بقلم : عمر الجعفري
المحرر الرياضي
الامسيات الرمضانية التي تشهدها ملاعبنا المعشبة ، وحتى الترابية منها ، والمسابقات الثقافية في هذا الشهر ، جديرة بالاحترام والتقدير ، فمن خلالها يحاول ابناء شعبنا ان يعيشوا حياتهم التي تفتقر الى العديد من وسائل الراحة والترفيه ، فلا بحر عندنا ، ولا برك سباحة ، وحتى المتنزهات قليلة ، وان كانت متوفرة لا يستطيع الفقراء دخولها لارتفاع اسعارها .
سنويا ، يتجمع الشباب في الحارات ، وفي الازقة ، في ملاعب الاندية ، وان لم تتوفر في ملاعب المدارس ، وينظمون بطولات رمضانية ،وخاصة في اللعبة الشعبية " كرة القدم " وتأخذ هذه البطولات اسماء مختلفة لكن مظمها ، تحمل اسماء شهداء الوطن او تضامنية مع الاسرى .
لهذا هذه الامسيات يضع منظموها نصب اعينهم هدفين :الاول رياضي ، والثاني وطني .
ففي سلفيت دوري اسرى الحرية التي تنظمه حركة فتح في المدينة والذي يشهد اقبالا غير مسبوق تنظيما وادارة وحضورا .
وفي بيت ساحور تتجمع عائلات المدينة المسيحية والاسلامية في منطقة قريبة من معسكر للجيش الاسرائيلي " عشر غراب " ليقولوا للمحتل اننا مزروعون هنا كشجر الزيتون ، يتجمعون بالمئات في امسية رمضانية تحمل اسم عائلات بيت ساحور ، والمشهد يتكرر سنويا .
وفي ابداع بمخيم الدهيشة اصبح دوري القرى المهجرة الثقافي تقليدا سنويا حيث سمت الفرق نفسها باسماء القرى التي هجروا منها ، وتلاقي هذه المسابقة الثقافية اقبالا واسعا وحضورا لافتا والمشهد يتكرر سنويا .
وما ادهشني حقا ، هو هذه الاعداد الكبيرة من المشجعين ، الذي يحضرون للتشجيع ، ومؤازرة الفرق المختلفة ، حتى وصل العدد في بعض القرى عدة بالمئات .
فنحن شعب يحب الحياة ما استطاع اليها سبيلا .