الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

من ذاكرة الأسير ثائر حماد منفذ عملية عيون الحرامية

نشر بتاريخ: 11/07/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
من ذاكرة الأسير ثائر حماد منفذ عملية عيون الحرامية
بيت لحم- معا - في اللحظة التي خرجتُ فيها من المنزل لتفيذ عملية "عيون الحرامية" لم تكن فكرة العودة واردة، فبعد صلاة الفجر خرجت ببندقيتي حتى وصلت الى الجبل المقابل للحاجز العسكري المقام على أراضي بلدتي سلواد، واحتميت تحت شجرة زيتون ونصبت البندقية وبدأت باطلاق النار حتى "ظفرت" بـ 11 جنديا اسرائيليا.

من سجن جلبوع يروي الأسير ثائر كايد حماد (35 عاما) والمحكوم بـ 11 مؤبدا أمضى منها (11 عاما) ما حدث معه قبل اعتقاله فيقول: "بعد تنفيذ العملية، عدت متسللا لقريتي عن طريق بلدية جلجولية غربا ثم اتجهت شرقا باتجاه سلواد، وتصرفت كباقي الناس ولم أبدِ أي تأثر بالعملية، في تلك الليلة وبعدها لأسابيع طويلة داهمت قوات الاحتلال منازل معظم أبناء البلدة بحثا عن منفذ العملية، واقتادت الكثير منهم للتحقيق، واستمر الحال هكذا حتى تم اعتقالي بتاريخ 2ـ10ـ 2004 أي بعد عامين من تنفيذ العملية، ومكثت في التحقيق75 يوما تمكنوا خلالها من معرفة البصمات وحكمت بـ 11 مؤبدا".

يواصل: "لا أنسى اللحظات الأولى التي استقبلني بها كل من الأسير فخري البرغوثي وسعيد العتبي، فقد رحبوا بي ورفعوا من معنوياتي، وأتذكر أنني نمت في الليلة الأولى على أصواتهم، وتذكرت أيضا بأنني حلمت بأشياء موجعة ومتعبة، رأيت خطيبتي التي قررت في اليوم التالي أن أرغمها على فسخ الخطوبة.
وعن حياته في المعتقل يروي حماد بعض التفاصيل اليومية التي يقوم بها لكسر صلابة الملل الذي يشعر به كممارسة الرياضة التي ما زال مواظبا عليها، والقراءة والكتابة اللتان تأخذان معظم وقته، كما أنه يستعد لاطلاق دراسة جديدة عن الأسرى في الأيام القليلة القادمة".

وعن حال الأسرى بشهر رمضان يقول حماد: "يتحول السجن في الشهر الفضيل الى حلقات ذكر وتسبيح، ويتسابق الأسرى في ختم القرآن، فيما تشرع اللجنة الثقافية في اعداد جدول رمضاني يقوم على قيام الليل وفقرات دينية مختلفة، غير أن شعور الأسير بالحزن والوحدة يزداد لفراق أهله وذويه وانعدام التواصل معهم في العديد من الجوانب كموائد الافطار، وصلة الأرحام، والزيارات العائلية".

ووجه الأسير حماد من سجنه بالنقب تحية شكر وتقدير للدول التي اعترفت بفلسطين وفي مقدمتها السويد، داعيا كافة المؤسسات الشعبية لاتخاذ خطوات عملية لوقف ممارسات الاحتلال بحق الأسرى وذويهم، وضرورة تحويل التضامن العاطفي والرمزي الى ارادة فعل ملموسة على الأرض.
إعداد: سراب عوض