نشر بتاريخ: 26/07/2015 ( آخر تحديث: 26/07/2015 الساعة: 14:35 )
نابلس- معا - افتتح في بيت فلسطين بمدينة نابلس، أمس، جناح الذاكرة بمشاركة شخصيات سياسية ودينية وممثلين عن القطاع الخاص والأهلي من جميع أنحاء فلسطين.
وضم الجناح اعمالا فنية وسياسية متنوعة، وعرضت جدارية بمساحة تقدر بـ (200) متر مربع، جسدت رسم التاريخ الفلسطيني منذ العام 1917، وضمت الجدارية أسماء (418) قرية فلسطينية تم تدميرها وتهجير أهلها عام 1948، وأسماء جميع المخيمات الفلسطينية، يتوسطها مجسمٌ لطائر العنقاء تعبيراً عن خلود الشعب الفلسطيني في أرض كنعان، وحتمية العودة.
كما يضم جناح الذاكرة مكتبة حوت على أمهات الكتب والأفلام التي تحكي تاريخ وجغرافية فلسطين والقدس، باللغتين العربية والانجليزية وبعض اللغات الأخرى، وصوراً فوتغرافية تحكي بعضاً من قصص النضال الفلسطيني وعلاقة هؤلاء الشخصيات بصاحب فكرة جناح الذاكرة وهو منيب المصري، ومجموعة من الخرائط والصور التاريخية، والتي منها صورة نادرة لمطار اللد عام 1932 جاثمة عليه طائرة تابعة للخطوط الجوية الفلسطينية.
وتبدأ الجدارية بصورة لأوائل رموز العمل الوطني الفلسطيني للأعوام التي تلت وعد بلفور عام 1917 ولغاية عام 1948، ثم تنتقل إلى صورة تعكس بعض أهم الثورات والمعارك التي خاضها الشعب الفلسطيني مثل ثورة موسم النبي موسى عام 1920، ثورة يافا عام 1921، وثورة البراق عام 1929، والثورة الفلسطينية الكبرى ما بين الأعوام 1936 و1939، ثم المعارك التي اندلعت عقب قرار تقسيم فلسطين عام 1947.
وتكمل الجدارية روايتها حول النكبة والنكسة والتهجير والخيام والرحيل إلى المجهول وأمل العودة برمزية مفتاح يحمله كهل، ومجموعة من الطيور المهاجرة وحتمية عودتها.
وتضم الجدارية صوراً لمن فجروا الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965، ومن خاضوا معركة الكرامة عام 1968، وتنتقل إلى انتفاضة العام 1987، وانتفاضة العام 2000، مجسدة في ذات الوقت وجوه مجموعة ممن قدموا وعملوا من أجل فلسطين وقضيتها، وكان لهم حضور وتأثير في حياة صاحب فكرة إقامة جناح الذاكرة الذي يهدف بشكل رئيس إلى المساهمة في توثيق وتثبيت الحق والحقيقة للأجيال القادمة، وتخليد ذكرى من ضحوا من أجل فلسطين، وإيجاد حيز علمي مميز من خلال المكتبة والوثائق والخرائط والصور التي تحويها.
بدأ حفل افتتاح جناح الذاكرة بالنشيد الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء القضية الفلسطينية، تلاها كلمة ترحيب من رجل الأعمال منيب المصري، ركز فيها على أهمية دعم صمود القدس، جوهرة وأساس القضية الفلسطينية.
وقال المصري: "إن جناح الذاكرة يأتي في سياق المساهمة في تثبيت الحق الفلسطيني بطريقة فنية تحاكي قلوب وعقول البشر على اختلاف جنسياتهم، وتأتي أيضا في إطار الوفاء لذكرى من ضحوا من أجل فلسطين وفي مقدمتهم الشهيد الرمز ياسر عرفات"، وأشار المصري إلى أن الحقوق المشروعة للشعب باعتبارها حقوقا ثابتة ولن يتم التنازل عنها.
وتحدث المستشار خليل قراجة وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، عن أهمية هذا العمل الوطني "جناح الذاكرة"، كما تحدث عن مساهمة المصري في تأسيس ودعم صندوق ووقفية القدس الذي يهدف إلى دعم صمود القدس وتنميتها، وفي ذات السياق قدم طاهر الديسي عرضاً موجزاً عن صندوق ووقفية القدس.
وقدم الخبير في مجال الآثار، الدكتور حمدان طه، في كلمته لمحة تاريخية عن أهمية مدينة نابلس وجبل الطور، والحضارات التي تعاقبت على هذا المكان والآثار التي بقيت شاهدة على تاريخه وعراقته، مشيراً إلى الأهمية التاريخية لدير بير الحمام الموجودة آثاره تحت بيت فلسطين، وهو دير بيزنطي يفوق عمره (1700) عام، عمل منيب المصري وبالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص في الحفاظ عليه.
وفي كلمة الأب جوني أبو خليل ممثلاً عن البطريرك فؤاد طوال، تحدث فيها عن أهمية الوحدة الوطنية، والدفاع عن المقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس، وبخاصة أنها تتعرض لعمليات تهويد تسعى إلى محو تراثها وتاريخها، شاكراً المصري على مساهمة في الأعمال الخيرية والوطنية التي تسعى إلى الحفاظ على الهوية والتاريخ والتراث الفلسطيني.
ومن جانبه قال المهندس رامز جرايسي في كلمته: "إن الشعب الفلسطيني كان وسيبقى شعباً واحداً، مؤكداً على أهمية ورمزية جناح الذاكرة في الحفاظ على التراث والتاريخ الفلسطيني".
كما تحدث نضال البزرة، رئيس ملتقى رجال الأعمال في نابلس، عن أهمية هذا الحدث، شاكراً المصري على حرصه الدائم في جمع مكونات الشعب الفلسطيني باختلافاتهم الجغرافية والفكرية والدينية حول فلسطين كوطن يتسع لجميع مواطنيه.
وقال إسحاق السامري، ممثلاً عن الطائفة السامرية: "إن هذه الأعمال على اختلافها وتنوعها لها رمزية وطنية ودينية لأنها مقامة على جبل الطور وهو أقدس مكان لدى الطائفة السامرية، وهي تسهم في حماية هذه الجبل من استهداف الاستيطان له".
كما قدم الفنان المقدسي أحمد أبو سلعوم فقرة فنية قصيرة اشتملت على أغانٍ من التراث الفلسطيني.