بئر السبع - خاص معا - قال والد الشاب البدوي (28 عاما) المحتجز حسب التقديرات الإسرائيلية لدى حماس في حديث خاص بـ "معا": "لسنا قلقين عليه، وهناك وجهاء من غزة ومن الداخل يبذلون جهودا من أجل إعادته إلى العائلة".
ورفض الوالد أن يدلي بتفاصيل حول القنوات غير الرسمية التي تتم من أجل إعادة نجله إليه حيث قال: "أنا غير معني بتوسيع هذه القضية، لأن كل تصريح قد يفسر بصورة خاطئة، وقد يمس بإمكانيات إعادته إلى العائلة".
وأردف الوالد أن "الحكومة الإسرائيلية أو أي مسؤول إسرائيلي لم يحدثنا عن امكانية وجود ابني في أسر حماس". وتابع قائلا: "منذ فقدنا آثار ابني اعتقدنا أنه في منطقة الضفة الغربية، أو انتقل إلى الجانب المصري. يوم الأربعاء الماضي – أي قبل إزالة أمر منع النشر – توجهت إلينا الشرطة الإسرائيلية وأخبرتنا أنه من الممكن أن إبننا في أسر حماس".
ويشار إلى أن الشاب البدوي هو الإبن البكر للعائلة. والأب متزوج من امرأتين وله 12 ولدا. وأكد الوالد أن "القضية يتم علاجها من خلال الوجهاء. أنا ووالدته غير قلقين عليه، ولا نخاف على حياته".
وعلم مراسل "معا" أن أمر منع النشر تمّ اصداره بطلب من العائلة، التي لا تريد أن يتم ربط مصير ابنها بصفقات تبادل أسرى ممكنة بين حركة المقاومة الإسلامية وإسرائيل.
وقال أحد أبناء العائلة التي تسكن في ضواحي بلدة حورة. وأردف قريب العائلة، وهي من العائلات الكبيرة في النقب، يقول: "بالنسبة للوالدين من المفضل أن يبقى في غزة وحتى أن يتزوج هناك. حتى شقيق المفقود لم يعرف تفاصيل عن القضية إلا بعد نشرها يوم الخميس الماضي.
وأكد أبناء العائلة أنهم غير معنيين بالكشف عن هوية ابنهم. وأضاف أحد أقرباء العائلة: "مع كل الاحترام، الحديث ليس عن جندي إسرائيلي بل عربي مسلم من بدو النقب، وكل مس به قد يمس بمكانة حركة حماس في النقب عامة، علما أنه يعاني من اضطرابات نفسية منذ كان في الـ17 من عمره. حين علمت العائلة أنه من الممكن أن يكون لدى حماس، قمنا باجراء اتصالات مع وجهاء في قطاع غزة، وقال لنا أحدهم ضاحكا – غالبية أهل غزة يريدون الخروج منها وهذا الشخص المجنون هو الوحيد الذي يحضر للمكوث في غزة".
وقد نفى أقرباء الشاب الذي قالت أجهزة الأمن الإسرائيلية أنه محتجز لدى حماس في قطاع غزة، أن "يكون أي مسؤول من الحكومة أو الشرطة الإسرائيلية قد توجه إلى العائلة لمعالجة قضية ابن العائلة".
وأشار أقرباء الشاب المفقود منذ 20 أبريل/نيسان الماضي، بأن "مكتب الارتباط كان قد أعاد الشاب إلى العائلة بعد أن توجه سابقا إلى الحدود مع قطاع غزة ومصر، وإذا صح ما نشر في وسائل الإعلام بأنه في غزة فنحن نأمل أن يعيدوه إلينا لأنه يعاني من اضطرابات نفسية".
وتابع: "اعتقدنا بعد اختفاء ابننا كل هذه الفترة بأنه مات، لكن أعتقد أن وجوده في غزة كما تقول وسائل الإعلام، أمر يبعث على الاطمئنان لأنه لم يكن لدخوله أي هدف. نحن بصدد حالة إنسانية خاصة، وبالتالي لا نوجه أي رسائل لغزة لاننا لا نخاف عليه إذا تأكد وجوده هناك، وكلنا أما أن يعيدوه في القريب العاجل".
وقال مسؤول في المجلس المحلي: "الحديث عن شاب يعاني أمراضا نفسية وهو دائم الهروب من البيت. لقد أعدناه مرتين في الماضي من غزة، ومرتين من الأردن ومرة من مصر ومرة أخرى من الضفة الغربية".
بالمقابل، رفض مسؤولون كبار في حركة حماس الإدلاء بأي معلومات عن مصير الجنود، وكذلك الإسرائيلي من أصل أثيوبي الذي دخل غزة بعد الحرب، والشاب البدوي، وطالبوا إسرائيل بدفع ثمن مقابل أي معلومة عن ذلك، وشرطهم الأساسي أن تطلق إسرائيل سراح أسرى صفقة شاليط، الذين أعادت اعتقالهم العام الماضي بعد قتل ثلاثة مستوطنين قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية، وهو أمر أكده الدكتور محمود الزهار أحد أبرز قادة حركة حماس في غزة، والذي طاب أيضا بان تتعهد إسرائيل بعدم ملاحقتهم مرة ثانية.
وقالت صحيفة إسرائيلية ان المسؤولين الألمانيين يهدفون إلى الدفع باتجاه التوصل لصفقة تبادل أسرى جديدة مع حماس.
وكانت ألمانيا توسطت في صفقة التبادل الأخيرة بين حماس وإسرائيل، مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، لكن توقفت وساطتها وعادت مصر للعب الدول الأساسي. وشملت وساطة ألمانيا زيارة ضباط مخابرات كل من غزة وإسرائيل والتقوا بمسؤولي حماس وفاوضوهم على عملية اتمام الصفقة.
"الفصل بين الأسرى وجثث الجنود"
في غضون ذلك، قال مسؤولون كبار في المستوى السياسي الإسرائيلي أن إسرائيل لن تطلق سراح اسرى فلسطينيين مقابل اعادة اليهودي اثيوبي الاصل "أفرا منغيستو" والبدوي الذي لم يسمح حتى الآن بنشر اسمه وإنها ستنظر لهذه القضية كحالة انسانية لذلك ستعمل على فصل مسار مفاوضات اعادة اشلاء الجنود الذين قتلوا خلال الحرب على غزة عن مسار اطلاق سراح منغستو والبدوي.
وقالت صحيفة "هارتس" العبرية ان إسرائيل تنتظر رد حماس الرسمي على أنباء التي تحدثت عن احتجازها للإسرائيليين الاثنين سواء كان ردا علنيا او عبر وسطاء علما بان حماس امتنعت حتى الان عن التعليق رسميا على هذه الانباء.