ستراسبورغ – معا- شارك الوفد الدائم للمجلس التشريعي الفلسطيني برئاسة النائب د. برنارد سابيلا وعضوية النائب د. نجاة الأسطل وإبراهيم خريشه الأمين العام في جلسات الجمعية البرلمانية واجتماعات اللجان التابعة لها.
وتابع الوفد حضور الجلسات العامة والتي شملت لغاية الآن في مناقشتها العامة حضور السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة حيث ألقى خطاباً تناول فيه جهود الأمم المتحدة في تقديم الدعم والمساعدة للدول والشعوب المنكوبة وعملها في مواجهة العنف والتطرف المتصاعد والحد من التهديد الإرهابي والمعايير الأمنية والتدخل العسكري، وشدد على ضرورة ايجاد حل للمهاجرين عن طريق اصدار تأشيرات سفر وتوفير العمل والمسكن، كما أجاب على عدد من أسئلة النواب حول عدد من القضايا.
وفي كلمته باسم الوفد الفلسطيني، توجه د. برنارد سابيلا بجملة من الاسئلة للسيد بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة قائلا: فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولم تؤت الجهود المبذولة في السنوات العشرين الماضية ثمارها للتوصل إلى أية تسوية عن طريق التفاوض. ألم يحن الوقت للأمم المتحدة لدعم الشرعية الدولية والاعتراف بدولة للفلسطينيين من خلال قرار مجلس الأمن المناسب؟ وما هو رأي الأمين العام في جهود السيد فابيوس وزير خارجية فرنسا وهل ستثمر في هذا الصدد؟ وكيف يمكن أن تضمنوا تنفيذ استنتاجات التقرير الأخير عن غزة من قبل الأمم المتحدة؟
وقال سابيلا في داخلته خلال المناقشة العامة للجمعية البرلمانية حول التجديد لعضوية برلمان المملكة المغربية في برنامج الشراكة من أجل الديمقراطية: إن برنامج الشراكة من أجل الديمقراطية هو برنامج مرافقة وليس للحكم على الشركاء من دول جنوب المتوسط، ويهدف هذا البرنامج لتطوير نظم الحوكمة لمنفعة كل المواطنيين بدون إستثناء، كما وشجع هذا البرنامج على تخطي التحديات التي تقف عائقاً أمام مجتمع متماسك ومترابط. إن على اوروبا أن تتحمل مسؤولياتها وأن ترافق دول جنوب المتوسط من أجل منفعة تطال جميع المواطنيين والدول سواء في شمال أو في جنوب المتوسط.
وتضمنت مداخلة الوفد الفلسطيني الدائم في الجلسة العامة الى موضوع التقرير الأممي الذي صدر مؤخراً حول إنتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب الأسرائيلية والوضع الإنساني في قطاع غزة، وثمن الوفد الفلسطيني قرار لجنة الهجرة واللاجئين بتخويل السيدة يانسن من السويد النائب في البرلمان السويدي لزيارة غزة للاطلاع على الاوضاع الانسانية وتقديم تقرير بهذا الخصوص للجمعية البرلمانية.
وأشار الوفد الفلسطيني إلى أن المشكلة الأساسية تبقى سياسية وإلى ان فشل المفاوضات خلال الاعوام الماضيه سببه التعنت الاسرائليلي واجراءات الاستيطان.
كما شارك الوفد في حضور اجتماعات لجنة الشؤون السياسية التابعة للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ولجنة الشرق الأوسط الفرعية المنبثقة عنها وتناولت الاجتماعات مواضيع وتقارير عن تطور الوضع السياسي في ايران ومتابعة نقاش تجديد عضوية البرلمان المغربي ودراسة طلب البرلمان الأردني الحصول على تلك العضوية من خلال برنامج الشراكة من أجل الديمقراطية.
وفيما يتعلق بشأن الفلسطيني واستمرار عضوية فلسطين في برنامج "الشراكة من أجل الديمقراطية"، قدم مقرر اللجنة ومبعوثها إلى فلسطين في بعثة تقصي الحقائق الدورية النائب جوردي زوغلا مداخلة شاملة حول الوضع في فلسطين، وحدد خلالها بشكل واضح ان المشكلة الأساسية في فلسطين هي الاحتلال الإسرائيلي الذي أدى إلى الوضع القائم من انقسام وانفصال بين الضفة الغربية وغزة، كما فشلت الولايات المتحدة الأمريكية بإحراز اي تقدم في موضوع المفاوضات واستنئنافها مجدداً. كما قال النائب زوغلا إن من واجبنا العمل مع فلسطين وطالب اللجنة بالسماح له بالتوجه ببعثة خلال الفترة القادمة الى فلسطين.
