الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

تطور كرة السلة الفلسطينية بين الحقيقة والوهم

نشر بتاريخ: 25/06/2015 ( آخر تحديث: 25/06/2015 الساعة: 13:22 )
تطور كرة السلة الفلسطينية بين الحقيقة والوهم
بقلم : كريم عدلي شاهين

تأهل منتخب كرة السلة الفلسطيني لنهائيات امم اسيا في الصين يعتبر انجاز عظيم غير مسبوق، ولكن حسب التحليل والتقييم الواقعي، فقد كان السبب الرئيسي لهذا التأهل هو وجود 3 لاعبين مميزين من خارج الدوري مثل احمد هارون وعماد قحوش وجمال ابو شماله "الذي لعب فترة قصيرة سابقا في الدوري الفلسطيني عندما كان الدوري في قمته" اضافة الى لاعب سوبر ستار هو سني سكاكيني الذي اكتسب خبراته من الدوري الاردني واللبناني والصيني، فهذا التأهل لا يعكس ويعني ان هناك تطورا في كرة السلة الفلسطينية كما يرى البعض، فهذا تطبيل وتغييب للحقائق.

ولكي نستطيع التقييم بشكل موضوعي وهادف، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار ونسلط الضوء على معطيات وارقام معينة على المستوى المحلي خلال هذا الموسم والذي قبله،

• لا يوجد نظام داخلي للاتحاد ولوائح عامة شاملة للبطولات والمسابقات، لا يوجد اداريين فنيين ومؤهلين، خلل وتخبط بالعمل الاداري والفني، افتقاد للجان العاملة، ضعف وغموض التعليمات، انسحابات عديدة، ضغط شديد وتأجيل مباريات.
• دوري الدرجة الممتازة والاولى هبط مستواهما على جميع المستويات وخاصة المستوى الفني للفرق، وعدم ظهور او اكتشاف لاعبين شباب او ناشئين مميزين او حتى جيدين في الدوري، وضعف الاقبال الجماهيري بالنسبة للسابق.

• عدد اللاعبين الممارسين للعبة كرة السلة قليل جدا بسبب عدم نشر اللعبة، اضافة الى قلة عدد اللاعبين في الاندية والتي تزيد عن 40 ناديا حسب ما هو مسجل في الاتحاد، فعدد اللاعبين في كل نادي يجب ان لا يقل عن 60 لاعب عدا عن اللاعبات في الاندية النسوية فالكثير من الاندية عدد لاعبيها لا يتجاوز 20 وهناك اندية لا يزيد عدد لاعبيها عن 10، مع عدم اغفال وجود قلة من الاندية التي لديها فئات عمرية ناشئة.

• لا يوجد اي دوري او مسابقات للفئات العمرية الناشئة المختلفة، لان الاندية بشكل عام قاعدتها الناشئة ضعيفة جدا، ودوري ضعيف مختصر للفتيات كانت نتيجته مشاركة بطل الدوري سرية رام الله ببطولة غرب اسيا وتلقى خسائر قاسية.

• عدم وجود اي منتخب للفئات العمرية الناشئة نتيجة الاهمال الشديد في السنوات الاخيرة من الاندية والاتحاد بعدم تنظيم دوريات، وايضا لا يوجد أي منتخب للفتيات بسبب ضعف اللاعبات الفلسطينيات لعدم الاحتكاك وانتظام الدوريات.

• لم تقام اية دورة تدريبية رسمية للمدربين او غيرهم ولم يرسل اي مدربين لدورات تدريبية رسمية.
• لا يوجد اي مدرب فلسطيني معتمد من الفيبا، ولا يوجد تصنيف للمدربين.
• لا يوجد الا حكم دولي واحد، ولا يوجد تصنيف للحكام.
• لا يوجد اي مراقب فني دولي، و لا يوجد اي مراقب فني محلي مؤهل باستثناء واحد.

• لا يوجد اي طبيب مختص بكرة السلة او حتى معالج طبيعي، لا ضمن طاقم الاتحاد ولا حتى مع الاندية العريقة.
• الصالات الخمسة التي يلعب عليها الدوريات اصبحت غير صالحة فارضية ثلاثة منها الجلدية اصبح عمرها 16 عاما ولم يتم تجديدها باستثناء صالة العمل ، وساعات التوقيت وخصوصا ساعة 24 ثانية لا تعمل بشكل يتوافق مع القانون الدولي.

يجب ان لا نسلط الضوء فقط على التأهل وعلى انهاء دوري الممتازة والاولى والفتيات والذي انتهى بطريقة صعبة تخلله العديد من الانسحابات وتأجيل مباريات وقرارات مؤجلة وظالمة لا تتطابق مع القانون الدولي وغيره من المخالفات.

من هنا يجب ان تطغى الواقعية على التقييم والتحليل وعدم الانجرار وراء العواطف بان كرة السلة الفلسطينية تطورت مع وجود هذه النواقص والتي يعتبر جزءا كبيرا منها نواقص مفصلية ومرتكزات رئيسية في تطوير لعبة كرة السلة.

فاين هذا التطور الذي يتغنى به الاتحاد وغيره في وسائل الاعلام والذين لديهم رؤية ضيقة بان التأهل الى امم اسيا هو تطور كبير في مستوى كرة السلة الفلسطينية.

من المتوقع ان يكون المنتخب الفلسطيني الحالي طفرة لن تتكرر لوجود لاعب يرتكز عليه المنتخب بنسبة تصل الى 40-50% ومن الصعب جدا تكرار مثل هذا اللاعب في السنوات القادمة. لذلك يجب العمل على خطة طويلة الامد من اجل الاستمرارية وليست على خطة اعداد المنتخب من اجل المشاركة في الصين فقط والتي ستكون مهمة صعبة جدا.

يجب استغلال فرصة التأهل التي سيكون من الصعب جدا تكرارها خاصة في ظل النظام الجديد للبطولة الذي سيلغي البطولات الاقليمية مثل غرب اسيا والخليج وسيصبح النظام في عام 2017 نظام مجموعات للتأهل الى امم اسيا.