بيت لحم - معا - اعدت نقابة الاطباء ضمن نشراتها الصحية اليومية خلال شهر رمضان المبارك، نصائح للاشخاص الذين يعانون من امراض في الكلى خلال شهر رمضان، فمتى مسموح لهم الصيام ومتى هو ممنوع.. اعد النصائح الدكتور عيسى العملة.
تعد الكلى من أهم الأعضاء في جسم الإنسان نظرا لدورها الكبير ووظائفها بالغة الأهمية، حيث تقوم بالمحافظة على مكونات الدم الأساسية لديه والعمل على ثباتها وكذلك تنظيم كمية الأملاح داخل أنسجة الجسم المختلفة فتحافظ على المواد المفيدة للجسم وتعمل على إزالة السموم، كما تلعب دورا هاما في تحديد مستوى ضغط الدم، وتقوم فضلا عن ذلك بتنظيم معدل إنتاج الكريات الحمراء، لذلك يشدد الاطباء الأطباء على سلامة الكلى شرطا للصيام.
فمتى يكون الصيام خطيرا على هؤلاء المرضى؟ ومتى يكون لزوما عليهم الإفطار درءا للمضاعفات؟
بداية لا بد من القول بأن الصيام لا يسبب أي مرض من أمراض الكلي لدى شخص له جهاز بولي سليم.
فالصيام لا يمثل أي عبء إضافي لكليتين سليمتين بوسعهما التأقلم مع واقع الإمساك عن الأكل أو تناول السوائل طيلة النهار، ولكنه قد يصبح كذلك في حالات مرضية كثيرة سنفصلها فيما يلي:
1- الالتهاب الحاد في مجرى البول أو حوض الكلية:
تنجم هذه الحالة عن الإصابة ببعض الجراثيم وقد تتطلب دخول المستشفى ولزوم الفراش ويحتاج المريض خلالها إلى شرب كميات وافرة من السوائل وإلى الحقن بالمضادات الحيوية كل 6 أو 8 ساعات لأجل العلاج، لذلك فإنه يتوجب عليه الإفطار إلى حين الشفاء.
2- حصى الكلية:
وهو مرض شائع يحدث بنسبة أكبر لدى جنس الذكور في مقتبل وأواسط العمر يتسبب هذا المرض في عدة أعراض من قبيل آلام أسفل الظهر أو ما يسمى بالمنطقة القطنية، والتبول المتكرر والمؤلم والشعور بالغثيان والقيء وهذا يؤدي إلى مغص كلوي متكرر.
فيما يتعلق برمضان هناك مجموعتين:
المجموعة الأولى:
أن يكون المريض يعاني من مضاعفات الكلي كأن يشكي من انسداد أو التهاب على مستوى جهازه البولي أو من مغص كلوي متكرر بكل بساطة يتعذر في هذه الحالة نصح المريض بالصيام بل يرخص له بالإفطار ويباشر علاجه إلى حين الشفاء.
المجموعة الثانية:
حين نكون أمام مرضى تغيب عندهم كل هذه المضاعفات، فهم مجرد أشخاص لديهم حصى في الكلية دون علامات مرضية أخرى، في هذه الحالة تكون استشارة الطبيب ضرورية والذي يرخص لهم طبعا بالصيام وينصحهم بتناول كميات كبيرة من السوائل خصوصا قبل النوم وعند السحور، بالإضافة إلى ضرورة تجنب الحرارة والمجهود البدني المضني أثناء النهار.
3- مرضى القصور الكلوي المزمن
ويعني تدهور وظيفة الكلية وعدم كفاءتها للقيام بترشيح الشوائب من الدم، فتتراكم الفضلات ويتجمع السائل في الجسم. يحدث القصور الكلوي بشكل متدرج ومتزايد وينتج عن عدد من الأمراض كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وبعض التهابات الكلية وتكيس الكلية والتدفق الارتجاعي المثاني المحلبي للبول، يعالج القصور الكلوي وخصوصا في مراحله النهائية بالغسيل الكلوي أو بزراعة كلية جديدة متبرع بها، وينصح مرضى الفشل الكلوي المزمن بعدم الصيام نظرا لتدهور حالتهم الصحية العامة.
أما إذا كان المريض يخضع لجلسات الغسيل الدموي كل 3 أو 4 مرات في الأسبوع فيمكنه بعد استشارة طبيبه المعالج إذا كان لا يشكو من أمراض أخرى تمنع الصيام أن يصوم في اليوم الذي لا يستفيد فيه من جلسات الغسيل الدموي وأن يفطر في اليوم الذي يخضع فيه لهذا العلاج.
وأخيرا لا بد أن نذكر كل مريض بضرورة استشارة طبيبه المعالج من اجل تنظيم جرعات الدواء لمن لهم القدرة على الصيام وينصح الأطباء جميع مرضى الكلى الصائمين بالاعتدال في الأطعمة بين الفطور والسحور وكذا تجنب الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم.