الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف نتعامل مع طلابنا غير الناجحين بالتوجيهي؟

نشر بتاريخ: 04/07/2015 ( آخر تحديث: 04/07/2015 الساعة: 22:27 )
كيف نتعامل مع طلابنا غير الناجحين بالتوجيهي؟
بيت لحم - معا - رأت نقابة الاطباء ان تقدم النصيحة الطبية النفسية لاهالي الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ بالنجاح في امتحان الثانوية العامة، من خلال د.توفيق سلمان استشاري الطب النفسي، حيث لم تنته حياتهم هنا.

فقال الدكتور توفيق سلمان.. للأسف امتحان التوجيهي يشكل حالة رعب وقلق للاهل وللطلاب، وهذا الرعب والقلق يكون صناعة الأهل والمدرسة والطلاب فيما بينهم. والآن وقد ظهرت النتائج وفرحة الناجحين وحزن وغضب غير الناجحين وذويهم، لا بد لنا ان ننصح غير الناجحين وذويهم كي يمر الحدث ويستمر الطالب في مشواره الأكاديمي او غير الأكاديمي دون اي تأثير سلبي على شخصيته وثقته بنفسه وعلاقته مع ذويه ومع المجتمع.

نصائح للاهل: ان ابناءكم يعانون من القهر والكبت والصدمة لهذه النتيجة وهم بحاجة للاحتضان والدعم المعنوي اكثر من اي وقت مضى كي نبعدهم عن اي سلوك اندفاعي غير محسوب النتائج وحتى لا نندم بعد سنوات، نعم خسرنا سنه ولا يجب ان نخسر سنوات المستقبل لذلك لا تشعروا أبناءكم بالجميل والحسرة والندم على المصروف والتعب والسهر والدرس الخصوصي او اي أمور اخرى، فكل هذا واجب الأهل أصلا وحق ابنائنا علينا التربية والتعليم والنصح والإرشاد، ولا يجب ان نشعرهم بالنقص والدونيه بتقصيرهم في التوجيهي، ويجب الابتعاد عن استخدام العنف بكل اشكاله من جسدي او لفظي مما يترك صدمه لدى الطالب فهو أصلا يعاني من الغضب والقهر لهذه النتيجة، فلا يجب ان نراكم عليهم الصدمة وخصوصا اننا كعائلة يجب ان نكون الملاذ والحماية، ولا نترك نتيجة سلبية في التوجيهي تحدد مستقبل وحياة ابننا بالقلق والتوتر او الاكتئاب او العزلة الاجتماعية او السلوك الاجتماعي العدواني والانحراف نحو طريق مجهول للمخدرات او اي سلوك سلبي.

لذلك يجب عدم معاقبتهم ولا إذلالهم ووصفهم انهم عجزة وإنما يجب ان ندعمهم ونشجعهم ليعيدوا المحاوله مرة اخرى، ولنفكر سويا ان هناك من يستمر في الجامعة لسنوات إضافية، مع انه حصل على علامات وتفوق بالتوجيهي، اذا لا نجعل التوجيهي الحكم والفيصل الوحيد، وإنما شخصية ابنائنا وثقتهم بأنفسهم هي المستقبل والنجاح الحقيقي.

الدكتور توفيق سلمان

ومن المهم ايضا ان نراجع أنفسنا وأبناءنا كيف تعاملنا معهم وما هي قدراتهم وتوجهاتهم ان كانت أكاديمية او مهنيه او غير ذلك، ولا يكون هذا الا باللجوء للحوار الهادىء بين الوالدين وابناءهم، وهكذا نبعد ابناءنا عن الصدمات النفسيه ونحافظ على بناء شخصيتهم وثقتهم بأنفسهم ومن ثم تطوير قدراتهم بعيدا عن العنف والسلوك العصبي الاندفاعي، الان بحاجة الى اعادة الاعتبار وإعادة الحسابات بهدوء وتحضير جيد للابتعاد عن اي اخطاء كانت، العنف لا يولد الا العنف وخصوصا في هذا الجيل مرحلة بناء وتكوين الشخصية وهو الأهم.

الصدمة تورث العصبية وتقلل من القدرات وتساعد على الانحراف، ابناءنا بشخصية قوية واثقة أغلى من سنه ضاعت او امتحان غير موفق.