"الحق" تدحض الرواية الإسرائيلية بخصوص استشهاد الطفل محمد الكسبة
نشر بتاريخ: 08/07/2015 ( آخر تحديث: 08/07/2015 الساعة: 13:39 )
رام الله - معا - دحضت مؤسسة الحق، اليوم الرواية الإسرائيلية بخصوص استشهاد الفتى محمد الكسبة (17 عاماً) من مخيم قلنديا الجمعة الماضي.
وتوصلت مؤسسة الحق نتيجة تحقيقاتها الميدانية المستندة لشهادات شهود العيان وما يتوفر لديها من أدلة إلى أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على الطفل الكسبة وقتلوه دون أن يكون ضرورة لذلك، ودون أن تكون حياتهم مهددة بالخطر، خلافًا لما تدعيه الرواية الإسرائيلية من أن الجنود قاموا بتنبيه الطفل بالمناداة عليه بصوتهم بعد ترجلهم من السيارة العسكرية، ومن ثم إطلاق النار في الهواء تحذيراً، ومن ثم إطلاق النار باتجاهه بعد أن تعرضت حياتهم للخطر نتيجة استمرار رشق الحجارة باتجاههم.
ووفقاً لشهادات شهود العيان الذين تواجدوا في منطقة الحدث، وما يتوفر لدى "الحق" من أدلة، فإن الفتى محمد الكسبة البالغ من العمر 17 عاماً من سكان مخيم قلنديا، شمال القدس، كان يقف على المفترق المؤدي إلى مخيم قلنديا من جهة الرام وجبع بالقرب من محطة الوقود المعرفة باسم "محطة أبو الشهيد" أو "محطة اللطرون" عند قدوم سيارة عسكرية إسرائيلية من جهة جبع وتسير باتجاه الرام عند الساعة السادسة والنصف تقريباً من صباح يوم الجمعة، وعند اقتراب السيارة العسكرية من الطفل الكسبة قام بإلقاء حجر باتجاهها، وهرب. عندها قام جنديان على الفور بالنزول من السيارة العسكرية وقام أحدهما بإطلاق النار باتجاهه.
ولم تستغرق كل هذه العملية وفقاً للتحقيقات والأدلة المتوفرة لدى "الحق" أكثر من ثلاثين ثانية، ما يدحض الرواية الإسرائيلية التي تدعي بأن الجنود قاموا بتحذير الطفل بصوتهم وبإطلاق النار في الهواء ومن ثم إطلاق النار عليه بعد استمرار عملية رشق الحجارة وتعرض حياتهم للخطر، فلا يعقل أن يتم كل هذا خلال ثلاثين ثانية.
وأكدت الحق أن المنطقة لم تكن تشهد أية احتجاجات أو رشق بالحجارة في تلك الأثناء، وهذا ما أكده شهود عيان، حيث أدلى الشاهد رائد فوزي أبو عرة، البالغ من العمر 42 عاماً، والذي يعمل سائق باص وكان يتواجد في المكان عند وقوع الحدث، في شهادته "للحق" أن "الوضع كان هادئ وطبيعي وأغلب الناس متوجهون نحو الحاجز.
ومما يؤكد تعمد القتل قيام الجندي أو الضابط الذي قتل الطفل بإطلاق النار على الجهة العلوية من جسم الطفل، الذي كانت تفصله عنه مسافة قريبة تقدر بحوالي 20 متراً، كما قام الضابط بالاقتراب من جثة الطفل بعد أن سقط على الأرض ووصل إليها، ونظر إليها وتركها ملقاة على الأرض دون اكتراث، ودون تقديم أية مساعدة، وعاد فوراً إلى السيارة العسكرية، وهذا ما أجمع عليه شهود العيان الذين تمت مقابلتهم.
ووفقاً للطبيب الذي عاين جثة الطفل الكسبة في مستشفى رام الله الحكومي، فإن عدد من الرصاصات أصابت الطفل لم يتم تحديدها بسبب عدم إجراء تشريح، ولكن الطبيب أكد أن واحدة من الرصاصات كانت في رأسه.
يذكر أن الطفل محمد الكسبة أخ لطفلين شهيدين قتلتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2001 وعام 2002، وهما الشهيد الطفل ياسر الكسبة الذي استشهد بتاريخ 16/12/2001، والشهيد الطفل سامر الكسبة الذي استشهد بتاريخ 25/1/2002، أي بعد أقل من شهرين من استشهاد أخيه الأول.
وأكدت مؤسسة الحق أن عملية القتل جاءت نتيجة الاستخدام للقوة المفرطة وغير المتناسبة، وتصنف على أنها حالة قتل عمد، وخصوصاً أن أحد الرصاصات التي أصابت الطفل كانت من منطقة الرأس، وأن جنود الاحتلال كان بإمكانهم التعامل مع الموقف دون إطلاق نار باتجاه الطفل مباشرة.
وطالب الحق سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالتحقيق الجدي في الحادثة ومحاسبة من يثبت تورطهم.