القدس- معا -كان سحور عائلة الشهيد عدي أبو الجمل عبارة عن وجبة من الخوف والرعب، وبداية يوم صوم جديد مغمسا بالالم والمعاناة.
فقوات الاحتلال التي لا تعرف معنى للرحمة في شهر الرحمة اقتحمت منزل عائلة الشهيد عدي أبو الجمل بالتزامن مع موعد السحور، وطوقت المنطقة لساعات قبل أن تذيقهم مرارة القسوة والعنصرية.
وتقول والدة الشهيد أبو جمل لوكالة معا:" قوات كبيرة طرقت باب المنزل، وخلال دقائق اقتحموه وانتشروا في غرفه، بمساندة الكلاب البوليسية، لم تسمح القوات لنا تبديل ملابسنا وأخذ إغراضنا واحتياجاتنا الضرورية ، واحتجزونا في المطبخ ومنعونا من الحديث سوياً، وخلال ذلك تعمدوا تدمير أثاث المنزل وتخريبه قبل إخراجه ومصادرته في شاحنة كبيرة ، إضافة إلى إتلاف الخضراوات والفواكة وتكسير أواني وزجاج المطبخ."
وأضافت والدة الشهيد عدي:" سمحت لنا القوات بأخذ دواء والد عدي فهو يعاني من أمراض بالقلب، ثم أجبرونا على الخروج من المنزل، "لتنفيذ هدمه كما أخبرونا"، وشاهدنا نقل الأثاث من المنزل إلى شاحنة ضخمة ثم إعادته وألقته في الساحة الخارجية."
وتابعت :" بعد إخلاء المنزل شرعت القوات بتكسير نوافذه ووضع الألواح الحديدية لإغلاق الأبواب والنوافذ، واستمرت العملية عدة ساعات.
عقوبات جماعية على عائلة ابو جمل
وتقول والدة الشهيد عدي لوكالة معا:" منذ استشهاد عدي وغسان ونحن نعيش في حالة قلق وتوتر وترقب، فملاحقات أفراد العائلة مستمرة ، بقرارات مختلفة من المسئولين والسلطات الإسرائيلية، من منع تسليم الجثمان والتهديد بدفنهما بمقابر الأرقام ثم الاشتراط بدفنهما خارج حدود القدس، وقرار هدم المنزلين، وقرار بترحيل زوجة الشهيد غسان وحرمان أطفاله من حقوقهم ومستحقاتهم، إضافة الى اقتحام المنزلين بين الحين والأخر، والذي كان آخره مطلع الأسبوع الجاري.
وتقول والدة الشهيد عدي مستغربة من إصرار حكومة الاحتلال على "معاقبة الحجر" :" للشهيد عدي غرفة واحدة في المنزل البالغة مساحته 300 متر مربع، لكن الاحتلال قرر وأغلق اليوم المنزل بأكمله فهو يريد معاقبتنا، لكننا نقول اليوم نحن نفتخر بما قدمه أبنائنا نفتخر بنضال عدي وغسان وإغلاق او هدم المنزل لن يثنينا عن صمودنا في المدينة."
وقالت:" ان أكثر ما يؤلمني هو حرماننا من ذكريات عدي في منزلنا في غرفته وسريره... طوال الأشهر الماضية كانت روح عدي في المنزل بالكامل."
ولفتت ام عدي أن العائلة أخلت المنزل بعد المصادقة على قرار هدم "منازل شهداء القدس" أواخر عام 2014، وقالت :"لمدة 3 أشهر تنقلنا من منزل الى آخر خلال ذلك، ثم اضطررنا للعودة والعيش فيه لعدم وجود مأوى آخر لنا."
رمضان وغيان عدي وغسان عن مائدة الإفطار
وعن شهر رمضان وغياب "غسان وعدي" عن مائدة الإفطار تقول والدة الشهيد غسان لوكالة:" عشنا لحظات وأيام صعبة منذ بداية شهر رمضان، فغيابهما عنا لم يكن بالشيء السهل، ذكرياتهما معنا رمضان الماضي كانت حاضرة ومؤلمة.
وتضيف والدة الشهيد غسان:" أشقاء غسان وعدي في الأيام الأولى من الشهر الفضيل، خاصة موعد الافطار لم يستطيعوا الجلوس معنا وهم ينظرون الى مقاعد الشهداء، فاتفقنا ان يتناول شباب العائلة الطعام يوميا في منزل الشهيد "غسان" علما ان منزله تم اخلائه بعد قرار الاحتلال بهدمه، لكن تحسنت نفسيتهم خلال الأيام الماضية، الا ان الاحتلال يريد ملاحقتنا في هذا الشهر، باقتحام واغلاق منزل عائلة الشهيد عدي."
وتضيف:" غابت زينة رمضان عن حارات ومحيط منزل الشهيدين، وغابت مظاهر الشهر بالكامل عنا، واليوم حاولنا إدخال الفرحة على قلوب النساء واطفال العائلة بدعوتهم إلى طعام الإفطار و"لم العائلة"، وقمنا بتجهيز ما يلزم لذلك ، الا ان الاحتلال فاجئنا بموعد تنفيذ "إخلاء منزل عائلة عدي وإغلاقه".
اغلاق منزل الأجداد لن يقلع جذور العائلة من القرية
الحاج داود أبو جمل – عم الشهيدين غسان وعدي- يستذكر ذكريات اسرته في منزل عائلة الشهيد عدي ويقول لمعا:" منزل والد عدي هو منزل العائلة، قائم منذ عام 1936، ولدنا وتربينا وعشنا فيه نحن وأولادنا وأحفادنا، والاحتلال يريد معاقبة عدي وعائلته بالكامل لكننا نقول اليوم :"نحن أصحاب الأرض وجذورنا ممتدة هنا منذ عشرات السنين، هدم أو تدمير منزل لن يغير التاريخ، والاحتلال يعاقب ذاته ويفضح سياسته العنصرية و"ادعائه الديمقراطية" أمام العالم.
تقرير ميسة ابو غزالة