الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

طلبة توجيهي بالقدس.. اصرار على النجاح وتحدٍ للاعتقال

نشر بتاريخ: 10/07/2015 ( آخر تحديث: 10/07/2015 الساعة: 13:36 )
طلبة توجيهي بالقدس.. اصرار على النجاح وتحدٍ للاعتقال

القدس- تقرير معا - على طريق طلب العلم يقف عائق اسمه الاحتلال، وعلى طريق النجاح يقف حاجز اسمه الاعتقال.. احتلال يحاول بشتى الأساليب أن يحطم أحلام طلبة العلم وخاصة طلاب الثانوية العامة من الفتية الأسرى في سجونها.

ومع اعلان نتائج امتحانات الثانوية العامة ونجاح عدد من الفتية المعتقلين في سجون الاحتلال تتسلل الفرحة الى قلوبهم رغم قساوة ظروف الاعتقال، ليحققوا بذلك أحلامهم وليروا اشراقة مستقبلهم.

الفتى محمد النمري... اصرار وتحدي لتقديم التوجيهي

الفتى المقدسي محمد علاء النمري "17 عاماً" والذي يقضي حكمه البالغ 16 شهراً في سجن مجدو تمكن من تقديم امتحانات الثانوية العامة داخل السجن، بعد ان استوفى كافة الإجراءات والأوراق الرسمية لذلك، وتنتظر العائلة النتيجة لتفرح بنجاح ابنها الوحيد.



ويقول والده علاء النمري :"تمكن محمد من دراسة كافة المواد لوحده، حيث منعه الاحتلال الإسرائيلي من الالتحاق بمدرسته بعد فرض الحبس المنزلي عليه، خاصة وانه اعتقل قبل عامين من باب المدرسة "مدرسة الزهراء" في حي واد الجوز بمدينة القدس".

وأضاف والده :"حرصنا على توفير الأجواء المناسبة لمحمد ليتمكن من الدراسة ومتابعة مواده، رغم وضعه النفسي الصعب والضغط الذي مر به من الاعتقال والحبس المنزلي وجلسات المحاكم".

ولفت الوالد الى ان محمد اعتقل على يد وحدة المستعربين "وحدة الشرطة الإسرائيلية المتخفية بالزي المدني" في شهر تشرين الأول عام 2013، وهو بالصف العاشر وذلك بعد مغادرته المدرسة، ووجهت له تهمة "إلقاء الحجارة على سيارة للمستوطنين وتعريض حياتهم للخطر"، ومكث حينها بالتحقيق والحبس الفعلي لمدة أسبوعين، ثم اخلي سبيله بشرط الحبس المنزلي المفتوح.

وأضاف والده :"بعد حوالي 3 أشهر سمحت المحكمة لمحمد بالذهاب الى "المدرسة" بشرط عدم العودة إلى المدرسة نفسها، لأنها (مكان الاعتداء على المستوطنين) حسب ادعائهم، واضطرت العائلة حينها للبحث عن مدرسة بديلة لينهي صف العاشر".

وأوضح والده ان محمد انهى الصف العاشر والحادي عشر بنجاح "، وفي العام الدراسي 2014-2015 الثانوية العامة (التوجيهي) منعت سلطات الاحتلال مجددا أن يكون محمد في مدرسته "الزهراء"، وفرضت عليه الحبس المنزلي مجددا، واضطر للدراسة في المنزل، مستعينا بأقربائه وأصدقائه.

من جهتها قالت والدته :"نريد أن نفرح بابننا الوحيد بنجاحه بالثانوية العامة، لأنه تعب وسهر ليتمكن من تقديم الامتحانات، كان من المفترض أن يكون بين زملائه وأصدقائه، وان نحتفل بنجاحه في هذه الأيام، لكن الاحتلال حرمنا من هذه اللحظات الجميلة."

وأضافت الوالدة ان محمد يحلم بدراسة "الحقوق" ليدافع عن المظلومين والمعتقلين في السجون، بسبب من تعرض له خلال العامين الأخيرين .

