مجلس حقوق الانسان يصوت على قرار لصالح فلسطين
نشر بتاريخ: 03/07/2015 ( آخر تحديث: 04/07/2015 الساعة: 08:17 )
رام الله- معا - اعتمد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة قرارا مقدما تحت عنوان "ضمان المساءلة والعدالة لجميع انتهاكات القانون الدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية" وضمن الدورة 29 للمجلس المنعقدة اليوم في جنيف، حيث صوتت الدول الاعضاء بأغلبية ساحقة حيث صوتت (41) دولة من مجموع ال 47 دولة عضو في المجلس بنعم، وامتناع (5) دول هي (الهند - اثيوبيا - مقدونيا - كينيا - بارغواي)، وانعزلت الولايات المتحدة الامريكية بالتصويت ضد القرار.
وشكر وزير الخارجية د. رياض المالكي الدول الشقيقة والصديقة، على دورها وتصويتها لصالح القرار الذي يعكس التزام دول المجتمع الدولي بحماية الشعب الفلسطيني، هذه الدول التي تشكل الأغلبية ذات الثقل الأخلاقي، والمنسجمة مع مبادئها ومبادئ القانون الدولي، وبضرورة ضمان مساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين، والعدالة لانتهاكات القانون الدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وأشار الى أن التصويت الايجابي على هذا القرار هو تأكيد على ضرورة التزام إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وضرورة معالجة القضايا البنيوية والتي تؤجج النزاع ولها أثر سلبي على حقوق الانسان بما فيها حق تقرير المصير، وخاصة رفع الحصار الفوري عن غزة دون شروط، ووقف كافة الاعمال المرتبطة بالاستيطان، بما فيها نقل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لمواطنيها الى الارض المحتلة، وتنفيذ القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول الجدار، بما فيها تنفيذ توصيات لجنة التحقيق الدولية.
ويدعو هذا القرار جميع الجهات، وهيئات الأمم المتحدة لتنفيذ التوصيات الواردة في تقرير اللجنة، كما يدعو جميع الدول الامتثال لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، وجميع الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لاحترام وضمان احترام القانون الدولي الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وفقا للمادة 1 المشتركة بين اتفاقيات جنيف، والوفاء بالتزاماتها بموجب المواد 146 و147 و 148 من الاتفاقية المذكورة فيما يتعلق بالعقوبات الجزائية للدول التي تنتهك هذه الاتفاقية، ومسؤوليات الأطراف السامية المتعاقدة.
ويطلب من المفوض السامي أن يقدم تقريرا عن تنفيذ هذا القرار، فضلا عن تنفيذ التوصيات الواردة في تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، إلى مجلس حقوق الانسان في دورته الحادية والثلاثين.
وبهذا الصدد أكد الوزير المالكي على ان دولة فلسطين ستتعامل بجدية كاملة لتنفيذ توصيات لجنة التحقيق، ودعا في هذا الصدد الأطراف الدولية بتنفيذ التوصيات الموجهة اليها، وتحديدا بما يخص الدعم بشكل فعال عمل المحكمة الجنائية الدولية في الارض الفلسطينية المحتلة وممارسة الولاية القضائية الدولية ومحاكمة الجرائم الدولية في محاكمها، بالإضافة الى الضغط وإلزام اسرائيل بتنفيذ كافة التوصيات الواردة في هذا التقرير.
وأعرب وزير الخارجية في هذا الصدد عن تقدير دولة فلسطين لجهود وتوصيات لجنة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق، برئاسة القاضية ماري ديفيس، على تقريرها الشامل، رغم المحاولات غير الموفقة لان يساوي التقرير، بشكل مصطنع، بين الأطراف الا ان فداحة العدوان الإسرائيلي ضد شعبنا، وحجم الخسائر والانتهاكات لا يمكن مقارنتها، وتعكس بكل وضوح الجرائم الإسرائيلية التي اُرتكبت عن قصد. لقد أشار التقرير الى جملة من الأمور، واهمها، ان استهداف المدنيين، والعدوان المباشر ضدهم، وضد المواقع المدنية، وأماكن الإيواء والمستشفيات والأماكن المحمية وما رافقه من انتهاك للحق في الحياة يرقى الى جريمة حرب، كما أشار الى ان المستوطنات، وعنف المستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس، تشكل أساس الانتهاكات ضد حقوق الانسان الفلسطيني.
وادان د. المالكي عدم تعاون دولة الاحتلال مع لجان، ومقرري ومبعوثي الأمم المتحدة المستقلين لتقصي الحقائق، بما فيها هذه اللجنة ومنعها للدخول الى الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وهو ما يعيق عمل هذه المؤسسات، لاخفاء حقيقة الجرائم التي تُرتكب، وذلك لمنع الوصول الى العدالة، وإيجاد اليات فعالة وشاملة لمساءلة قيادات ومسؤولي دولة الاحتلال على انتهاكاتهم بما يشكل عاملا أساسيا لحماية الشعب الفلسطيني من خلال عدم تكرار هذه الجرائم.
وشاطر المالكي اللجنة مخرجاتها حول ضرورة المساءلة، وانهاء ثقافة الإفلات من العقاب. وأجاب على تساؤل لجنة التحقيق الدولية في تقريرها، حول دور المسؤولين الإسرائيليين وواضعي السياسات العسكرية القاضية باستهداف المباني السكنية، وباستخدام الأسلحة ذات الأثر الشامل والواسع في المناطق المأهولة، وتدمير احياء، وقتل عائلاتها بأكملها في قطاع غزة، واستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين في الضفة الغربية! وقال:" ان اعلى المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية متورطة في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، وهي صاحبة القرار في شن العدوان والسماح باستهداف المدنيين وقتل الأطفال، بالإضافة الى وضع السياسات في بناء واستمرار الاستيطان غير الشرعي."
وطالب المالكي، المؤسسات الدولية، وغيرها من مؤسسات القانون الدولي، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية، باستخدام المعلومات التي تم جمعها من لجان التحقيق المختلفة، بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة الاسرائيلية، وأكد على ضرورة مساءلة ومحاسبة جميع المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، من خلال آليات العدالة الدولية بما فيها الولاية القضائية الدولية.
وشدد وزير خارجية دولة فلسطين على الحاجة الملحة لوضع حد، وإيجاد حل فوري للاحتلال كجذر وأسباب جميع الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، من خلال انهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين.
وفي الختام دعا جميع هيئات الأمم المتحدة ومؤسساتها والمجتمع الدولي لتنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عنهم، وحماية الشعب الفلسطيني، وضمان حقه في الانتصاف والمساءلة، وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير وتجسيد دولته المستقلة، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين. وقال:" ان سعي دولة فلسطين للعدالة، ومساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين، والانتصار لضحايا شعبنا، من خلال مؤسسات المجتمع الدولي والقانون الدولي هو رافعة نحو انهاء الاحتلال، وإنجاز الاستقلال".