نابلس -معا- نظمت مؤسسة صوتنا فلسطين، الخميس، الجلسة الثانية من "امسيات رمضانية سياسية" لهذا العام في مدينة نابلس. وحملت هذه الأمسية عنوان "التآخي المسيحي الإسلامي اليهودي السامري". واتخذت الجلسة طابع الندوة السياسية، حيث شارك فيها رجال دين ممثلون عن الكتب السماوية الثلاث.
واختيرت مدينة نابلس لهذه الندوة بالذات لاشتهارها بتعددها وتآخيها الديني وموروثها الثقافي والحضاري الغني.
وافتتح سامر مخلوف المدير التنفيذي للمؤسسة حلقة النقاش مرحبا بالضيوف وشاكرا متطوعي المؤسسة في نابلس ومنسق المؤسسة في المدينة علاء السلعوس على نشاطهم الدائم. وأوضح مخلوف أن ما يحدث في المنطقة والتهديدات المتطرفة التي طالت شعبنا واخواتنا المسيحيين في القدس وغيرها تمثل حالة من الجنون وليست سوى أفكار دخيلة على مجتمعنا، وأكد أنه "لطالما كنا متآخين نمتاز ونفتخر باختلافنا وتعددنا الثقافي والديني والاجتماعي. لذا يجب أن نجابه هذه التهديدات المتطرفة بكل قوانا والعمل على بناء مجتمع ديمقراطي يحترم الاخريين، وأن نتحد جميعنا تحت شعار "فلسطين أولا" في ظل العلم الفلسطيني".
وخلال كلمته، عبر الأب جوني خليل، راعي كنيسة اللاتين في المدينة، عن سعادته بحضور هذه الأمسية، حيث أن هذا شهر رمضان يعد شهرا فضيلا على الجميع. ولم يخفي الأب خليل استاءه الشديد وخوفه من الظروف الصعبة التي يواجها شعبنا في هذه الأوقات لأول مرة. وأضاف "الدين ليس فقط علاقتنا مع الله، فقد حثتنا الأديان على بناء علاقات جيدة مع الاخرين دون النظر إلى الاختلافات. وحتى لا نقع في الخطاء يجب أن نضافر جهودنا جميعا من أجل فلسطين بعيدة عن الأقاويل والأكاذيب والفتن".
أما ممثل الطائفة السامرية يعقوب السامري أكد على أهمية تآخي الأديان الذي لطالما تمتعت فيها بلادنا وخصوصاً مدينة نابلس، وهذه العلاقات الطيبة هي أساس المجتمع السليم، حيث أن الحكومات زائلة أما الشعوب فباقية. ومن جانبه أوضح الأستاذ الدكتور فواز عقل في حديثه أن الإسلام لطالما كان دين تسامح وتقبل للأخر، مستشهدا بقصص من التاريخ والأحاديث. كما واستهجن البيان العنصري المتطرف الذي يهدد أمن واستقرار مجتمعنا وينمي الفتن والكره. وفي الختام، أكد المتطوع والناشط الشبابي رامح مسمار أن دور الشباب مهم في مجابه التطرف، ولا يجب أن ننجر وراء الأكاذيب التي لن تجلب إلا الدم والدمار.