نشر بتاريخ: 17/07/2015 ( آخر تحديث: 18/07/2015 الساعة: 09:30 )
غزة - خاص معا- تغيب الفرحة عن "أم بلال" الغول هذا العام، التي فقدت معظم عائلتها في المجزرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال بحقهم في مخيم يبنا في مدينة رفح العام الماضي.
ويمر العيد مريرا عليها وهي تحاول الا تعكس هذه المرارة على ما تبقى من أبنائها الثلاثة وأصغرهم إبراهيم الذي سيقضي هذا العيد بلا توأمه مصطفى.
مصطفى خطفه الموت باكرا بعد عدة أيام على ولادته، حيث شاءت الأقدار أن تضعه والدته وتوأمه ابراهيم في الحرب الأخيرة على قطاع غزة ليقضي عدة أيام مع أخيه في منزلهم قبل أن تدمره طائرات الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، دون إنذار مسبق ويدفنا سويا تحت الأنقاض فيخرج ابراهيم حيا بينما يرتقي توأمه مصطفى شهيدا.
نجا الرضيع إبراهيم وائل الغول فيما استشهد توأمه مصطفى مع باقي أفراد عائلته.
تقول والدته التي يعتصر قلبها الالم على احبة فارقتهم مكرهة ومجبرة قبل عام، إن من حق ابراهيم وقد أكمل عامه الأول أن يلبس ثياب العيد هذا العام ويشعر بالفرحة كما باقي الأطفال، مبينة انها سعت جاهدة لتشتري له ثياب العيد رغم أن فرحتها منقوصة بغياب زوجها وثلاثة من أبنائها بالإضافة إلى أهل زوجها.
وتتابع: "يمر العيد هذا العام في غاية الصعوبة على الرغم من أن إبراهيم لا يشعر بالمعاناة التي نشعر بها إلا أن العيد يمر ثقيلا في غياب توأمه مصطفى ووالده وائل واخوته ملاك وإسماعيل".
تمنت أم بلال لو أن التوأمين قضيا العيد معا هذا العام ولبسا ذات الثياب، ولكن على الرغم من ذلك رفضت ان تحتفل بعيد ميلاده الأول حزنا على فراق أحبتها وخصوصا زوجها مؤكدة أنها رفضت فكرة شقيقه بلال أن يحتفلوا بعيد ميلاده الأول فالجرح مازال ينزف لديها وان كان قد اندمل لدى الأطفال.
تستذكر أم بلال آخر موقف لزوجها الذي عاد إلى منزلهم العام الماضي يحمل بيديه كيسا مليئا بسمك "الرنجا" ملبيا طلب ابنه الذي يحب هذا النوع من السمك، حيث كان ينتظره على باب المنزل وتذرف دموع الاشتياق قائلة: "لن يكونوا معنا هذا العيد".
نجت أم بلال ونجلها بلال ومحمود وإبراهيم من تحت أنقاض منزلهم الذي دمرته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في الثالث من شهر أب العام الماضي بدون إنذار بينما قضى تحت الأنقاض زوجها وائل الغول وشقيقه ووالدته ووالده واثنان من شقيقاته بالإضافة إلى ثلاثة من أبنائها هم نصف التوأم مصطفى وإسماعيل وطفلتها الوحيدة ملك.
تقول أم بلال أنها ستقضي وقتا كبير في تعريف إبراهيم من خلال الصور بوالده وأشقائه وستخبره انه خرج سالما من تحت الأنقاض كما ستخبره أن توأمه مصطفى بات عصفورا في الجنة.
تقرير- هدية الغول