النقب - مراسل معا - كشفت شرطة الاسرائيلية في النقب عن تفاصيل اختطاف الشاب من بلدة شقيب السلام، والمطالبة بدفع فدية قدرها 230 ألف شيكل مقابل إطلاق سراحه.
وذكرت شرطة النقب أنه في نهاية التحقيقات المتشعبة التي اجرتها الوحدة المركزية للشرطة (اليمار) في النقب، تم تحديد موقع الشاب المختطف من سكان شقيب السلام بسبب ديون مالية، مع اعتقال اثنين من المشتبه بهم، شابين في العشرينات من عمرهما من سكان شقيب السلام، بحيث سيتم نهار اليوم الاربعاء تقديم لوائح الاتهام ضدهما مع طلب تمديد اعتقالهما حتى الانتهاء من كافة الاجراءات القانونية بحقهما.
هذا وتعود حيثيات هذه القضية بعد تلقي اخطار في الشرطة الاسرائيلية- "لواء الجنوب" حوالي الساعة الثالثة من فجر يوم 24 حزيران الماضي من قبل شقيق الشاب الضحية مفادها خطفه وطلب فدية قدرها 230 ألف شيكل، والا سيتم نقله إلى شبه جزيرة سيناء بمصر.
وقد سارعت وحدة "اليمار" بالنقب بأعمال البحث والتحقيق وتقصي آثاره. وقد اسفر التحقيق في البداية عن تحديد موقع وجود الضحية من بعد مضي يومين وذلك في منطقة بير هداج، وتمت اعادته إلى أسرته.
وأثناء التحقيق الأولي نفى الضحية أمر الخطف، وقال انه ضل طريقه في الرمال هناك وليس لديه هاتف نقال وبالتالي تعذر عليه الاتصال بعائلته.
وأوضحت التحقيقات اللاحقة مع اصرار المحقق على أنه يعلم بأنه وقع ضحية وان روايته غير صحيحة وانه يعلم كل ما حدث معه، وبالتالي أوضح الضحية انه في البداية لم يكن يريد أن يشاركه احد بمصابه خشية على حياته وحياة افراد عائلته، مسهبا في سرده بان رجل يعرفه جاء إلى شقيب السلام وعرض عليه وظيفة ثم شرح له أنه يجب أن يسير معه جنبا الى جنب الى مكان ما. واستقلا بعد ذلك سيارة الاخير مع توجههما نحو المقبرة في شقيب السلام، حيث تقدم نحوه هناك ثلاثة رجال ملثمين قدموا في سيارة جيب واضعين مسدسا برأسه وهددوه ونقلوه إلى سيارة الجيب، ثم واصلوا سفرهم حتى وصلوا إلى منطقة بير هداج، حيث احتجزوه هناك بينما الرجل الاول المعرفة الذي كان قد التقى به في المقهى في شقيب السلام قال له إن على أسرته دفع 230000 شيكل وإلا فإنهم سوف يلحقون به الاذى وبان هذا المبلغ من المال هو في الواقع المستحق عليه لأنه في الماضي كان قد سرق منه كمية من المخدرات.
هذا ولم يساعد الضحية اي من التفسيرات والشروحات المتكررة وواصل المشتبه بهم في تهديده وأعلموا أسرته بأنها فيما إذا لم تلتزم بالدفع سوف يتم نقله إلى مصر، وأنها لن تراه مرة أخرى، حيث استمرت حملة التخويف والترهيب حتى إطلاق سراحه ونقله إلى الشرطة.
في الوقت نفسه ومع استمرار استجواب الضحية تمت عمليات تحقيقات اخرى من قبل شرطة النقب، مع استخدام وسائل وطرق تكنولوجية متطورة، ووفقا لفحوصات الطب العدلي لبينات وقرائن التي تم جمعها من حيز الجريمة، وبالتالي وفي وقت لاحق ويومين بعد ذلك في 28.6.15 القي القبض على المشتبه به الرئيسي وأثناء التحقيق نفى المشتبه به أي صلة له وادعى أنه كان صاحب السيارة، ولكن لا علاقة تربطه بالاختطاف وحافظ على حق الصمت طوال فترة التحقيق كما وفي وقت لاحق، ومن بعد مضي حوالي عشرة أيام في -8.7.15 تم القاء القبض على المشتبه به الثاني الذي نفى هو الاخر أي تورط له او صله تربطه في عملية الاختطاف.
اضافة لذلك يشار الى ان هوية اثنين آخرين من المشتبه بهم معروفة وتجرى عمليات بحث واسعه لتحديد موقعهما وتنفيذ الاعتقال.
والى كل ذلك، اليوم بعد انتهاء التحقيق وبعد تأسيس البنية التحتية للائحة الاتهام سيتم تقديمها ضد الرجلين الشابين المشتبهين المعتقلين مع طلب تمديد الاعتقال حتى الانتهاء من كافة الاجراءات القانونية ضدهما.
وقال "قائد منطقة النقب" الاسرائيلي أمنون ألكلعلي، إن "هذا حادث خطير جدا خلاله المشتبه فيهم تجاوزوا القانون واختطفوا الضحية على خلفية ديون مالية، وأنه على الفور ومع استلام البلاغ في الشرطة حول الاختطاف باشرت قوات معززة باعمال البحث خلفه، لافتا إلى أن الخطوات الواسعة التي اتخذت والتي أدت إلى تحديد مكان الضحية، واعادته إلى احضان عائلته، والعمل المهني للمحققين مكن من تشكيل البنية التحتية للتقدم في لائحة الاتهام ضدهما مع تمديد فترة اعتقالهما حتى الانتهاء من كافة الاجراءات القانونية".