غزة - معا - تحت عنوان " التنشئة الإجتماعية وعلاقتها بتوكيد الذات لدى المراهقين الفلسطينيين في قطاع غزة" وبعضوية كل من د.سفيان الأسطل ود.علي نصار من جامعة الأزهر بغزة، وعبر الفيديو كونفرنس المناقش الخارجي د.أنطونيو مانثنيرو من جامعة "Complutense" في مدريد، ناقشت الطالبة فيروز حميد رسالتها القيمة المشاركة في المؤتمر الدولي الثامن لعلم النفس في إسبانيا.
تقول الباحثة والطالبة في جامعة الأزهر فيروز حميد في معرض حديثها "أن سبب إختيار فئة المراهقين إيماناً بأهمية هذه الفئة التي ستمثل المستقبل لذلك لا بد من معرفة الآفاق التي سيحملها المراهقين للمجتمع الفلسطيني في المستقبل البعيد من خلال التعرف على شخصيات صناع مستقبل المجتمع الفلسطيني والتنبأ بما يمكن أن تكون خلال السنوات القادمة".
وأشارت الباحثة فيروز حميد أن العينة طبقت على مستوى قطاع غزة من بيت حانون وحتى ورفح، من خلال المدارس التابعة للحكومة موضحة أن العينة بلغ قوامها 896 شخصا تم أخذها ما بين الصف الثامن الإعدادي وحتى الثاني الثانوي بحيث تتراوح أعمارهم بين 13- 18 عاما.
ونوهت الباحثة حميد أن أهم ما يميز دراستها أنها اتبعت المعايير الدولية كاملة، بحث لم تشتمل على "الفروض" المتعارف عليها في الدراسات العربية، كما أن الاستبيان المستخدم يحمل معاييرا دولية ومطبق على مراهقين غربيين وعربيين على حد سواء كنموذج هذه الدراسة "المجتمع الفلسطيني في غزة"، كما تم البدء بالمنهج العملي قبل النظري، بحيث وفق المنهج النظري مع العملي وفقا لنتائج الدراسة، وأضافت حميد أن دراستها تميزت عن الدراسات العربية بخلوها من أي إقتباس حرفي لأنها اعتمدت كلياً على المراجع الأجنبية الأصلية بعد ترجمتها ومن ثم صياغة المقتبس منها بأسلوبها الخاص.
وأكدت حميد أنه خلال المراحل الأخيرة من دراستها اختيرت رسالتها لتشارك في المؤتمر الدولي الثامن لعلم النفس في مدينة سانتياغو شمال إسبانيا في شهر أكتوبر عام 2014، كما نشر ملخص بسيط من نتائج الدراسة في مجلة علمية صدرت عن المؤتمر وتتبع لدراسات علم النفس في إسبانيا لأنها كانت توافق المعايير الدولية بشكل مثالي، مشيرةً إلى أن الإعداد الجيد والتنظيم للدراسة دفع لإختيارها لتشارك في المؤتمر.
وقالت الباحثة حميد أن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة تمثلت في "وجود علاقة تكاملية بين الأسرة والمدرسة والأصدقاء والمجتمع المحلي (الجيران)، بحيث يوجد ترابط قوي جداً بينهم وتأثير قوي على توكيد وتقدير عالٍ للمراهق لذاته، ومن بين النتائج أيضا وجود ترابط قوي بين الجيران على مستوى محافظات الوسطي والجنوب يفوق محافظتي غزة والشمال، كما أن أطراف المدن الفلسطينية في قطاع غزة أكثر ترابطاً على صعيد الجيران من مراكز المدن، بسبب الكثافة السكانية في القطاع التي تتركز في مراكز المدن بعيداً عن الأطراف ذات الكثافة السكانية الصغيرة التي يسهل فيها التعارف بين السكان لقلة عددهم، بالتالي فإن الترابط بين سكان الأخيرة أكبر بخلاف سكان مراكز المدن ذات الأعداد الكبيرة.
