كفيفات الخليل يتفوقن ويحلُمن بدراسة الانجليزية

الخليل- معا- يرى مدير تربية وتعيليم الخليل، بسام طهبوب، بأن الاستقرار الذي شهده العام الدراسي الماضي والذي سبقه، من اهم العوامل التي ساعدت على زيادة نسبة التحصيل العلمي، وزيادة عدد المتفوقين والحاصلين على معدلات عالية في تربية الخليل، اضافة الى تبادل الادوار التكميلية بين مديرية التربية والمدرسة ومجلس اولياء الامور والمجتمع المحلي في متابعة الموهوبين و المميزين، وبضمنهم الاشخاص ذوي الاعاقة، ومن هؤلاء، 3 طالبت كفيفات، حولن اعاقتهن الى طاقة إبداعية للتفوق والتميز على نظرائهم المبصرين على مستوى مديرية تربية وتعليم الخليل ووزارة التربية على مستوى الوطن.

يقول طهبوب: "بفضل الله لدينا ثلاثة طالبات كفيفات، تفوقن في نتيجة الثانوية العامة، وهذا التفوق جاء بمثابرة وتحد من بناتنا، وبمتابعة من عائلاتهن ومديريات مدارسهن ومعلماتهن والمديرية اضافة الى متابعتي الشخصية وخاصة لحالة الطالبة شهد والتي تميزت بالاضافة الى ذلك بأن لديها موهبة موسيقية وتحفظ القرآن الكريم وتجوده".

وتابع طهبوب، بالاضافة الى ذلك يوجد لدينا 5 طلاب من ذوي الاعاقة، معدلاتهم رائعة مقارنة بغيرهم نظراً لاعاقتهم الحركية".

هيا 98% في الفرع الأدبي
الطالبة الكفيفة، هيا مصطفى أبو صبيح، حصلت على معدل 98% في الثانوية العامة في الفرع الأدبي، سمعتها تقول لمدير التربية عندما كانت تقوم بتقديم امتحانها الأول الشهر الماضي، خلال زيارة الاخير مع رئيس البلدية الدكتور داود الزعتري ومدير الارتباط العسكري الفلسطيني العقيد محمد عطيوي، الى مدرستها:" سيكون معدلي أعلى بكثير من 90%، وأنا أعمل بجد وسأتحدى الصعوبات وهذه أول خطوة نحو اكمال مسيرتي التعليمية والحصول على أعلى الدرجات العلمية..". ابتسم الجميع، وتمنوا لها كل توفيق ونجاح في سبيل تحقيق حلمها والتغلب على اعاقتها.

أسيل 96% في الفرع الأدبي
وقالت أسيل محمود ارزيقات: "هذا التفوق والنجاح لم يكن لولا توفيق الله أولاً، ودعم الأهل ومعلماتي في المدرسة، اضافة الى موظفي التربية والذين تعاملوا معي معاملة جيدة خلال فترة تقديم الامتحانات حيث تم توفير معلمة للكتابة ومراقب في قاعة كنت فيها لوحدي معهما، وسط أجواء نفسيه مريحة".

وأضافت المتفوقة أسيل:" انهمكت في القراءة ومراجعة المواد قبيل تقديم الامتحانات، وكان هدفي أن اكون من العشرة الاوائل، والحمد لله الذي وفقني وحصلت على معدل 96%، رغم المشقة والمعيقات التي كانت تعترض طريقي".

وقال والدها محمود ارزيقات:" منّ الله على ابنتي وأبدلها نعمة البصر بنعمة البصيرة، والحمد لله تعب السنوات التي قضيناها في تربية أسيل لم يذهب سدى، وقد كافئتنا بأن حصلت على معدل عال".

شهد 94.3% في الفرع الأدبي
لم تقتنع شهد أيوب ارفاعية، بمعدلها الذي حصلت عليه 94.3%، حيث كانت تنافس زميلتها في المدرسة هيا ابو صبيح في الدراسة، وكانت تتمنى بأن تحصل على معدل أعلى من الذي حصلت عليه.

وقال المتوفقة شهد: "اعاقتي البصرية اتاحت لي التحدي والتفوق، خاصة نظرة المجتمع لفتاة كفيفة، والحمد لله عوضني الله بأشياء كثيرة أخرى غير نعمة البصر، ولدي موهبة في العزف على الالات الموسيقية".

هيا وأسيل وشهد واللغة الانجليزية
هيا وأسيل وشهد لم تكن الاعاقة تجمع بينمهن فقط، بل جمعهن التفوق، وكذلك دراسة اللغة الانجليزية في الجامعة، تجسيداً للطموح والإرادة التي تصنع المعجزات، لاثبات ذاتهن في المجتمع، وللتأكيد على ان اعاقتهن ما هي الا حافز للمضي قدماً نحو تحقيق التميز والنجاح، وكل ما يحتجن اليه رعاية ودعم تمكنهن من الالتحاق بالجامعة.

كفيفات مدرسة الشهيد عبد العزيز ابو اسنينة
تقع مدرسة الشهيد عبد العزيز ابو اسنينة في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، وهي من المناطق الاقل حظاً في التنمية كونها لا تزال تخضع لسيطرة الاحتلال الاسرائيلي.

وأشارت مديرة المدرسة، كوكب عمرو، بأن نجاح وتفوق وتميز هيا وشهد هو ثمرة معاناتهن مع الاعاقة، مؤكدة أنهما ملكتا الإرادة وثابرن في سبيل الإثبات لأنفسهن أولا ولمجتمعهن ثانياً بأنهن قادرات وسيكون لهن بصمة مستقبلا في هذا المجتمع، بعد الحصل على أعلى الدرجات في الجامعة.

وأكدت عمرو، أن الطالبتان هيا وشهد حصلتا على دعم من مدير تربية وتعليم الخليل والمديرية بشكل كامل والهيئة التدريسية بتوفير كل ما يلزم من كتب "بريل"، وقبل ذلك دعم ذويهم برعايتهم وتوفير كل ما يحتاجونه.

وأشار مدير التربية طهبوب، الى ان تربية الخليل، ستقوم هذه الليلة بتكريم نحو 415 طالب وطالبة في كافة فروع الثانوية العامة حصلوا على معدلات 90% فما فوق ويشكلون ما نسبته 20% من الناجحين على مستوى المديرية، بالاضافة الى نحو 550 طالب وطالبة حصلوا على معدلات بين 80 - 90 % وهذا يُشكل 24% من مجموع الناجحين، وهذا يعني أن 44% من الناجحين والناجحات في امتحان الثانوية العامة على مستوى مديرية الخليل مضمون دخولهم الى الجامعات سواء الوطنية أو الخارجية.
متابعة: محمد العويوي