نشر بتاريخ: 24/07/2015 ( آخر تحديث: 26/07/2015 الساعة: 09:25 )
بيت لحم- معا - التاريخ يشرع أبوابه في هافانا القديمة. جمال ورقي بحجم الأساطير وعادات يحترف فيها الكوبيون الضيافة وإكرام الأصدقاء، كما إحترفوا دحر الغزاة عبر التاريخ عن سواحلهم.
أبواب العاصمة الكوبية محصنة أمام هدير البحر وأمواج الغزاة وكل من غزا كوبا رحل وبقيت هافانا بأصالتها. إنها هالة من السحر وكل من يزورها يقع في حبها.
عند شواطئها تكسّر الإستعمار الإسباني تاركاً وراءه لغتـه وبعضاً من العمران الباروكي.
هافانا القديمة تأسست عام 1519 والتي أدرجتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي، تحافظ على هذا المزيج المتنوع من المباني ذات الطراز الباروكي والكلاسيكي الجديد.
أبنية بقناطرها وشرفاتها ونوافذها الحديدية تتشابه مع العمران الإسلامي في الأندلس فقرطبة بزخرفاتها تتلخص بساحة الكاتدرائية بلازا دي لا كاتيدرال وهي واحدة من أجمل الساحات في المدينة، واشبيلية بمعلقاتها ترسم في العمارات وغرناطة تنقش في الطريق التاريخي القديم.
ولأنّ الكوبي بفطرته يحب الفن والموسيقى لا تفارق الأهازيج والموسيقى نهارات هافانا ولياليها. الصغار والكبار الجميع يعزف كهواية أو حتى كمصدر للرزق يجني من خلاله بعض النقود.
في هافانا لا حاجة للمرء في الذهاب إلى المسرح ليشاهد عملاً فنياً، هنا وعلى هذه الأرصفة يمكن أن يستمتع بعرض مسرحي متكامل بأدوات بسيطة ولا تخطر في البال.
وربما يتحول الإنسان إلى تمثال ويمكن للحجر أن يتحرّك في هافانا.
يحترف الكوبيون الضيافة وإكرام الزوار والأصدقاء بعدما إحترفوا مقاومة الأعداء، هي ساحة هافانا القديمة تعج بالصروح الثورية والمقاهي والمحال التي تبيع التحف في آن واحد. فعلاً إنها مدينة الجمال والتباينات وصدق كريسستوفر كولمبوس عندما قال يوماً ما "كوبا هي أجمل جزيرة في العالم".
يكفي أن تصل إلى أحيائها التاريخية وأن تتجول في أزقتها وسط هذه المباني المدهشة والملفتة للأنظار بأشكالها المعمارية لتدرك أنك في موقع تراثي عالمي يظهر الأصالة والعراقة الكوبية التي دحرت الإستعمار وقاومت وإنتصرت بفعل ثورتها.
المصدر: الميادين