السبت: 02/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحي الملون.. يبعث الأمل في غزة

نشر بتاريخ: 27/06/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
الحي الملون.. يبعث الأمل في غزة

غزة-معا- داخل أروقة المدينة القديمة بغزة وفي إحدى اقدم حواريها يجذب انتباه الزائر الألوان الزاهية التي تمنح زائر المكان الأمل بالحياة ... فسكان تل الزيتون أو " الحي الملون" كما اصبح يطلق عليه حاولوا من خلال استخدام ألوان الطبيعة إدخال الفرح هناك من خلال تزيين وتلوين منازلهم وشوارعهم بطريقة ملفته للنظر.


الفكرة:
عماد نايف احد أصحاب فكرة تزيين حي تل الزيتون أكد أن هذا العمل كان بمثابة ردة فعل طبيعية لحالة السواد والدمار التي عاشها سكان قطاع غزة العام الماضي في مثل هذه الأيام، وحالة العتمة والغبار والحرب والتفجير، مشددا ان فكرة تلوين الحي شكل ردة فعل نفسية للخروج من الحالة السيئة التي كان يعيشها سكان الحي الذين هم جزء من سكان قطاع غزة.


وأشار نايف الى أنهم ومن خلال فكرة التلوين حصلوا على ردود فعل نفسية خاصة لدى الأطفال الذين ساهموا في تنظيف الحارة وزراعة الأشتال وتزويدها بالمياه، مبينا انها كانت جزء لا يتجزأ من برنامج علاج نفسي يجب ان يخضع له الصغير والكبير في قطاع غزة.


وبدأت فكرة تلوين الحي عندما بدأ جارهم أبو عبد الله الصعيدي بتبيض منزله من الداخل بألوان مبهجة وبادر أربعة من سكان الحي هم بالإضافة إلى نايف والصعيدي المواطنان احمد الحداد ومحمد نايف بتبني الفكرة وبأشياء رخيصة الثمن أعطت مظهر جمالي رائع جدا ثم تطورت الفكرة إلى تجميل باقي البيوت.

وأوضح نايف أنهم استطاعوا باستخدام الخشب وقطع البلاستيك وجرادل معجون الجلي من تزيين الحارة، مبينا أنها أعطت منظر جمالي يتمنى أن يرى هذا المظهر في كافة شوارع وحواري قطاع غزة.


علاج نفسي:
تفاعل سكان الحي مع الفكرة فبدأ الصغير والكبير بالتلوين والتزيين والرسم وعمل الأشغال اليدوية بأبسط المواد المتوفرة حتى بات من يقطن خارج الحارة يوفر لهم ما تيسر له من مواد يمكن استخدامها في التزيين في مشهد اجتماعي إنما يدل على الترابط الاخوي والتعاون الذي يجمع سكان الحي منذ عشرات السنين.


ميس نايف " 19سنة "إحدى المشاركات في تلوين الحي ومن سكانه اعربت عن فرحتها بالتحول الذي حصل للحي، مبينة أن هذه الالوان لم تضف منظرا جماليا فقط وانما ساعدت في تحسين الحالة النفسية لدى الاطفال وتحويلها من حالة سلبية الى ايجابية.


وتقول نايف :"في مثل هذه الأيام كنا نعيش الحرب والدمار وليس بعيدا عن حينا كانت تنهال علينا القذائف والكل تأثر بالحرب البشعة التي شنت ضدنا فأحببنا أن نغير من معالم الدم التي سكنت بجوارنا بمعالم الفرح، وتساءلت نايف:"لماذا لا يكون كل حائط في قطاع غزة ملون لادخال البهجة الى نفوس الكبار والصغار".


وبينت نايف أن المبادرة ساعدت الأطفال على التفكير بطريقة ايجابية في كيفية المحافظة على نظافة المكان والاعتناء بالنباتات وعدم رمي القمامة في المكان في محاولة منهم للحفاظ على جمال المنطقة.

احياء غزة بالالوان:
مبادرة الأهالي لتلوين الحارة لم تقف عند حدود البيوت الداخلية فأراد سكان الحي تلوين الشارع من الخارج إلا أن ضعف الإمكانيات حدد طريقة عملهم فتقدموا بطلب تعاون مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي لتبني فكرة تلوين الشارع الخارجي فحصلت مبادرتهم على المرتبة الأولى من بين عشرات المبادرات وقام عدد من النشطاء بتلوين وزخرفة الشارع من الخارج.


داليا عبد الرحمن فنانة تشكيلية ومنسقة المبادرات الفنية في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي أوضحت أن مبادرة تلوين تل الزيتون هي إحدى مبادرات مشروع بناء الأمل الذي تنفذه مؤسسة تامر ويتكون من خمس مبادرات فنية تختص بفن الشوارع أو الفن التشكيلي حيث تم تزيين الجدران بالألوان المفرحة الزاهية وبعض الرسومات والزخارف والورود التي تعطي للمكان حياة بشكل اكبر.


وحول الرسالة التي حملتها هذه الألوان والرسوم قالت عبد الرحمن "أن غزة مازالت حية بأهلها غزة مش ركام ودمار وحرب وفيها أمل وشعبها بيحوا بالألوان"، كما تقول مبينة انهم حققوا نجاحا ولو بسيطا بتلوين الميناء وكرفانات خزاعة.


وعن استمرار المشروع بينت عبد الرحمن انه يتكون من خمس مبادرات فردية اولها تلوين تل الزيتون وتلوين جزء من مخيم الشاطئ وهناك مبادرتان ستنفذان قريبا لتلوين المنتزه البحري ومنتزه الشجاعية.


ويأمل سكان الحي الملون أن تنتشر فكرتهم ليس فقط في مناطق قطاع غزة حيث انتقلت الفكرة إلى مخيم الشاطئ وإنما أيضا إلى مدن الضفة الغربية وكل فلسطين مؤمنين أن فلسطين جميلة وستزداد جمالا بالألوان.


تقرير هدية الغول