وأوضحت والدته ان المحكمة المركزية بالقدس حكمت على محمد بالسجن الفعلي لمدة 16 شهراً، وغرامة مالية قدرها 15 ألف شيكل كتعويض للمستوطنين واضرار السيارة، مؤكدة ان محاميه سيقدم استئنافا على القرار للمحكمة الإسرائيلية العليا، علما انه قضى 14 شهرا بالحبس المنزلي ( وهي لا تحتسب من الحبس الفعلي).

الاسير غسان النتشة .. تفوق وبانتظار النتيجة

وفي نموذج آخر للتحدي تفوق الطالب الأسير غسان عمران النتشة 17 عاماً بامتحانات الثانوية العامة، بحصوله على معدل 91.3% الفرع الأدبي.

ويقول والده:" نحن بانتظار ابلاغ غسان بنتيجته وتفوقه بالثانوية العامة، رغم مرور أسبوع على النتائج لكن لا اعلم اذا علم بالنتيجة، ونحن بانتظار زيارة "العيد" لنزف له الخبر ولنفرح سويا.


وأوضح والد غسان:" ان نجله اعتقل في شهر شباط عام 2014، وبعد 5 أيام اخلي سبيله بشرط الحبس المنزلي المفتوح حرم خلالها من الذهاب الى مدرسته، وبعد 3 أشهر سمح له بالذهاب الى المدرسة مع مرافق (والده أو والدته)، لتقديم الامتحانات النهائية.

وأضاف ان المحكمة الصلح حكمت على نجله بـ 120 ساعة (خدمة جمهور) العمل المجاني، وغرامة مالية قيمتها 4800 شيكل، إلا أن النيابة العامة الاسرائيلية قدمت استئنافها على القرار وطالبت بحبسه الفعلي، وبالفعل أصدرت المحكمة المركزية حكما على نجله السجن الفعلي لمدة شهرين إضافة الى الغرامة المالية.

وأوضح انه تم تأجيل تنفيذ قرار الحكم بعد انتهاء غسان من تقديم امتحانات الثانوية العامة، وتم تقديم الاوراق والشهادات اللازمة للمحكمة للموافقة على "تأجيل التنفيذ"، وبالفعل بعد انتهاء الامتحانات بيومين قام بتسليم نفسه، ويقضي حكمه في سجن النقب الصحراوي.


وأضاف الوالد:" نفخر بتفوق غسان بالامتحانات رغم الأوضاع النفسية الصعبة التي عاش بها منذ اعتقاله ، لكنه اصر على النجاح كما اعتدنا عليه، ولا نزال نشعر بالفرحة المنقوصة والغصة لعدم وجوده معنا."

ولفت ان قدم له طلب التحاق لابنه الاسير في الجامعات الفلسطينية، حيث يحلم بدارسة "الاقتصاد وادارة الاعمال"، ويأمل بان يتمكن من التسجيل وان يلتحق بالفصل الدراسي الأول بالجامعة كبقية زملائه، وأن لا يمنعه الاحتلال من هذه الفرحة.

الفتى محمد الهشلمون...

الفتى محمد الهشلمون 18 عاما تمكن من النجاح في امتحانات الثانوية العامة رغم اعتقاله 4 مرات خلال السنة الدراسية، وأوضح والده انه تعرض للاعتقال 4 مرات ، وحكم مرة 3 أشهر سجن فعلي وبالتالي لم يلتحق بمدرسته بسبب الحبس، وقال:" رغم الاعتقال والتحقيق لكن الدراسة والنجاح في الامتحانات كان هدفي، وطموحي أن اكمل دراستي رغم العقبات التي يحاول الاحتلال وضعها في طريقنا".


57 طفلا مقدسيا في سجون الاحتلال

بدوره قال أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الاسرى المعتقلين المقدسيين أن 57 طفلا مقدسيا يقبعون في سجون الاحتلال، أكثر من نصفهم لا يزالون بانتظار احكامهم، واصغرهم 15 عاماً.

وأضاف أن 37 طفلا تتراوح أعمارهم بين 17-18 ( وهو العمر طلبة التوجيهي)، ووجودهم داخل الأسر يمنعهم من مواصلة تعليمهم في المدارس والجامعات.

تقرير ميسة ابو غزالة