الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسلحة الإسرائيلية في الدول العربية

نشر بتاريخ: 27/06/2015 ( آخر تحديث: 30/06/2015 الساعة: 11:29 )
الأسلحة الإسرائيلية في الدول العربية
بيت لحم- معا- تحولت غرفة طعام في فندق" هوستنيان" في مدينة "هيوستن" بولاية تكساس الأمريكية إلى ما يشبه القصر الباكستاني الرائع والمترف حيث تحلق رؤساء شركات النفط الكبرى في تكساس وعضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي "تشارلي فيلسون" الذي أدار محادثة مفاجئة مع ضيف الشرف على هذا الحفل الرئيس الباكستاني "ضياء الحق" الذي حكم باكستان وقاد جيشها لمدة 11 عاما حتى وفاته عام 1988.

"هل توافق على إجراء مفاوضات مع الإسرائيليين تتعلق بمبيعات الأسلحة؟ سأل عضو الكونغرس الرئيس الباكستاني وحدثه عن مخازن الأسلحة
السوفيتية الهائلة التي صادرتها إسرائيل من منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكدا أنه يحاول إقناع السي أي ايه بشراء الأسلحة السوفيتية من إسرائيل وتحويلها الى المجاهدين الأفغان عبر باكستان.

وكان "ضياء الحق" براغماتيا كعادته فرد مبتسما "فقط إياك وان ترسم نجمة داود على صناديق السلاح"، وفقا لما قاله الكاتب الأمريكي "جورج كرييل" في كتابه "حروب تشارلي فليسون" الذي قدم فيه وصفا وافيا لمبيعات الأسلحة الإسرائيلية إلى باكستان بداية ثمانينيات القرن الماضي حيث كان "ضياء الحق" بحاجة ماسة لمنظومات الرادار إسرائيلية الصنع الخاصة بطائرات F-16.

وعلم "يلستون قبل شهر من هذا الاجتماع ان إسرائيل تقوم بتطوير الدبابات السوفيتية من طراز T-55 لصالح الصين التي اشترت الدبابات المحسنة من اجل باكستان وحين شاهد "فيلستون" هذه الدبابات في العاصمة الباكستانية إسلام أباد فهم وأدرك قواعد اللعبة، واقترح على ضياء الحق عقد صفقات أخرى مشابهة مع إسرائيل.

وشعر عضو الكونغرس المذكور بالحماسة وكان مصمما على إتمام هذه الصفقات فسار إلى إسرائيل والتقى مع صديقه "تسفي رفيح" الذي يعتبر "لوبي" الصناعات الأمنية الإسرائيلية في واشنطن وكذلك مع صديقته القديمة الممثلة "غيلا المغور" وصديقه "كارول شأنان" التي رافقته في زيارته إلى إسرائيل وقالت للكاتب كرييل "ان فيلستون تحدث خلال الرحلة إلى إسرائيل عن دبابات T-55 وصفقات أخرى سرية مع باكستان وانه كان واثقا من قدرته على القيام بما عجز عنه الآخرون".

وطلب " فيلستون" من الصناعات الأمنية الإسرائيلية تطوير منظومة دفاع ضد خطر المروحيات وبيع هذه المنظومة إلى باكستان "انتم يهود أذكياء حاولوا تطوير منظومات دفاعية وأنا سأقنع البنتاغون بتمويل أعمال التطوير" قال خلال جولته في مقرات الصناعات العسكرية الإسرائيلية.

وحاول بعد ثلاثين عاما من هذه الواقعة تقريبا "تسيفي رفيح" التنصل من هذه الأقوال والادعاء بعدم وجود مبيعات أسلحة إسرائيلية إلى الباكستان، وقال وفقا لموقع "nrg" الناطق بالعبرية الذي نشر التحقيق اليوم السبت "لم أكن على علاقة ببيع أسلحة إلى الباكستان وأنا لا اعرف شيئا عن علاقة تشارلي في هذا الأمر".

توفي "جورج كرييل" الذي كان منتجا ومخرجا كبيرا في شبكة "سي بي اس" الأمريكية قبل 7 سنوات فيما توفي "فيلسون" قبل 3 سنوات وجسّد الممثل الأمريكي "توم هنكس" شخصية "فيلستون" في فيلم تناول قصة حياته تحت اسم "حروب تشارلي فيلسون" رأى النور عام 2007.

وقال احد تجار الأسلحة الإسرائيليين "يوجد لدينا جذور جدية وقوية في باكستان منذ زمن الحكم العسكري ولا زال هناك العديد من الجنرالات الذين عرفوا جيدا شخصيات من الجيش الإسرائيلي".

