

1) احرصي على معرفة رأي الطبيب المتابع لحالتك بشأن الصيام لحالتك الصحية.

2) احرصي خلال فترة ما بعد الإفطار على تناول كميات كافية من السوائل على مدار ساعات الليل.

3) احرصي على زيادة نسبة الكاربوهيدرات في طعامك.

4) احرصي على دمج الخضروات الطازجة والفواكه في تغذية ما بعد الإفطار لإمدادك بالفيتامينات والأملاح المعدنية.

5) احرصي على شرب الألبان بانتظام لإمداد الجسم بالكالسيوم.

6) احرصي على حصول طفلك على رضعات كافية على مدار اليوم.

7) انتبهي لعلامات نقص تغذية الطفل والجوع المتكرر مثل البكاء الدائم وفقدان الوزن السريع.

قائمة طعام الأم المرضع في رمضان:
يجب ألا تخلو قائمة طعام الأم المرضعة في رمضان من هذه المكونات حرصًا على إمدادها بالعناصر الغذائية التي تحتاجها:

1) الكاربوهيدرات: أهم أنواعها الكاربوهيدرات المعقدة التي تضمن إعطاء الجسم طاقة لعدة ساعات ومصادره: الأرز، المعكرونة، القمح، الفول، البقوليات.

2) الكالسيوم: يمثل الكالسيوم مكون أساسي في لبن الأم؛ لذا ينبغي تعويضه بكميات كافية حتى لا يؤثر على صحة عظام الأم، ومصادره: اللبن، البيض، منتجات الألبان.

3) الزنك: أظهرت الأبحاث الطبية أن عنصر الزنك يلعب دورًا مهمًا في تعزيز كفاءة الذاكرة، ومصادره: جنين القمح، الزبادي، الكبدة.

4) الماغنسيوم: يعتبر الماغنسيوم مكونًا أساسيًا في العديد من الإنزيمات المنظمة للعمليات الحيوية في الجسم، ومصادره: اللوز، السبانخ، الفول السوداني، حليب الصويا، الأفوكادو، الموز.

5) الخضروات والفواكه الطازجة: تمثل الخضروات والفواكه الطازجة بتنوعها مصدرًا لكافة الفيتامينات والأملاح المعدنية اللازمة لصحة الجسم، ويجب حصول الأم المرضعة على أنواع مختلفة من الخضروات والفواكه كل يوم في رمضان بكميات مناسبة لوزنها وحالتها الصحية يضمن حصول الجسم على كميات كافية من الفيتامينات المختلفة.

6) العصائر الطازجة: عصائر الفواكه الطازجة تمثل بجانب الماء مصدرًا جيدًا لتعويض السوائل المفقودة من الجسم خلال فترة الصيام.

هل يجوز لي الإفطار في رمضان بسبب الرضاعة الطبيعية؟
بداية وبشكل مختصر- مع تأكيدنا على أهمية الحصول على رأي متخصص ديني – فإنه من الناحية الدينية يوجد "رخصة" للسيدة المرضعة بالإفطار في رمضان إذا شعرت أن الصيام يمثل خطورة على سلامتها أو سلامة طفلها، أما السيدة المرضعة التي لا تعاني من أي مشكلات فيجب عليها الصيام.

أما من ناحية الطبية – وهذا موضع حديثنا – فإن هناك العديد من العوامل التي تحكم قرار توجيه الأم المرضعة لوجوب إفطارها من الناحية الطبية أو خطورة الصيام عليها، ومن أهم هذه العوامل:

1) تقييم الطبيب المتابع للحالة الفردية لكل سيدة مرضعة.

2) الحالة الصحية العامة للأم المرضعة.

3) الحالة الصحية العامة للطفل الرضيع.

4) وجود مضاعفات في فترة النفاس من عدمه.

5) ضمان عدم تلوث البدائل الغذائية الصناعية التي يمكن للرضيع الحصول عليها.

6) موعد شهر رمضان بالنسبة لعمر الرضيع؛ حيث إن الست أشهر الأولى يكون فيها الحفاظ على الرضاعة الطبيعية أولوية قصوى.

7) موعد شهر رمضان بالنسبة لفصول السنة وساعات الصيام.

8) انتظام الأم على أدوية معينة يجب تناولها خلال النهار من عدمه.

9) مرور الطفل بأي أزمات صحية تتطلب نظام تغذية دقيق.

10) عمل تجربة صيام ليومين أو ثلاثة أيام و تقييم أثرها على الأم المرضعة وطفلها.

وعلى أساس التقييم التفصيلي لكل هذه العوامل يقوم الطبيب المتابع للحالة بتوجيهها لما إذا كانت حالتها الصحية تسمح بالصيام أثناء الرضاعة أم لا.

وهكذا يتضح لنا كيف يمكن التعامل مع موضوع الرضاعة خلال شهر رمضان المبارك من خلال التقييم العلمي الواعي والدقيق، والذي يضمن الحفاظ على سلامة الأم والطفل، مع خالص تمنياتنا بصوم مقبول، وأمومة سعيدة.