ومن بين النتائج أنه كلما زادت صداقات وعلاقات المراهق مع زملائه زادت درجة الوقاية لديه من السلوكيات المنحرفة، كما أن توكيدية الذكور لذاتهم أعلى من الإناث لأن المجتمع الفلسطيني مجتمع ذكوري ومحافظ مثل المجتمعات العربية يعطي المساحة للذكور أكثر من الإناث.
وقالت حميد أن العمل على الرسالة إستمر ما يقارب السنتين تخللها العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ما تسبب في إعاقة العمل على الرسالة عدة أشهر، مبينة أن العدوان تسبب بضغوطات وأزمات نفسية صعبت من مهمتها ولم تسمح لها بتطبيق الاستبيان على المواطنين في حينها.
ونوهت الباحثة إلى أنها واجهت تحديات عدة تمثلت في عملها بجانب الدراسة إضافة إلى سفر "مشرف الرسالة " د.سفيان الأسطل المتكرر إلى إسبانيا ما دفعها في كثير من الأحيان إلى العمل على الرسالة عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت حميد أن د.أنطونيو مانثنيرو الأستاذ المشارك في قسم علم النفس في جامعة "Complutense" في مدريد، رشح لمناقشة الرسالة من قبل مشرفها د.سفيان الأسطل، مردفة أن الأول كان مطلعاً على نتائج المؤتمر الذي كان فيه مساحة خاصة لتعرف المواطنين الأسبان على دراسات الطلبة الفلسطينيين في قطاع غزة حيث لاقت نتائج دراسة الطالبة حميد إعجاب المشاركين في المؤتمر.
وأكملت حميد أنه عندما علم د.أنطونيو مانثنيرو أن الإستبيان طبق قبل العدوان الإسرائيلي طلب إعادة تطبيق الإستبيان لعمل مقارنة بين النتائج قبل العدوان وبعده، لتكون المقارنة ركيزة لإعداد دراسة جديدة.
وأكدت الباحثة فيروز أن د.مانثنيرو قبل ترشيحه للمناقشة بعد إعجابه الشديد بمخرجاتها فكان مناقشا خارجيا من إسبانيا، وبعد المناقشة طلب سريعا ملخصا للرسالة كمقال علمي مترجم للغة الإنجليزية ليقوم بنشره في مجلة إسبانية دولية ومجلات أخرى عالمية.
كما كشفت حميد أن د.مانثنيرو أثنى على أدائها وتمكنها خلال المناقشة وأكد أن رسالتها تستحق النشر وطلب منها إكمال مسريتها في موضوع الرسالة، موضحة أنه سيدعم جهودها بمنحة للدكتوراة في علم النفس في إسبانيا حالت سنحت الظروف لسفرها.
من جانبه قال مشرف الرسالة د.سفيان الأسطل ان هذه الرسالة ليست رسالة ماجستير فحسب بل تتعدى ذلك وتصلح لأن تكون رسالة دكتوراة، مثنيا على الجهد العظيم الذي بذلته طالبته وعلى تميزها الشديد في انجاز الرسالة، مؤكداً على أن لكل مجتهد نصيب وأن الرسالة ثمرة جهوده الحثيثة معها ونتيجة التعاون والإلتزام الفعال.
أما د.علي نصار "المناقش الداخلي" أثنى على جهود الرسالة وأنها من الرسائل القليلة التي تتبع المعايير الدولية، كما وجه الباحثة إلى بعض الملاحظات القيمة التي تخرج الرسالة بشكل متكامل.
وشكرت الباحثة حميد المشرف د.سفيان الأسطل على جهوده الحثيثة معها، حيث لم يبخل عليها بإجراء التحاليل الإحصائية المطلوبة وصولاً إلى تعليم الطالبة كيفية إجرائها ومتابعتها بشكل متواصل، منوهة إلى إمضائه الكثير من الساعات معها وإهتمامه العميق بأن تقوم بنفسها بكل المتطلبات الخاصة بالرسالة وبأدق التفاصيل في الرسالة من الجملة وحتى "الفاصلة".
وقامت الباحثة حميد بتسليم دروع شكر وعرفان لكل من المناقشين الثلاثة بعد المداولة والحكم بأحقيتها في نيل درجة الماجستير.
اعداد: عبد الجواد حميد