الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 02/07/2015 ( آخر تحديث: 02/07/2015 الساعة: 10:55 )
محطات من دورينا
بقلم: صادق الخضور
لا يختلف اثنان على أن العقوبات المتخذة بحق عدد من اللاعبين من لجنة الانضباط في الاتحاد مبررّة، فتلبية نداء المنتخب واجب وطني بامتياز، والاتحاد من جهته حرص دوما على توفير كل متطلبات اللاعبين بل وكافأهم بعد الفوز بلقب التحدّي، لكن توقيت العقوبات خاصة التأخر في الإعلان عن تلك المترتبة على المشاركة في نهائيات كأس أمم آسيا أثار الاستغراب، وقد عودتنا لجنة الانضباط في الموسمين الأخيرين على التعاطي السريع مع كل حدث في وقته، ومن هنا، فإن العقاب والثواب كمبدأ يجب أن يفعّل، لكن وبما أنها العقوبات طالت أندية لا علاقة لها بمواقف اللاعبين فإن الأمر بحاجة إلى وقفة.
في النهاية؛ الاتحاد محق، وهو لم يقصر مع اللاعبين، وهنا نتحدث عن طرفين، فجاءت العقوبات لتعزز دخول طرف ثالث على الخط وهو الأندية.

الترجي، يطا، دورا، المكبر........والقائمة مرشحة للتصاعد
دورا يعاني من فراغ إداري، ويطا لا زالت تبحث عن العودة للمسار، والترجي يواجه مغادرة عدد من اللاعبين قبل بدء الموسم في ظاهرة لم يعتد عليها متابعو فريق الواد الذي صنعت عائليته تاريخا زاهيا، والمكبر يعاني الأمريّن.
في الحديث عن مشكلات الأندية، يجب التنبّه إلى أن الأندية التي تلجأ للخيار الفردي في حل مشكلاتها وتمضية موسمها لا تظفر بالاستدامة، وهذا ينطبق على سبيل المثال على فريق شباب يطا الذي حظي قبل موسمين برعاية فردية، فحقق إنجازات سرعان ما تلاشت وغابت بغياب الحل الفردي، والحل الفردي مجدٍ في اللعب لكنه غير مجد في الناحية الإدارية، وهي تتطلب جماعية وحشد كل المقومات للإبقاء على الفرق والأندية نابضة بالعطاء.
في الإدارة الرياضية ومع تطبيق الاحتراف فإن توسيع دائرة الإدارة مع وجود ضوابط تحدد المسؤوليات والمرجعيات يبدو الخيار الأنسب، ولطالما تمنيت أن تتبنى أنديتنا قوائم أعضاء شرف بحيث يكون في كل ناد مثلا مئة شخصية اعتبارية واقتصادية داعمة، يحكم وجودها نظام واضح المعالم لتوزيع العبء بدلا من بقاء الإدارات تحت ضغط توفير المتطلبات.
ما تشهده بعض الأندية من موجة هجرة يؤكد أن ترحيل الأزمات قد يشكل حلّا مرحليا لكنه في النهاية لا يشكل الحل الناجع المطلوب.
عذرا للمصارحة، لكنها مطلوبة، وبالنسبة للمكبر، فإن في النادي بضعة أشخاص لا زالوا يسطرّون الوفاء، وهنا أستحضر القدير أمجد جفال الذي يحاول ويحاول مقدمّا أنموذجا قل نظيره في هذا الزمن، لكن يدا واحدة لا تصفق، وعند المكبر نقطة قوة تحولّت إلى نقطة ضعف وهي جماهيره الكبيرة، التي كانت سببا في حصول النادي على عديد الألقاب حين حضرت، وبات غيابها سببا في التراجع، والحل لمشاكل المكبر يبدأ من جماهيره التي تسبب غيابها لا في إفلاس مادي فقط بل في خسارة الروح، وغياب الحافز لدى اللاعبين.
هي فرصة لتراجع كثير من الأندية سياساتها، وعليها إدراك أن الحل الجاهز والسريع غالبا ما يكون محكوما بنهايات سريعة، وفي ظل حديث بعض الأندية عن خيار اللجوء لأبناء النادي- وهو الحل الأنسب- نستغرب لماذا لا يتم التلويح بهذا الحل إلا في الأزمات!!!!!!! وكم كان عظيما لو كان الخيار مطروحا كإستراتيجية ونهج عمل لا من باب الهروب من الأزمة أو باعتباره محاولة لتبريرها.
بانتظار أن يكون هناك موقف إداري واضح يجمع بين ثلاثة عناصر، العمل الجماعي وتوسيع دائرته إداريا ليكون بالعشرات، وإسناد الجماهير العادية الموجودة بالمئات والآلاف، والتعاطي مع أبناء النادي باعتبارهم خيارا أصيلا لا باعتبارهم ورقة يتم التلويح بها في الوقت الضائع.
كل التوفيق للأندية جميعها، ومن المؤسف أن تتواصل حالة التوهان في كثير من الأندية.

فلسطين الرياضية: طموح وأمل
بانتظار قناة فلسطين الرياضية، وهنا تجدر الإشادة بمستوى التغطية للموسم المنتهي كرويا عبر قناة" فلسطين مباشر"، والحق يقال إن العاملين في هذا الحقل مظلومون إعلاميا، فقد حاواوا وواصلوا العمل، وكانت هناك مواكبة حثيثة للأحداث الرياضية ولدوري المحترفين ولبعض مباريات الاحتراف الجزئي، ولمبريات كرة سلة وطائرة أحيانا.
ودون مجاملة، فإن الجهد المبذول كبير، وقد كانت لي فرصة الإطلالة عن كثب على التحضيرات التي تسبق كل لقاء، وخلاله وبعده، وكذا متابعة مشاركات المنتخب الوطني، وبحقّ؛ فقد كانت تغطية مشاركة منتخبنا الوطني في نهائيات أمم آسيا نوعية لكن ولأن النتائج الكروية لم ترتق لمستوى الطموح، فقد مرّ كثيرون عن تلك التغطية مرور الكرام.
ومع تواتر الأنباء عن قرب الانطلاقة الرسمية للفضائية الرياضية، فالأمل كبير، والثقة بالقائمين على البرامج الرياضية مصدر اطمئنان، وكلنا أمل أن تكون القناة الرياضية منبرا رياضيا فاعلا، وأن يتخلى البعض عن النظرة السلبية أحيانا للتقليل من مستوى ما يتم إنجازه.
كل التحية للعاملين في هذا المجال، فهم جنود مجهولون يستحقون التقدير، وأطيب التمنيات بدوام التوفيق.