من جانبه شكر النائب د. سابيلا اللجنة والمقرر على جهودهم، وأوضح أن المشكلة الرئيسية هي سياسية وإننا هنا الآن نشارك في هذا الاجتماع وهناك عدد من زملائنا النواب في المعتقلات الإسرائيلية مثل النائب خالدة جرار عضو الوفد الفلسطيني الى الجمعية البرلمانية إضافة إلى النائب قيس عبد الكريم الذي منعته سلطات الاحتلال من المغادرة ومشاركتنا في هذا الاجتماع وهناك العديد من الأمثلة أيضاً. وأضاف اننا نتطلع بجدية إلى تطوير التعاون مع مجلس أوروبا في نواحي عدة من تدريب وزيارات وعلاقات الصداقة مع البرلمانيين الآخرين.
كما أثنى عدد من النواب الحضور على أهمية وجود علاقة الشراكة مع فلسطين وضرورة تطويرها مثل النائب جوزييت دورييه من فرنسا والنائب كورلاتان من رومانيتا.
من جانبها شاركت النائب د. نجاة الأسطل في اجتماعات لجنة المساواة وعدم التمييز التي ناقشت مواضيع عديدة منها: الإسلام السياسي والتنظيمات الاسلامية وانتماء الشباب لمثل هذه التنظيمات وخطورتها ليس فقط على أوروبا بل على المجتمعات العربية، ومناقشة كيفية إيجاد الحلول ومعالجة ظاهرة التطرف الجديدة. كما ناقشت اللجنة موضوع المهاجرين في العالم وكيفية العمل على شرعية هذه الهجرة ودمج المهاجرين في المجتمعات التي ينتقلون إليها.
كما شارك كل من النائب د. برنارد سابيلا والنائب د. نجاة الأسطل في اجتماع لجنة الهجرة واللاجئين والتي تعمل على إنجاز تقرير حول الوضع الإنساني في غزة، حيث قامت النائب إيفا لينا يانسن بتقديم الطلب للجنة لإنجاز التقرير والذهاب إلى غزة وتمت الموافقة على الطلب.
وفي تعليق د. سابيلا على طلب النائب إيفا لينا يانسن من السويد والعضو في لجنة الهجرة واللاجئين في الجمعية البرلمانية التابعة لمجلس أوروبا لزيارة غزة للاطلاع على الاوضاع الانسانية ولتقديم تقرير للجنة بهذا الخصوص. حيث أكد د. سابيلا على استعداد فلسطين لتسهيل هذه المهمة مذكرأ بأن العقبة الأكبر هي إسرائيل وإمكانية عدم سماحها لمثل هذه الزيارة.
كما أشار د. سابيلا إلى تقرير لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حول زيارة غزة والذي صدر يوم الإثنين في 22 حزيران واقتبس عن السيدة دفيستو مقررة اللجنة حول أن حرب صيف 2014 على غزة ستترك آثاراً سلبية لأجيال عديدة.
ونوه د. سابيلا إلى عدم تحمل إسرائيل لمسؤوليتها في عملية السلام هو السبب وراء تدهور الاوضاع الانسانية وبالتالي فإن الحل على المدى البعيد للقضايا الإنسانية هو في إحلال السلام والاعتراف بحق شعبنا بدولته وبحقوقه الغير قابلة للنقض.
كما اجتمع الوفد الدائم للمجلس التشريعي الفلسطيني مع السيدة آن براسيير رئيسة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، حيث ناقش الوفد قضية النواب المعتقلين وقضية اعتقال النائب خالدة جرار غير الشرعي والخارج عن القانون، بالاضافة إلى منع النائب قيس عبد الكريم "أبو ليلى" من مغادرة البلاد للمشاركة في اجتماعات الجمعية، وشكر الوفد رئيسة الجمعية على مواقفها المساندة والداعمة للقضية الفلسطينية.
وأثنت رئيسة الجمعية البرلمانية السيدة براسيير على مثابرة الوفد الفلسطيني الدائم ومشاركته وحضوره الفعال في جلسات المجلس واجتماعات اللجان، وقالت ان مشاركة الوفد الفلسطيني مثل يجب أن يحتذى به من قبل البرلمانيين الآخريين.
كما واجتمع الوفد مع السيد زولتان تابنر مدير العلاقات الخارجية بحضور بيلار فرناندوز شاو رئيسة قسم برنامج الجوار، حيث ثمن التعاون المشترك بين مجلس أوروبا والمجلس التشريعي في مجال القضاء وبناء القدرات والسلطات المحلية والحوكمة ومكافحة الفساد.
وقد أثنى المسؤولون الأوروبيون على فعالية الدور الفلسطيني في الجمعية البرلمانية ونجاح الشراكة الفلسطينية مع الجمعية البرلمانية. وأن هذا التعاون هو ثمرة الشراكة التي تم تحقيقها في العام 2010 والمتواصلة لغاية الآن.