سيف ذو حدين
احتلت اسرائيل وفقا لمعطيات وكالة المعلومات الأمنية "جينس" لعام 2012 المرتبة السادسة عالميا في مجال تصدير الأسلحة محققة مبيعات بقيمة 2:4 مليار دولار لتأتي بعد الولايات المتحدة التي حققت مبيعات بـ 28 مليار، روسيا 10 مليار، فرنسا ،4:2 مليار، بريطانيا 4 مليار، ألمانيا 3 مليارات دولار.

وارتفع حجم الصادرات العسكرية الإسرائيلية عام 2008 بنسبة 74% بسبب صفقات أسلحة إسرائيلية هندية فيما أشارت وكالة "جينس" إلى احتلال إسرائيل المرتبة الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة في مجال بيع الطائرات دون طيار مع توقعات باحتلال إسرائيل المرتبة الأولى في هذا المجال.

"باعت إسرائيل الرسمية وتجار أسلحة من القطاع الخاص خلال السنوات الماضية أسلحة وتجهيزات عسكرية وأمنية إلى كافة دول العالم تقريبا باستثناء ربما إيران والعراق حيث باع الإسرائيليون الأسلحة إلى الصومال حيث تسيطر المنظمات الإرهابية المسلحة والى حركة طالبان والإمارات العربية المتحدة والسودان وسيرلانكا المتعاونة بقوة مع إيران وحتى باعوا الأسلحة إلى إيران ذاتها" قال تاجر أسلحة إسرائيلي قديم حسب توصيف الموقع الالكتروني "nrg".

وفقا لتقرير صادر عن المجلس البريطاني للإعمال والتحديثات والعلاقات المسؤول عن مراقبة الصادات الأمنية البريطانية باعت إسرائيل خلال العامين الماضيين مصر والمغرب منظومات حرب الالكترونية، فيما باعت الجزائر رادار وأجهزة اتصالات وأجهزة ملاحة ومنظومات مراقبة، وباعت الإمارات العربية المتحدة رادارات ومنظومات مضادة للصواريخ لتعود مرة أخرى إلى باكستان عبر بيعها منظومات للحرب الالكترونية.

ولجأت وزارة الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الباكستانية إلى نفي ما جاء في التقرير الذي نشرته قبل أيام صحيفة "هأرتس" الإسرائيلية.

وقال الكاتب الإسرائيلي "اهرون كلايمان" في كتابه "سيف ذو حدين" نقلا عن وزير التجارة السابق "غدعون بات" قولها عام 1983 "المبدأ الأساسي الذي حكم قرارات بيع الأسلحة وتجارة الأسلحة هو حظر بيع أسلحة لدول معادية واتخاذ أقصى إجراءات الحيطة والحذر لمنع وصول أسلحة ومعدات حساس للأيدي غير المناسبة".

"ويبدو مبدأ" بات" هذه الأيام كمبدأ ساذج منفصل عن الواقع لا ينظر إليه احد فمنذ توقيع اتفاقية أوسلو وأنا أتجول في عواصم الدول العربية والإسلامية وأبيعها الأسلحة والتجهيزات الأمنية فمن السهل جدا الوصول إليهم بل يمكن القول عمليا بانهم هم من يصلون ألينا عبر عملاء ووكلاء بريطانيين وفرنسيين فيما نلتقي بهم في المؤتمرات والاجتماعات الدولية فعلى سبيل المثال تواجدوا جميعهم الأسبوع الماضي في صالون باريس الجوي بما يف ذلك ممثلين عن الدول العربية " قال احد منتجي التجهيزات الأمنية الإسرائيليين.

وأضاف "بعدد إجراء الاتصال الأولي نتبادل الكلمات المشفرة "رموز" وحتى الإرهابيون يشفرون رسائلهم بهذه الطريقة وأنا شخصيا لم اشعر أي مرة بالخوف من الاتصالات مع الدول العربية من ناحيتي التجول في إفريقيا أو أمريكا الجنوبية مخيف أكثر من التجول في الدول العربية، حتى انك لا تشعر بأنك قد وصلت إلى دولة عربية حيث يوجد هناك مطارات متطورة وحديثة وفنادق بدرجة 5 نجوم لا يوجد فرق بين البقاء في الدول العربية أو السفر إلى أوروبا وفي بعض الأحيان نلتقي في لندن أو باريس ومثلنا تماما يحبون هم أيضا "العرب" أوروبا والحساسية الوحيدة في الاتصال معهم تكمن في فرصة شرائهم الأسلحة والتجهيزات التي اعرضها عليهم فقط فهناك الكثير من الوكلاء يتحدثون مع منتجين مثلي لكن عدد قليل من الصفقات يجري توقيعها".

واختتم منتج الأسلحة الإسرائيلي بالقول إن جميع الصفقات ابرمها بعد حصولي على مصادقة وزارة الجيش وبشكل عام لا أواجه مشكلة في الحصول على هذه المصادقة لان حكومة إسرائيل لها مصلحة في الحفاظ على العلاقات والاتصالات بالدول العربية.